الشريط الاخباريسورية

زاخاروفا: هناك تواطؤ غربي وصمت حول حقيقة الوضع في الرقة

أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم وجود مؤامرة واضحة بين الأوساط السياسية ووسائل إعلام الغرب للتغطية على حقيقة الوضع في مدينة الرقة بهدف تفادي التشكيك في الأفعال الأميركية هناك.

وقالت زاخاروفا في مؤتمر صحفي اليوم “هناك مؤامرة وتواطؤ في الأوساط السياسية ووسائل الإعلام في الغرب للتغطية والصمت عن الوضع الحقيقي في مدينة الرقة ومن الصعب اطلاق أي مسمى آخر على السلوك الغربي بهذا الشأن” مشددة على أن الهدف من ذلك هو “تفادي التشكيك بأفعال واشنطن وحلفائها الذين لا يملكون أساسا قانونيا دوليا للوجود في سورية”.

وتابعت زاخاروفا إن “هؤلاء يواصلون في الوقت نفسه محاولاتهم لتأجيج وتشويه صورة ما يحدث في الغوطة الشرقية وإدلب”.

وأوضحت زاخاروفا أن الأوضاع في الرقة لا تزال معقدة للغاية حيث هناك ألغام وقذائف لم تنفجر في الكثير من أحياء المدينة بينما ألحقت عمليات القصف أضرارا ب 80 بالمئة من المباني كما تعطلت منظومة إيصال المياه وشبكات الكهرباء ولا تزال أعداد كبيرة من الجثث تحت الأنقاض ما يهدد بانتشار الأوبئة بينما الوكالات الأممية المختصة غير قادرة على تقييم الوضع هناك.

وأضافت إن “أسباب هذا الوضع واضحة وهي تكمن في استخدام ما يسمى “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة القوة بشكل عشوائي وبعد ذلك التلاعب بتشكيل ما سمته إدارة محلية غير خاضعة للسلطات السورية الشرعية”.

إلى ذلك أكدت زاخاروفا ان الولايات المتحدة تحاول عرقلة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية موضحة أن “القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد أعلن أمس أن الولايات المتحدة تعتزم القيام بخطوات بشأن سورية عبر الأمم المتحدة باتجاه معاكس لمؤتمر الحوار الوطني.. وقد قلنا أكثر من مرة أن عمليات جنيف وأستانا ومؤتمر سوتشي مرتبطة ببعضها البعض.. وكلها تعتبر عناصر في عملية تسوية” الأزمة في سورية.

وتابعت “والآن أصبح من الواضح لماذا تعلن بعض مجموعات المعارضة السورية عدم وجود مواقف واضحة لديها بشأن المؤتمر.. وبات من الواضح من يقف وراء هذه المعارضة ومن يعرقل التسوية” .

وأضافت المتحدثة الروسية “إن البعض قد يتوهم بأن روسيا ستتخلى عن موقفها المبدئي بشأن دعم التسوية السياسية في سورية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 2254 وعن الجهود للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني السوري في نهاية كانون الثاني الجاري ولكنهم واهمون”.

وأشارت إلى أنه “إذا كانت لدى أحد وهو السيد ساترفيلد مثل هذه الأوهام فإنهم لن ينجحوا على الرغم من كل الجهود التي يبذلونها”.

وحول موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري قالت المتحدثة الروسية “في الوقت الراهن نحن ننطلق من أن الموعد هو نهاية الشهر الجاري ويتم العمل بنشاط على وضع قائمة المدعوين وفي حال تمكنا من تأكيد الموعد النهائي للمؤتمر وقائمة المشاركين فيه سوف نبلغكم عن ذلك طبعا”.

إلى ذلك أكدت زاخاروفا أن الاستفزازات التي ينفذها إرهابيو “جبهة النصرة” وهجماتهم على العسكريين الروس تثير التساؤلات في توقيتها وقالت “في الأيام الأولى من العام الجاري اشتدت في سورية بشكل ملحوظ استفزازات مسلحي “جبهة النصرة” وفصائل التشكيلات المسلحة المتطرفة وكانت هناك هجمات على مواقع العسكريين الروس ونحن لدينا تساؤلات بهذا الشأن وهي من أين حصل الإرهابيون على وسائل جديدة لخوض العمليات القتالية ولماذا ظهرت بين أيديهم الآن بالذات أي في الوقت الذي تتعزز فيه التوجهات نحو استقرار الأوضاع السياسية في سورية وتجري تهيئة ظروف مواتية لتحقيق التسوية السياسية وعودة البلاد إلى حياة سلمية”.

وتابعت “هل يأتي ذلك بسبب هذا التطور المهم للأحداث والذي لا يروق لبعض القوى المتنفذة ولأن روسيا تلعب الدور الأكثر أهمية فيه”.

وأشارت زاخاروفا إلى أن الهجمات على قاعدة حميميم ارتكبت لضرب تسوية الأزمة في سورية وعلى وجه الخصوص مؤتمر الحوار الوطني السوري وقالت إن”تصديع الأرضية التي تم تأسيسها ببذل الجهود خلال عدة سنوات بالتأكيد هو فكرة هؤلاء الذين يقفون خلف عدم الاستقرار والذين يحاولون تاجيج الوضع في البلاد ويرون في مؤتمر سوتشي عائقا في وجههم”.