منظمات أهلية

خدمات تعليمية وطبية للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في درعا والحسكة

رعاية الأطفال من عمر 3 سنوات إلى 17 سنة من أولئك الذين يعانون الإعاقات الحركية والذهنية والسمعية وصعوبة التعلم والنطق والتوحد ومتلازمة داون من أولى مهام مركز ذوي الاحتياجات الخاصة التابع لمطرانية بصرى حوران وجبل العرب في مدينة درعا.

ويعتبر المركز الذي أقيم حديثا بالتعاون بين المطرانية ومديرية التربية في درعا وتم إطلاقه ضمن إحدى المدارس بحي الكاشف نوعيا من حيث المهام والأهداف التي أقيم من أجلها.

وحسب مشرفة المركز مجدولين العيد فإن المركز يستقبل الأطفال من أعمار مختلفة وإعاقات متنوعة وخاصة الذين يعانون صعوبات التعلم ويعقد جلسات فردية وجماعية ويحاول نقل الخبرات إلى المنزل لمساعدة الأهل في كيفية التعامل مع أبنائهم.

وأضافت العيد: إن المركز يسعى إلى تمكين 280 طفلا وطفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة ودعمهم وإعادة دمجهم بالمجتمع، موضحة أن المركز شهد عددا من قصص النجاح من خلال دمج بعض ذوي الإعاقة بالمدارس.

أحد المتطوعين في المركز بين أنه مزود بوسائل تعليمية وترفيهية لتفعيل العمل وتسهيل عملية إعادة دمج الأطفال سواء بالمجتمع أو بالمدارس.

وأشارت مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في درعا نبال إلى أن إحداث مراكز الإعاقة يتم بالتنسيق مع مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، وأن المديرية تستقبل في مركز الاعاقة السمعية التابع لها 8 طلاب وتسعى مع الوزارة لإعادة افتتاح مركز الاعاقة الذهنية ولديها كادر مدرب قادر على التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة سليمة وأيضا تدريب الاهل على كيفية التعامل معهم، مبينة أن تفعيل مراكزها يتم بمجرد تأمين المكان الذي يشغل حاليا كمركز اقامة مؤقتة وتأمين وسائط نقل.

وعن بعض تجارب المحافظة في هذا المجال اشار مسؤول برنامج حماية الطفل في دائرة العلاقات المسكونية والتنمية التابعة لبطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس عبد الرحمن عيسى ان الدائرة تسعى ضمن نشاطاتها لتعريف المجتمع على كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وتدعم إقامة نشاطات مختصة بهم بمجالات الترفيه وصقل المهارات الفنية والرياضة الخاصة وغيرها.

وفي الحسكة يقدم مركز مار آسيا الحكيم لخدمة ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بالحسكة منذ تأسيسه في العام 1999 خدمات طبية علاجية وتعليمية متعددة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة واستقبل منذ تأسيسه المئات من الأطفال المصابين بإعاقات مختلفة وقدم لهم الخدمات بشكل مجاني.

وذكرت مديرة مركز مار آسيا الحكيم لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ريما عازار أنه يتم حاليا استقبال نحو 850 طفلا من سن الولادة وحتى عمر 15 سنة بمعدل 35 طفلا يوميا حيث توفر لهم خدمات المعالجات الفيزيائية إلى جانب وجود أطباء مختصين في اختصاصات العظمية والصم والبكم مع تنفيذ عدد من العمليات الجراحية العظمية النوعية.

وبينت عازار أن الأطفال الصم والبكم يخضعون لبرامج تدريبية ينفذها أخصائيون إلى جانب تدريب الأهل على تطبيق هذه البرامج مع أطفالهم المصابين في المنزل مع تقديم تجهيزات طبية وحركية مثل السماعات الطبية للأطفال والكراسي والعكازات المخصصة لذوي الإعاقات وتنفيذ أنشطة ترفيهية وفنية للأطفال وذويهم، إضافة إلى دورات التوعية الخاصة بالتعامل مع ذوي الإعاقة والصم والبكم ولغة الإشارة وغيرها من المجالات.

بدوره أشار مدير هيئة مار آسيا الحكيم للإغاثة والتنمية سعد أنطي إلى أنه يتم بشكل مستمر العمل على تزويد مركز رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بالتجهيزات الميكانيكية والكهربائية لتقوية العضلات والأطراف لدى الأطفال المصابين إلى جانب تنفيذ تمارين المعالجات الفيزيائية وتأمين العديد من الأجهزة التخصصية بهدف توفير أفضل الخدمات الممكنة للأطفال المراجعين مع الحرص على تقديم هذه الخدمات بشكل مجاني.

المواطنة أم حمزة لديها ثلاثة أطفال يعانون من الضمور المخيخي تقول إن أطفالها المصابين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وست سنوات يحتاجون بشكل مستمر إلى العلاج الفيزيائي والمتابعة من جانب المختصين حيث تكلف الجلسة الواحدة في القطاع الخاص 1500 ليرة سورية وهو ما لا يمكنها تأمينه نهائيا لولا وجود مركز مار آسيا الذي منحها بارقة أمل لمساعدة أطفالها.

من جانبها تشير المواطنة أم أحمد إلى أنها تشعر بتحسن حالة طفلها الذي يعاني من عدم القدرة على النطق وهو بعمر 8 سنوات حاليا، لافتة إلى حسن التعامل والاهتمام الجيد من جانب القائمين على المركز مع الأطفال المراجعين بشكل كامل.

أخصائي النطق الدكتور برزان سليمان قال إنه في البداية عند استقبال الأطفال يتم تشخيص حالتهم لتحديد سبب المشكلة النطقية ومدى وجود إعاقة سمعية أو فرط للنشاط أو التوحد أو التخلف العقلي وجميعها تسبب الإعاقة النطقية وبعد تحديد سبب الإعاقة يتم تحديد برنامج جلسات للتأهيل السمعي أو النطقي حسب شدة الإعاقة.