منظمات أهلية

بمناسبة يومهم العالمي.. جمعيات أهلية تحكي واقع المسنين

يرفع اليوم العالمي للمسنين المصادف بداية تشرين الأول من كل عام الصوت هذه السنة لتعزيز مساهمات كبار السن في المجتمع ودعم أدوارهم بما يتوافق مع حقوقهم وحاجاتهم ورغباتهم الأمر الذي يواجه محليا تحديات تفرضها الحرب الارهابية على سورية التي زادت احتياجات هذه الفئة.

ومن قلب مدينة دمشق القديمة تحاول جمعية القديس منصور الخيرية الاستمرار بالتزامها تجاه هذه الفئة والذي بدأ مع تأسيسها عام 1863 ويواصل اليوم عبر دار لرعاية المسنين في مدينة صيدنايا بريف دمشق رغم التحديات الكثيرة حسب رئيس الجمعية الدكتور ميشيل البني.

ويضيف الدكتور البني: إن الدار التي أحدثت عام 1998 تستقبل مجانا الأشد احتياجا من المسنين مع شروط أن يكونوا تجاوزوا الستين عاما وقادرين على إعالة أنفسهم قدر الإمكان، مشيرا إلى أن الدار تضطر أحيانا ولا سيما نتيجة الأزمة إلى تجاوز معاييرها لقبول أشخاص ليس لديهم من يعيلهم.

وتوفر الجمعية للمسنين المقيمين في الدار وعددهم نحو 45 مسنا خدمات صحية وغذائية وترفيهية وتتيح للأشخاص القادرين جسديا إمكانية القيام ببعض الأعمال الإدارية أو المنزلية فضلا عن ممارسة هوايتهم كصنع الأشغال اليدوية وغيرها وفقا للدكتور البني الذي يرى أن هذه الأعمال تحسن الحالة النفسية للمسنين وتدخل الفرح إلى قلوبهم.

ويقول البني: إن المسن لا يحتاج فقط لمكان يسكن فيه وطعام وشراب وأمور مادية بل هو بحاجة قبل كل شيء للحنان والمحبة من قبل محيطه وأولاده.

وعن التحديات التي تواجه الجهات الرعاية للمسنين عموما يبين رئيس الجمعية الحاجة لأشخاص مختصين بالتعامل مع المسن نفسيا واجتماعيا واختصاصيي طب الشيخوخة ومعالجة فيزيائية، مشيرا إلى أن رعاية كبار السن باتت مكلفة جدا كونهم يحتاجون لغذاء معين وأدوية علاجات طويلة الأمد.

بدوره يوضح المشرف على دار رعاية المسنين في صيدنايا نقولا قاروط أن الدار تهتم بالأمور الصحية والتغذوية للمسنين وغيرها وتواجه صعوبات أبرزها نقص اليد العاملة ولا سيما أن الدار باتت تستقبل أشخاصا بحاجة لمساعدة دائمة”.

ويلفت الدكتور قاروط إلى ضرورة وجود عدد أكبر من دور الرعاية للمسنين والبحث عن جهات داعمة لها ونشر التوعية بضرورة الاهتمام بكبار السن بداية من الأسرة وانتهاء بالمجتمع، مشيرا إلى أن أكثر ما يعاني منه بعض نزلاء الدار هو العزلة والوحدة رغم توفير أشكال كثيرة من التسلية.

وتضاف خدمة المسنين إلى قائمة طويلة من أهداف الجمعية التي تعمل منذ قرن ونصف القرن على مساعدة الأسر المحتاجة والطلاب وحديثا المتضررين بفعل الإرهاب.

وفيما توزع جمعية منصور الخيرية أهدافها على فئات عدة تختصر جمعية رعاية المسنين بالسويداء عملها على نشر الوعي بدور المسن في المجتمع وضرورة الاهتمام به وتوفير الرعاية الشاملة له.

وتنفذ الجمعية لتحقيق هذا الهدف حسب أمين سرها تيسير العباس محاضرات للتعريف بطرق مساعدة المسن والتعامل معه، كما تعمل على ثلاثة محاور أولها الصحي المتضمن السعي لتوفير خدمات مجانية للمسنين مجانا وثانيها الاجتماعي المتضمن دعم وتقوية أواصر التعاون بين أفراد المجتمع وتشجيع الأسر على رعاية كبارها في المنازل والاهتمام بهم وتأمين مقرات استراحة لهم.

فيما يركز المحور الثالث على حد قول العباس على نشر ثقافة الاهتمام بالمسنين وإبراز المتميزين منهم وإظهار حقوقهم والقوانين المتعلقة بهم والاستفادة من قدراتهم وتوظيفها بمهام عامة اجتماعية وثقافية وتراثية منوعة.

ويشير العباس إلى أن الجمعية تقدم لهذه الشريحة مساعدات مادية طبية بشكل دوري وفقا للحاجة الفعلية والإمكانية، إضافة لتنفيذ نشاطات ترفيهية للمسنين باحتفالات متعددة مبينا أن الجمعية تجري بحثا عن المعمرين بالمحافظة وتسعى لإقامة دور ضيافة لهم.

يذكر أن جمعية رعاية المسنين في السويداء أسست عام 2005 ويبلغ عدد المسنين المسجلين والمنتسبين إليها 4800 مسن.

وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإنه بحلول عام 2050 سيشكل المسنون نحو 22 بالمئة من سكان العالم ما يتطلب وضع خطط لمواجهة هذه الزيادة وتلبية احتياجاتهم.

وتعمل وزارة الصحة في سورية على تطوير سياسة صحية واجتماعية شاملة بهذا الخصوص عبر دائرة صحة البالغين والكبار.