محليات

انتشار معامل البلوك بدرعا لتغطية حاجات إعادة الأعمار

وفرت البيئة الملائمة لإطلاق عجلة العمل الصناعي الذي كان يشهد تباطؤاً شديداً خلال سنوات الأزمة، بعد عودة الأمن والأمان لربوع محافظة درعا، وبلدة عتمان كانت إحدى أهم البلدات التي سرعان ما فتحت أبواب العمل وورشات البناء والحرف والمهن للإنتاج لتغطية احتياجات السوق المحلية، ما شجع عدداً من أصحاب مكابس إنتاج البناء على البدء بإنتاج المادة بمقاسات متعددة لتلبية الطلب المتزايد عليها مع عودة المواطنين إلى منازلهم التي تعرضت للخراب.

مدير صناعة درعا المهندس عبد الوحيد العوض تحدث عن عودة هذه المنشآت للعمل بعد تحرير ريف درعا بكامل مدنه وقراه، وعودة الاستقرار إلى المحافظة وتوافر المواد اللازمة للبناء وأعمال الترميم ساهم هذا الأمان والاستقرار بعودة أصحاب مكابس إنتاج أحجار البناء “البلوك” على البدء بإنتاج وتدوير المعامل في مدينة درعا وبلدة عتمان المحاذية لمدينة درعا بمقاسات متعددة ومواصفات جيدة لتلبية الطلب المتزايد عليها حيث افتتحت وأقلعت أكثر من 10 مكابس للبلوك من جديد بعد أن توقفت عن العمل لسنوات، مضيفا أن عودة المنشآت الصناعية إلى العمل تعد مؤشرا لبدء تحسن الواقع الاقتصادي في المحافظة.

أحد أبناء بلدة عتمان تحدث عن عودة الحياة والمنشآت الصناعية للبلدة فهي كانت مركز الثقل الأول في معامل البناء والاكتساء في درعا والجنوب عموماً. وكافة أهاليها حرفيون ماهرون يتقنون كافة المهن والحرف المعمارية وتميزت بأنك لا تجد عاطلاً واحداً عن العمل فالكل يعمل ويأتي العمل في المنشآت الصناعية أولاً يليه الزراعة. هذا وقد بلغ عدد نشر الكتل البازلتية والرخامية ست منشآت ضخمة تشغل عدداً من العمال إضافةً لوجود أكثر من 80 معمل بلوك مرخصة أصولاً تشغل ما عدده 160 عاملاً. وحوالي 25 معملاً للبلاط. واليوم بعد عودة الأمن والأمان وعودة أهاليها المهجرين عاد أبناء البلدة للإقلاع بالمعامل والمنشآت حيث بدأت حوالي 10 منشآت ومعامل بلوك للعودة للعمل وإنتاج مواد البناء.

بينما قال أحد أصحاب معامل “البلوك” إن تطور البناء وإعادة الاعمار في ريف درعا المحرر حديثا أدى إلى زيادة الطلب على مواد البناء الأولية ونظراً لعدم توافر الحجارة التي كانت تستخدم في الماضي في البناء كان البلوك هو الحل والبديل الوحيد، الأمر الذي أدى إلى انتشار معامل البلوك بعد عودة الأمان للبلدة وعودة أهاليها وأصحاب المشاريع ومعامل البلوك، إضافة إلى وجود وتوفر المواد الأولية التي تدخل في هذه الصناعة التي تعتبر من أجود المواد في القطر وخصوصاً الرمل لما يمتاز به من قساوة وتلبيته لمتطلبات البناء.

وتعتبر صناعة “البلوك” من الأعمال الشاقة والمجهدة والتي تعتمد على الجهد العضلي بشكل كامل وتعتمد سابقا على جبل المواد الأولية يدويا، وبعد دخول المكننة والآلات تضاعف العمل  لتأمين حاجة السوق المحلية بهذه المادة بعد الإقبال عليها نتيجة إعادة الأعمار وبناء منازل المواطنين التي دمرها الإرهاب.

البعث ميديا || درعا – دعاء الرفاعي