الشريط الاخباريرأي عامسلايد

الحرب الصامتة.. يوم ضاع “التوماهوك” في “الشعيرات”

بات من المؤكد أن 23 صاروخ “توماهوك” أميركيا فقط سقطوا في مطار الشعيرات العسكري، من أصل 59 صاروخا استخدموا في العدوان الأميركي على سورية.

يعتبر صاروخ توماهوك بحسب الخبراء العسكريين أنه صاروخ ذكي ويعمل بنظام GPS ﻭﺗﻢ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻪ ﻟﻨﻈﺎﻡ Tomahok – 4 ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﻪ ﺧﻼﻝ ﻃﻴﺮﺍﻧﻪ ﺑﺘﻮﺟﻴﻬﻪ ﻟﻬﺪﻑ ﺃﺧﺮ، أي أنه من المستحيل لهذه الصواريخ أن تضيع أهدافها في الأحوال العادية، مع الأخذ بعين الاعتبار أنها ليست صواريخ تجريبية وتكلفتها مرتفعة جدا لدرجة لا تستخدم فيها القوات الأميركية هذه الصواريخ إلا على أهداف هامة، علما أن التقارير الإعلامية تقول أن النظام السعودي قد قام بدفع ثمن الصواريخ الأميركية سلفا.

الأسئلة الأولى التي تواردت للأذهان هي لماذا لم تسقط المنظومات الروسية هذه الصواريخ. ويأتي التفسير من الخبراء العسكريين بأن “صمت” منظومات الدفاع الجوي الروسية المنشورة في حميميم وطرطوس، بهدف درء خطر احتمال اندلاع صراع نووي…. لأنه لو تصدت المنظومات الروسية للصواريخ الأميركية  لكان ذلك نزاعا بين الولايات المتحدة وروسيا على مستوى الدفاع المضاد للصواريخ.

هذه التفسير يستبعد تدخل الروس المباشر في التصدي للصواريخ وبالتالي يستبعد أي دور لهم في “ضياع” الصواريخ الـ36 المتبقية.

في هذه الأثناء، تحدثت تقارير لم يتم التأكد من صحتها أن الولايات المتحدة أبلغت روسيا مسبقا عبر القنوات الدبلوماسية بخططها لتوجيه الضربة، وبدورها أخطرت روسيا الجانب السوري الذي سحب عسكرييه ومعداته من القاعدة… ويبدو أن هذا الأمر مستبعد في الحقيقة لأنه لو حدث الأمر على هذه الطريقة لما قام الأميركيون بالضربة وكان استخدام 59 صاروخا من نوع “توماهوك” المرتفع التكاليف بلا أي تأثيرات ميدانية. فمالذي حدث بالضبط؟ أين ضاع “التوماهوك” الأميركي..؟

وفي الوقت الذي لا تزال فيه تقديرات الأضرار التي أصابت مطار الشعيرات السوري غير محصورة بالكامل بعد، فإن الاحتمالات العلمية لفقدان الـ36 صاروخا أميركيا من هذا النوع الذكي جاء نتيجة السيطرة عليها بنظام التشويش الإلكتروني وتحويل مسارها عن أهدافها إلى مناطق أخرى بعيدة.. وهي نوع من “الحروب الصامتة” التي لا تظهر إلى العلن، وتبقى طي سجلات الرادرات والحرب الإلكترونية… ولن تعلن الولايات المتحدة أو غيرها أمرا كهذا… لكن الرسالة ستكون قد وصلت بالفعل إلى دوائر القرار الأميركية… خاصة الرئيس الأميركي المتواتر كالبندول دونالد ترامب.

 

البعث ميديا || ريبال زينون