ثقافة وفن

تحت المجهر

قال الراوي يا سادة ياكرام: إنه في حارات الشام الجميلة والوديعة تجري العادة على ان النساء يجتمعن صباحا لشرب فنجان قهوة… فنجان فقط….فيما يسمى (صباحية)، وأن الصباحية بين الجارات من الأمور الهامة ليحلو الصباح..بل ليحلو اليوم بأكمله.

ويفيدنا الراوي: إن الجارات يجتمعن كل صباح عند جارة ويتكرر الدور وهكذا…حتى لا يبقى بيت في الحارة وإلا ويطاله  مشروع (الصباحية) وهذا المشروع الهام يتناول قضايا هامة…تبدأ من:

١_ مشكلة الازواج وتبادل الحلول والخبرات..من حيث المقاطعة والصراخ..والدلال والعقاب، وكل جارة تعرض قدراتها في محاسبة زوجها لتنتهي بكيفية السيطرة على الزوج وسلب حريته …

٢_مشاكل الابناء والنصائح الهامة حول الضرب والحرمان، والحبس داخل المنزل، لتكوين اسرة نموذجية تكون فيها الجارة.. اقصد الزوجة الآمرة الناهية.

٣-الحديث عن والدة الزوج وظلمها وطريقتها التعسفية في معاملة زوجة. ابنها البريئة اللطيفة والتي هي الجارة المحترمة ويجب ايضا وضع حلول سريعة وذلك بتبادل المعلومات حول الطريقة الانسب لإيقافها عند حدها على قول جاراتها الموقرات.

٤-الحديث عن غلاء الاسعار وحال البلد..والمعاناة والصبر مع الزوج لمواجهة هذا الغلاء وعدم الإسراف بالطلبات…

٥_الحديث عن الماء والكهرباء ومعاناة الشعب السوري والأزمة التي لم تنتهِ معاناتها إلى اليوم٠

٦_الجارات الموقرات سيتكلمن عن الدواء..التنحيف. الجمال.. صبغ الشعر..المكياج… وكل ما يخص المرأة..زاوية مهمة (جاراتنا والمرأة)

٧_الحديث عن الانترنت ومشاكله وكثرة قصص الطلاق بسبب الانترنت…الجارات مثقفات واعيات، ولابد من مناقشة هكذا قضية..

وهناك قصص كثيرة تمر عليها الجارات ويتحدثن عنها بإسهاب، ويجدن الحلول الاكثر من الرائعة لها..يعني الوعي بينهن يتسرب..وينقط..ويبلل كل الحارة…(الدنيا جاية ع صيف ولازم شوية رطوبة.)

لايهم أن تتحول الصباحية لضهرية..لمسائية….لليلية… ابدا لا يهم..ولا يهم ان لا يجهز الغداء.. أو ينظف المنزل.. أو الاهتمام بتعليم الأبناء هذه قصص صغيرة..فالجارات العسولات مشغولات بالقضايا الاكبر…

وحفظ الله جارات الحارة.. وصباحياتهن الجميلة.

 

سهير خليفة