منظمات أهلية

تميّز رغم الألم ..”بكرا إلنا” بيئة راعية ومتنّفس للصّغار

يبدو أنّ خصوصيّة المرحلة التي مرّت، دفعت بالمعنيين إلى البحث عن أفضل السبل لكيفيّة التعامل مع المتضرّرين من آثار الحرب لا سيّما الشريحة البريئة وهي الأطفال، ليكون مشروع بكرا إلنا الذي تبنته محافظة دمشق وصفة علاجيّة للكثير من الصغار في أكثر من 30 مركزاً منتشراً في دمشق .

مركز (محمّد أديب قلاجو) واحد من تلك المراكز التي عُنيت بالأطفال منذ عمر الـ5 سنوات وحتى الـ15 ، وللحديث عنه كان لتوقيت دمشق وقفة مع مديرة المركز (هيام أبو عيسى) التي بيّنت أهميّة “بكرا إلنا” لجهة بناء جيل مستقبليّ عاش وشاهد مآسي الحرب، سيّما الأطفال ممن يتلقون تعليمهم في المدارس إذ كانوا بحاجة لطريقة خاصة للتعامل بعد الخروج من حرب دامت 8 سنوات، وقالت (أبو عيسى) “إنّ المشروع  جاء كمساعد للأطفال من ناحية الجانب الترفيهيّ بعد ضغط 6ساعات للدوام المدرسيّ، فهو يمثّل بالنسبة إليهم إلى جانب الشقّ الأخلاقيّ متنفساً للرغبات والهوايات على اختلافها، كما جاء داعماً ومساعداً لنفسيّة الأطفال بعد أزمة طويلة”، وتطرّقت المديرة لأحد الأمثلة ذاكرة قصّة الطفل (عمر الزرعي) في مدرسة (السمح بن مالك الخولاني)، ووصفته بالمتميّز رغم إصابته بشظايا ثابتة في الرأس حيث استطاع المشروع أن يجعل منه طفلاً متميّزاً في نشاط الجمباز “باليه”.

وتابعت (أبو عيسى): “لا يقتصر عمل “بكرا إلنا” على  النشاطات الترفيهيّة  بل هو مكمّل للموادّ الأساسيّة، ففي المرحلة الرابعة استضاف مركزنا شباب من نادي المحافظة قسم الإبداع وقاموا بإجراء اختبار لأطفالنا المتميّزين في المدرسة من دون تحضير ونجح الصغار في المرحلة الأولى وتمّت متابعتهم في كليّة العلوم باختبار آخر وبالفعل كان من مدرستنا ثلاثة طلاب متميّزين هم (شهد صمادي ويامن عدوان وبلال عقلة)، وما يزال المركز متابعاً لهم حتّى هذه اللحظة في كليّة العلوم.

وتطرّقت مديرة المركز أيضاً إلى أهميّة أهداف مشروع “بكرا إلنا” في تعزيز حب الوطن وقائده وجيشه واحترام رموزه، ونشر المحبة في المجتمع دون تمييز، إلى جانب ذلك حقّق المشروع على المستوى الشخصيّ للأطفال تقدّماً في تحصيلهم العلميّ وتغيير في سلوكهم وطريقة تعاملهم مع الآخرين ومع مدرّسيهم وذويهم، بمعنى آخر حقّق “بكرا إلنا” مقدرة على تهذيب السلوك، في وقت أشارت (أبو عيسى) إلى عدد المستجدين في المرحلة الرابعة والبالغ عددهم 121 طفل مستجد ليبلغ عددهم في المرحلة الرابعة 286 طفل في حين بلغ في المرحلة الثالثة 176 موهبة  في الرسم والغناء والرقص والرياضات المختلفة والإعلام والإبداع والفنون البصريّة، وتمنّت (أبو عيسى) أن يزداد عدد الأطفال المنتسبين أكثر وأكثر في كلّ مرحلة للوصول بالأطفال لأعلى مستويات الرقيّ الأخلاقيّ والعلميّ والتربويّ.

البعث ميديا || نجوى عيدة