الشريط الاخباريسلايدسورية

المقداد: سورية سخرت اقتصادها وسياستها ومواقفها للقضية الفلسطينية

أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما هو إلا “حرب عالمية تقوم بها إسرائيل بدعم من الدول الغربية التي تدعي حقوق الإنسان ضد شعب لا يهمه سوى الحفاظ على أولاده والدفاع عن شرفه ” منتقدا اتخاذ الأمم المتحدة موقف المتفرج على قتل الاحتلال الإسرائيلي للأطفال والشعب الفلسطيني مع أن مهمتها حفظ الأمن والسلم العالميين.

وقال الدكتور المقداد في كلمته خلال الاجتماع الوزاري للجنة فلسطين التابعة لحركة عدم الانحياز حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة: إن “إسرائيل ومنذ ما يقارب الشهر تتوغل في دماء أطفال فلسطين وتدمر ممتلكات الشعب الفلسطيني وتقتل الفلسطينيين بدم بارد على شواطئ غزة وفي ملاعب الأطفال وفي مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا دون أن يهرع مسؤولو الأمم المتحدة للدفاع عن مدارسهم وممتلكاتهم وهم الذين ينصبون بعضهم أحيانا مدافعين عن قضايا أخرى يعتقدون بأنها تنسجم مع الميثاق لكنهم يسمحون لإسرائيل في التوغل بدم الشعب الفلسطيني”.

وأوضح المقداد أن الأمم المتحدة أنشئت من أجل الدفاع عن سلم وأمن العالم وعدم تكرار المجازر التي شهدتها البشرية في مطلع هذا القرن الذي شهد حربين عالميتين مشيراً إلى أن هناك الآن حربا عالمية تقوم بها “إسرائيل” بدعم من الدول الغربية التي تدعي حقوق الإنسان ضد شعب لا يهمه سوى الحفاظ على أولاده والدفاع عن شرفه وحقوقه.

وأشار المقداد إلى أن اعتقاد البعض أن المذبحة التي اقترفتها وما زالت تنفذها “إسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة قد جاءت بعد حادثة المستوطنين الثلاثة فهو مخطئء جدا لافتاً إلى أن من يعتقد أن القتلة الإسرائيليين قد شبعوا حتى الآن من سفك دماء الشعب الفلسطيني فهو أكثر من مخطئء أيضا.

وشدد “المقداد” على أنه بالرغم من التواطؤ الغربي وغيره مع ما تقوم به “إسرائيل” من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فإن الحقيقة التي ستبقى ماثلة أمام أطفال غزة وأمام كل من يشعر بالإهانة التي توجهها “إسرائيل” المتوحشة إليه في البعد الشخصي هي أن القادة الإسرائيليين لا يريدون رؤية طفل فلسطيني على قيد الحياة حيث ان إسرائيل لا تنظر إلى الفلسطينيين كبشر ولا تريدهم أحياء “فالفلسطيني الجيد هو الفلسطيني في القبر وليس أكثر من ذلك” وما من داع للتعب في تحليل ما جرى فالحقيقة أكثر من واضحة بعد هذه المجزرة التي تؤكد أنها لن تكون الأخيرة ضد الشعب الفلسطيني وفي السجل الإرهابي الإسرائيلي.

ولفت المقداد إلى أن “إسرائيل” لا تريد السلام بل تريد أرض العرب والسلام معا وتريد أيضا ما هو بعد الأرض العربية المحتلة وإخضاع المنطقة لهيمنتها وتسخير شعوبها ومقدراتها لخدمة الأهداف الصهيونية والغربية.

وأكد المقداد أن القضية الفلسطينية بالنسبة لسورية ليست قضية شعب آخر يعيش في قارة أخرى على الرغم من احترام من يشعر مثلما يشعر الفلسطيني بما يتم من مجازر ضده بل ان الشعب السوري يلتحم مع الشعب الفلسطيني في قضية واحدة ومصير مشترك فالقضية الفلسطينية هي قضية الشعب السوري يتأثر بها حياتيا وسياسيا واقتصاديا بل ان سورية سخرت اقتصادها وسياستها ومواقفها لما تؤمن بأنه قضيتنا المركزية قضية فلسطين.

وأضاف المقداد: إن قضية فلسطين يجب أن تبقى القضية المركزية لكل مناضل يرى الضيم والقتل أمامه ويريد أن يوقف هذا القتل وهذه المجزرة وعندما يتعرض الشعب الفلسطيني للاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة فإننا كلنا فلسطين.

وبين المقداد أنه إذا كانت الكوارث والغزوات الاستعمارية والاستيطانية توحد الشعوب فإن جرائم الإبادة الصهيونية في غزة أثبتت لشعبنا الفلسطيني وللشعب العربي في كل مكان أنه لا بديل أمام الجميع سوى الصمود في مواجهة الجرائم الإسرائيلية وإلا فإن ذلك سيصل إلى بيت كل واحد فينا ليس في المنطقة فحسب بل وخارج المنطقة.

وأعرب المقداد عن تقديره لقادة دول أمريكا الجنوبية في فنزويلا وبوليفيا وتشيلي والارجنتين والبرازيل التي قامت بسحب سفرائها من “إسرائيل” احتجاجا على العدوان الإسرائيلي اللاإنساني على غزة، معربا عن أمله في أن تتخذ جميع الدول إجراءات مماثلة لتوجيه رفض حازم لسياسات “إسرائيل” وعدوانها الوحشي على الشعب الفلسطيني حيث لم يعد كافيا المطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني بل يجب تقديم المسؤولين الإسرائيليين إلى محاكم دولية ويجب ألا يهرب هؤلاء القتلة من العقاب كما أن فرض عقوبات اقتصادية وسياسية ومالية على “إسرائيل” أصبح واجبا إنسانيا لمنع استمرارها بقتل الفلسطينيين راجيا أن يجد ذلك انعكاسا له في الوثيقة التي ستصدر عن هذا الاجتماع.

وبدأ فى العاصمة الايرانية طهران اليوم الاجتماع الوزاري للجنة فلسطين التابعة لحركة عدم الانحياز بمشاركة وفد سورية برئاسة نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد وحضور السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود.

ويشارك في الاجتماع أيضا وزراء خارجية من نحو 30 دولة لبحث الأوضاع المتردية في قطاع غزة جراء العدوان الصهيوني المتواصل عليه منذ تسعة وعشرين يوما وجرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني حيث سيتم طرح المواقف والحلول في البيان الختامي لهذا الاجتماع.