الشريط الاخباريمحليات

الجفاف يهدد المجرى الحيوي لنهر العاصي وبحيرة قطينة

أدى انخفاض الهطولات المطرية وتراجع غزارة نهر العاصي إلى نقص حاد في كمية المياه المخزنة ببحيرة قطينة في محافظة حمص لتبلغ نحو 18 مليون متر مكعب من المياه علما بأن الحد الميت للبحيرة حدد ب50 مليون متر مكعب ورغم الانخفاض الكبير في كمية المياه إلا أن شركة الأسمدة ومصفاة حمص لا تزالان تستجران المياه منها لضرورتها في عمليات التشغيل والإنتاج.

شركة الأسمدة لجأت بعد عجزها عن إدخال الآليات إلى بحيرة قطينة بسبب الطمي الناجم عن ‏تراجع المياه وعدم وصولها لوحدة الضخ إلى الحفر اليدوي ‏بالاعتماد على الأيدي العاملة لتأمين حاجتها من المياه لتشغيل معاملها في حين تقوم مصفاة حمص بالتعاون مع الموارد المائية ‏باستخدام باكر لفتح مجرى من جهة مدخل سد البحيرة من الجهة الشرقية لتأمين حاجتها من المياه.

وتحتاج الشركتان إلى ما يقارب الـ 4000 متر مكعب من المياه في الساعة، ونظرا لنقص المياه أوقفت الشركة العامة للأسمدة معمل السماد ‏الفوسفاتي واكتفت بتشغيل معمل الأمونيا يوريا لتامين الحاجة المحلية.

المهندس طراف مرعي مدير عام الشركة قال: ” خلال فترة التوقف نقوم بإجراء أعمال ‏الصيانة للمعمل وفور توافر المياه سنعاود العمل ولدينا حاليا 15 ألف طن من السماد الفوسفاتي في المستودعات ولذلك فضلنا الاستمرار بإنتاج اليوريا لتوفير حاجة الأسواق المحلية”.

وأضاف مدير عام شركة الأسمدة: “المياه تراجعت في بحيرة قطينة حتى تكاد تصل إلى الحوض الأساسي لنهر العاصي واضطررنا إلى حفر مجرى ‏يوصل المياه إلى وحدات الضخ لتعذر وصول البواكر والتركسات إلى مدخل البحيرة”، لافتا إلى أن الشركة بحاجة إلى كميات هائلة من المياه تتراوح ما بين 1500 و 2000متر مكعب ‏بالساعة بمعدل 48 ألف متر مكعب يوميا ولديها مضخات كبيرة على بحيرة قطينة وهناك ‏محطة ضخ تمت إعادة صيانتها وتجهيزها في قرية الحميدية على مجرى ‏نهر العاصي مباشرة مهمتها تأمين الاحتياطي من المياه للشركة في حال توافر المياه في مجرى ‏النهر.‏

وحول عدم لجوء الشركة إلى حفر آبار للتخفيف من استهلاك المياه من بحيرة قطينة أوضح مرعي مهما حفرنا من الآبار فلن تكفي حاجة الشركة وحسب قوله” “مياه الشرب أولى فالصناعة ثم القطاع الزراعي” .‏

‏‏نحتاج إلى 1200 متر مكعب من المياه في الساعة وفي حال شغلنا قسم التفحيم ‏سنحتاج إلى 1700 متر مكعب هذا ما قاله مدير عام مصفاة حمص المهندس هيثم مسوكر، مضيفا: “حتى لو تم ‏حفر آبار في الشركة لن تسد حاجة المصفاة ”، مشيرا إلى أنه يوجد حاليا 12 بئرا بعمق 1200 متر وتسعى الشركة إلى حفر 10 آبار مساعدة إلا أنها تبقى بحاجة إلى مياه نهر العاصي .‏

‏ولفت مسوكر إلى أن الشركة بالتعاون مع مديرية الموارد المائية تقوم بدراسة مشروع استجرار المياه من أعالي العاصي إلى مصفاة حمص بهدف تأمين المياه النقية للشركة، موضحا ان استجرار المياه من مجرى نهر ‏العاصي الملوث أصلا ومعالجتها قبل استخدامها في المصفاة يكلفان نحو 300 مليون ليرة سنويا وفي ‏حال استجرار المياه من أعالي العاصي سيتم توفير هذا المبلغ.

وبين مسوكر أنه تتم حاليا دراسة مشروع معالجة المياه المنصرفة إلى نهر العاصي لتدويرها ‏وإعادة استخدامها في المصفاة بهدف تخفيف التلوث الحاصل في النهر.‏

‏وذكر مدير الموارد المائية بحمص اسماعيل اسماعيل أن مساحة بحيرة قطينة 60 كيلومترا مربعا وحجم التخزين الأعظمي 200 مليون متر مكعب والحجم الميت للبحيرة ‏هو 50 مليون متر مكعب أما الحجم الحالي فهو 18 مليون متر مكعب، موضحا أنه بالرغم من انخفاض نسبة التخزين إلا أن الاستجرار ‏مستمر للمنشآت الصناعية وذلك لاعتماد الإنتاج على المياه وهناك ‏ضرورة ملحة لاستجرارها .

وبين اسماعيل أن هناك تعميما أصدر لمصفاة حمص بحفر آبار في الشركة ‏وتأهيل الآبار الموجودة بالإضافة إلى مد خط خاص من أعالي العاصي إلى المصفاة وذلك ‏لدعم الشركة بحاجتها من المياه. ‏

‏ويؤثر نقص المياه سلبا في تأمين التغذية والأوكسجين للثروة ‏السمكية في البحيرة بحسب وسيم قصيراوي مدير مركز الثروة السمكية بحمص، مشيرا إلى أنه أصبح ‏بالإمكان صيد الأسماك بطرق أسهل من قبل الصيادين الأمر الذي يحد من قدرة المركز على مراقبة ‏المخالفات والتعديات الحاصلة، علما أنه تمت مع بداية العام الحالي زراعة نحو 100 ألف اصبعية سمكية في البحيرة بهدف زيادة المخزون السمكي فيها.‏

محمد خلوف من بلدة الحوز المحاذية لمجرى نهر العاصي بريف القصير يؤكد ‏خروج مساحات زراعية كبيرة من الإنتاج بسبب النقص في مياه النهر الذي لم يشهده من قبل، إضافة إلى التاثير المباشر في نقص المياه الجوفية وعدم تغذية الآبار. يوسف العباس رئيس الجمعية الفلاحية بقرية دبين المتاخمة لبحيرة ‏قطينة من جهة الغرب يؤكد أنه لم يشهد من قبل هذا الجفاف في البحيرة، مضيفا : “يوجد تل وسط البحيرة يدعى تل الصفصافة أو ابو ‏درويش أصبح بالإمكان الوصول إليه مشيا على الأقدام بعدما كان يحتاج إلى زوارق” .