منظمات أهلية

“آمال” ترافق 7 آلاف طفل برحلة التأهيل السمعي

يتعايش نحو 466 مليون شخص حول العالم مع ضعف السمع 34 مليونا منهم أطفال وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية التي تتوقع أن يرتفع العدد إلى 900 مليون شخص بحلول عام 2050.

وفي حين تغيب الإحصائيات الدقيقة عن نسبة المتعايشين مع الإعاقة السمعية في الدول العربية تحيي الأخيرة بين 22 و 30 نيسان من كل عام أسبوع الأصم العربي للتعريف بالصمم والوقاية منه والتوعية بحقوق الصم وقدراتهم ومشاكلهم.

ومن دمشق التي انطلق منها أسبوع الأصم العربي عام 1974 بناء على توصيات المؤتمر الثاني للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم تهتم جمعيات ومنظمات أهلية عدة بالأشخاص المصابين بإعاقة سمعية من بينها منظمة “آمال” التي رافقت 7 آلاف طفل في رحلة إعادة التأهيل السمعي منذ عام 2006 .

المديرة التنفيذية للمنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة “آمال” كلوديا توما أوضحت أن المنظمة وعبر مركز تأهيل الإعاقة السمعية توفر خدماتها للأطفال الذين يعانون نقص السمع بهدف دمجهم بالحياة الطبيعية. حيث تقوم بإجراء مسح سمعي واستقصاءات للسمع ومعالجة الحالات عبر جلسات النطق والكلام.

وبينت توما أن عدد مرتادي المركز حاليا 37 طفل إعاقة سمعية تقدم لهم خدمات تأهيل وجلسات تدريبية فردية إضافة إلى 300 طفل يتابعون جلسات نطق من مختلف المحافظات، مشيرة إلى أن المركز الذي افتتح عام 2006 لا يسعى فقط لتعليم الصغار الكلام والنطق بل ولمساعدتهم على الاندماج بالمدرسة والمجتمع.

ومع إعادة التأهيل أجرت “آمال” التي تأسست عام 2002 كمنظمة أهلية غير ربحية خلال العام الماضي 52 عملية زراعة حلزون لأطفال يعانون نقص سمع عميق حسب “توما” التي كشفت أن المنظمة تعمل حاليا على إعداد خطة لبرنامج وطني للكشف المبكر عن حالات نقص السمع بالتعاون مع الوزارات المعنية كالصحة والتربية.

من جانبه مشرف مركز تأهيل الكلام واللغة في “منظمة آمال” زياد جحجاح بين أن تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة السمعية يتطلب ثلاث مراحل أولها تأهيل لفظي يعتمد على المعين السمعي، إضافة إلى الكلام والثانية استخدام التواصل بلغة الإشارة أو أبجدية الأصابع أما المرحلة الثالثة فهي عبر التواصل الكلي الذي تستخدم به الطرق الثلاثة حسب طبيعة الحالة .

وعن طرق علاج نقص السمع لفت اختصاصي أنف أذن حنجرة ومشرف مركز الاستقصاءات السمعية في المنظمة الدكتور فادي الشامي إلى إمكانية استخدام السماعات في الحالات الخفيفة والمتوسطة أما في الدرجات العميقة فيفضل اللجوء إلى زراعة الحلزون، مؤكدا أن أي إجراء علاجي لن يساعد الطفل في تطوير لغته إلا إذا استكمل ببرامج تأهيل.

وتصنف الإعاقة السمعية وفقا لرئيس قسم التربية الخاصة في كلية التربية بجامعة دمشق الدكتورة عالية الرفاعي ضمن فئتين الأولى الصم أي فقدان السمع نهائيا والثانية ضعف السمع وفيها يمكن الاستفادة من المساعدات، مبينة أن الأصم غير قادر على اكتساب اللغة المنطوقة فيستخدم لغة الإشارة.أما في حالة ضعف السمع فيمكن اكتساب اللغة عبر إيجاد البيئة والأساليب التعليمية المناسبة.

وبالعودة لأرقام منظمة الصحة العالمية فإن 60 بالمئة من فقدان السمع في مرحلة الطفولة يرجع لأسباب يمكن الوقاية منها كتجنب بعض الأمراض المعدية والتهابات الأذن المزمنة واستخدام أدوية معينة والابتعاد عن الضوضاء المفرطة.