ثقافة وفن

فسيفساء فكريائية الفلسفية (أوتوْفكروْغرافيا)

من الملائم تصفح بروشورا أخرى من سلسلة الفلسفة/«المعرفة» في حلقات وهي ما ورد في كتيّب / كراس العدد السادس 1988 (6/1988) من تأليف ل.ب. بوييفا بعنوان:

«العامل/المؤثِّر البَشري: تفكير جديد وفِعْل جديد (ملاحظات فلسفية)»؛ دار نشر «المعرفة»، موسكو 1988. والمؤلفة بروفيسورة/دكتورة في العلوم الفلسفية. وسبب اهتمامي بمسألة العامل أو المؤثِّر البشري أنني أزعم كوني المؤسس لانتفاضة الخروج عن المعايير التنموية التقليدية وعن الاقتصادوية الكلاسيكية التي كانت مولعة بمعايير/ مقاييس الدخل، فردياً ومجتمعياً، نسبياً وإطلاقاً: الناتج القومي ـ الناتج المحلي الإجمالي: كمؤشّر مطلق أوْ كمؤشر نسبي محسوب لكل نسمة (إنسان مفرد) وعملْت على هذا الخط بعنادٍ كبير، على الرغم من المواجَهات والمجابهات الكبرى أيضاً على مدى وطوال عقد الثمانينيات وصولاً إلى العام الشهير عام 1990 الذي تمخَّضتْ عنه مساعٍ حثيثة في هذا الاتجاه وإصدار التقرير الدولي الأول في التنمية البشرية عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي/المجلس الاقتصادي والاجتماعي/هيئة الأمم المتحدة في نيويورك.

وسأتصفح الآن، عبوراً، بعض المحطَّات ونقاط العلاَّم في الكرّاس المذكور:

في المحتوى ـ دليل مضامين الكرَّاس ـ يرد عنوان لافت تماماً، ربما يكون العنوان الفرعي الأول في الأدبيات والمرجعيات الروسية، التي تابعتُها ورصدتُها حثيثاً ومريراً على مدى عقود، وفيه علناً وبصراحة غير معهودة ولا مسبوقة مفهوم /مصطلح: الكوكبة/ العولمة بمنطوقها الروسي الذي ربما لم يتدارك الوعي جيداً وكفايةً إلا بعد سنوات أخرى تالية لعام 1988 كمساهمة روسية في تأسيس المصطلح الجديد تراكميّاً، إقرأْ معي الكلمة ـ المصطلح في سياق العنوان الفرعي الكامل: التفكير الجديد: مشكلات الكوكبة/العولمة والأنْسنة (وورد المصطلح بالروسية هكذا: غْلوباليزاتْصيا ـ ΓΛObαΛUZαцuЯ

وفي التعريف بالبروشيورا إشارة إلى أنها تُحلّل «تفْعيل (تفعُّل) المؤثّر/ العامل البشري»، وهذا ما كنا نحرص على بيانِه وإيضاحِه دائماً وفي سائر المجالات وكان من عوامل نشوء التنمية البشرية لاحقاً، وكثير من مباحث الكرَّاس ـ في هذه الإشارة ـ توضع في منظور شرط، ووسيلة، وهدف إعادة البناء/ البيريسترويكا ولهذه البيريسترويكا/ إعادة البناء حكاية معنا بدورِها بدأت وتصاعدت وامتدت واكتملت نضوجاً منذ بدايات الثمانيْنيات أيضاً (مع الغْلاسنوسْت/العلانية والتفكير الجديد لاحقاً أواسط الثمانينيات) وقصتُها العَقْدية ـ على مدى عَقْد الثمانينيات ـ تشابه وتُساير وتُوازي وتُلازم قصةَ الكوكبيات/ العولميات، والعامل البشري والتنمية البشرية، تماماً، وهي كافةً اتجاهات جديدة بمفاهيم ومصطلحات جديدة، وتتلازم وتتقاطع معاً. ومنذ ص3 تجد كلاماً عن «الدور المتصاعد/المتنامي للعامل البشري».

والتلازم بين البيريسترويكا ودراسة الإنسان فلسفياً ملحوظ منذ عنوان الفصل الأول أو «بدل المقدمة»: «البيريسْترويكا ومشكلات الدراسة الفلسفية للإنسان».

وفي عنوان آخر (ثانٍ) في رأس صفحة 15 نجد كلاماً في «التسريع» الذي لي معه بدوره حكاية محْورية مع تأشير أهميتِه وحسْمِه في التوجهات الجديدة منذ ظهور التوجهات الجديدة للبيريسترويكا مطبوعة برنامجياً بعد غورباتشوف وبعد عام 1985، لاحظ ملازمة هذا التسريع مع الأنسنة. في العنوان المذكور: «جدل التسريع والمشكلات الكوكبية لأَنْسنة التنمية»، وَلاحظ معي إضافياً حضور المشكلات الكوكبية في أيّ ميدان وحقل واختصاص في عصرنا الراهن (هذا رغم عدم وجود الكوكبيات في عنوان الكرَّاس المتمحور حول المؤثر/ العامل البشري أصلاً)، ولاحظ أيضاً نواة وجينينات تحوُّلِ الاهتمامِ بالعامل البشري المتزايد تأثيراً والمتنامي/المتصاعد حضوراً بدوره كما الاهتمام بالإنسان ذاته، تنموياً وتطبيقياً ومحورياً، لأيّ تنمية راهنة معاصرة ـ تحوُّل هذا إرهاصاً إلى أنسنة التنمية وماذا بقي عليك كي تقفز للحديث عن ذلك مستخدماً مصطلح التنمية الإنسانية؟ أو التنمية البشرية؟ هنا حاضِنات التوجه والمفهوم والمصطلح الجديد الذي «حفرنا له» طويلاً أكثرَ مِن عَقْد.

في ص18 من البروشيورا كلامٌ نادر ـ سوفييتياً ـ إذْ ذاك في الحديث عن تنمويات المعلومات وليس الثورة العلمية ـ التقنية ككل بعموميتها فقط، فالإشارة الواضحة التمييزية للمعلومات تنموياً تلفت الانتباه وتثير الاهتمام، إقرأ ذلك في سياقات ص18: «نموّ الغنى المعلومي للمجتمع…» (بالمناسبة كان أول ما كتبتُه بالروسية بداية الثمانينيات حاملاً دلالة «نموّ المعلومات» ضمن مقالة: «نموّ المعلومات والعملية التكاملية العلمية ـ العامة»).

وفي عنوان كبير بارز آخر ـ ثالث ـ تجد ما يلي: «الإنسان كقيمةٍ علْيا وثروة رئيسة للمجتمع» ص20.

ونجد ضمن ص22 بنوداً تثير الاهتمام (وهذا عام 1988 للتذكير) في خصوص ما أجابت فيه المؤلفة على سؤال: ما هي خصوصيات دينامية منظومة القِيَم في المرحلة المعاصرة؟

ـ إلى القيم «البشرية» بالتخصيص ينتمي طيف كبير عادةً من القيَم أمثال ما يلي (بالخط أو البنط العريض): «نمط ـ Obpaz/أوْ بْراز ـ الحياة الصّحّي» [وأنا أضيف كلمة أوبْراز هذه إلى منظومة مصطلحات الطراز والموديل/النموذج والأنموذج والنمط ـ للتدقيق إضافياً ـ والمثال والأسلوب…إلخ وهي جميعاً تستحق معالجةً تمحيصية منظومية مصطلحياً].

ـ « «نوعية الحياة» الجديدة» (الجديدة صفة للنوعية وليس للحياة وهذا غير واضح هنا بسبب تأنيث الكلمتين معاً، أيْ أنّ المعنى بركاكةٍ مُدانةٍ أسلوبياً أدقُّ في الصيغة التالية: النوعية الجديدة للحياة).

ـ «الثقافة الإنْسانوية» [كنتُ فرَّقتُ في الروسية إيضاحاً للمتابع العربي أن ثمةَ صفتَين متمايزتَين من كلمة إنسان هما: إنساني ـ human غومانّني ΓyMaHHblū، وإنسانوي ـ غومانيسْتيتْشيسْكي/ ΓyMaHuctuЧeckuū… إلخ وصولاً إلى علم الإنساني: هيومانيتاريان ـ humαnitarian/ غومانيتارْني/ ΓyMaHutapHblū… ].

وفي النهاية الشيء الأهم (حسب رأي المؤلفة) هو: الحاجة المتنامية إلى التحقُّق الذاتي للشخْصية، وإلى الإبداع، وإلى تنمية الإمكانات الإبداعية [التمكين الإبداعي، إذا استعرت تعبيراً نضج لاحقاً في أدبيات التنمية البشرية عالمياً ـ د. م. ن]، وإلى الاغتناء الروحي وما إلى ذلك.

وفي ص24 شروح إضافية لهذا كلِه تستأهل الوقوف عندها أيضاً، مثلما كافة البنود العريضة عبر الكراس كلِه.

أمَّا العنوان اللافت منذ بداية الفهرس ـ دليل محتويات الكرَّاس انطلاقاً ـ فستجده في ص38 وهو للتذكير: «التفكير الجديد: مشكلات الكوكبة/العولمة (غلوباليزاتْْصيا/ ΓΛObαΛUZαцUЯ والأنْسنة».

وسنجد مصطلحاً آخر ارتكز إليه بعض العرب في اللغات الأجنبية ليغنوا به تلويثات المصطلحات العولمية عربياً لاحقاً أعني مصطلح أونيفرساليزاتْصيا/ yHuBepcaΛUZaцuЯ= يونيفرساليزيشين universalization الذي أجد معناه عربياً عبر الحديث عن الشمول والشمولية وليس عن الكون والكونية كما يحترف بعضُهم الترجمات حرْفيّاً، وبالتالي لا أجد في هذا المصطلح الأجنبي لا الكوننة ولا التكونُن، بل التشميل والتشمُّل (أو الشوملة والتشومُل إن شئت بتعبير آخر) الأقرب إلى المعنى المعاصر لهذا المصدر الأجنبي لازماً ومتعدياً معاً.

وهكذا يرد المصدر الأجنبي كما يلي وفي هذا السياق عند «بوييفا»: «أونيفرساليزاتْصيا التنمية» وتستطيع أن تضع مصدراً عربياً مقابلاً له، بعد اعتبار كافة تدقيقاتِنا المذكورة ـ في احتمالاتٍ عديدة لازمة ومتعدّية: تشميل/شوملة التنمية، أو تشمُّل/تشَومُل التنمية، وليس كوننة/أو تكونُن التنمية على أي حال، ولا عولمة/تعولم التنمية أوْ كوكبة/تكوكب هذه التنمية مِن باب أولى وبتمحيص وفحص وإمعان إضافي. بمعنى آخر علينا التدقيق في دلالات المصطلحات الأجنبية ذاتها وتمايزاتِها بمهنيةٍ واحترافٍ أعلى في عالم العولميات/الكوكبيات الغنّي: غلوباليزاتصيا Globalization ليست ذاتها أونيفرساليزاتْصيا Universalization وهما معاً غير التأميم/التأمُّم العتيق نسبياً كمصدر آخر: إنتْرناتْصيوناليزاتْصيا ـ internationalization هذا مع أنني أصدرت لاحقاً كتاباً بعنوان: عولميات الغذاء والبيئة والتنمية عربياً.

ويتوجب علينا الانتباه إلى أنَّ أيَّ حديث في العولمة أو التعولُم/الكوكبة أو التكوكُب هو ذاك المرتبط بـ /والمنطلِق مِن/ مصطلح أجنبي واحد وحيد جذْرُه نموذج الكرة الأرضية أوْ هيكل كرة الأرض أي غْلوب ـ globe إنكليزياً، وَغْلوبوس ـ ΓΛObyC روسياً وما إليهما والمرتبط/المنطلق (بـ ومِن) صفةٍ (عن ومِن) هذا الهيكل أو النموذج: غلوبال ـ global، وغلوبالْني ΓΛObaΛbH/blū: وضعتُ أربع تشعُبات عن الصفة الروسية (من غلوب/غلوبس) لأنها جميعاً تلزم لتُقابل وتكافئ صفة واحدة وحيدة في الإنكليزية ـ غلوبال global، لأن في الروسية صيغاً للصفات: للمذكَّر المفرد ـ Hbū (نيّ)، وللمؤنث المفرد ـ HaЯ (نايا)، وللجنْس الثالث المفرد ـ Hoe (نويي)، وأخيراً للجمع تذكيراً وتأنيثاً وتثْليثاً معاً ـ Hble (لغوياً نييْي).

وبالتالي فالحديث في العولمة/الكوكبة (والتعولم/التكوكب) يقابل مصدراً واحداً وحيداً أجنبياً فيه اللازم والمتعدّي معاً أيضاً هو: globalization/ΓΛObαΛuzαцuя فقط، أما المصدران الأجنبيان الآخران فهما قريبان وشقيقان بمعنىً ما ومرادِفان عن بُعد بمعنىً آخر لكنهما مختلفان ـ عنيت بذلك: universalization/ yHuBepcaΛuZaцuЯ وأيضاً: UHtepHaцuoHaΛuZaцuα/internationalization وقد كتبتُ ونشرتُ مقالةً متخصصة بهذه المسألة تحديداً في أسبوعيَّتَيّ النور والأسبوع الأدبي في دمشق، ويوجد لها أثر على الشبكة أيضاً ـ على الإنترنيت للنظر وللتحميل.

أعود إلى «بوييفا» في ص ص48 ـ 49 حيث تتجاوز السرب المألوف فكرياً باهتمامها فلسفياً بالمعلومات وتنموياتها وإنسانياتِها وستجد كلمة معلومات/إينفورماتْصيا/uHфOpmaцuЯ بالبند العريض هنا، وتتحدث عن «الرّاهنية/الحِدّة الخارقة التي تكسَبها شبكة أنْسنة العملية المعلومية بمجملها» [وضعتُ خطاً عريضاً تحت الكلمات التي جاءت مضخَّمة مفخَّمةً في النص الأصلي ذاتِه، وهي تستحق ذلك].

وفي ص49 إقرارٌ آخر ـ ثانٍ ـ لعولمية/كوكبية مشكلة الإنسان (أو لِمشكلة الإنسان باعتبارها غْلوبالية/كوكبية) مما كان من نوادر التصنيفات السوفييتية الفكْرية الاحترافية إلى حينٍ متأخّر نسبياً، وهكذا تتحدث «بوييفا» عام 1988 عن تصنيف الإنسان في منظومة المشكلات الغلوبالية/الكوكبية بطريقةٍ تطابق تصنيفنا لمشكلة الإنسان في منظومة المشكلات الكوكبية لعصرنا منذ عام 1982 وبالعربية مباشرةً وبالتحديد (ومما نشرْناه لاحقاً بعد العودة من الغربة في فصلية «بناة الأجيال» في دمشق عام 1987 بعنوان كوكبي واضح صريح في العدد 3، نيسان 1987 ـ عفواً كانت المجلة حينها شهرية وليست فصلية وكان اسمها «جيل الثورة» وليس بناة الأجيال ـ ص36 ـ 37 والعنوان الوارد توثيقياً هو آنذاك ما يلي:

«حول المشكلات الكوكبية في عالمنا المعاصِر»، حيث مختلف تصنيفات هذه الكوكبيات، مع العلم أنَّ تصنيفَنا الخاص الموضوع عام 1982 لقي اهتمامَنا الأكبر قبل ذلك فنشرْناه حال عودتِنا في العدد 16 من أسبوعية «الأسبوع الأدبي» (تصدر عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق) في منتصف أيار عام 1986، حيث جاءت مشكلة الإنسان مصنَّفةً كمشكلة غلوبالية/ كوكبية (كمشكلة كبرى) وكدارة كبرى مستقلة في آنٍ معاً. وقد يكون من الملائم نقل ما نشرتُه حينها (عام 1986) وما كان قد تبلْور قبل ذلك (عام 1982) في هذا الشأن، أوثّق: «مشكلات الإنسان: ونؤكد هنا على ضرورة وضْع مشكلات الإنسان في دائرة مستقلة باعتبارها تعكس وتخص ظاهرةً ذات قيمة نهائية ومتميزة، كما أن مشكلات الإنسان تردد وتكثف وتختزن كافة المشكلات العالمية الأخرى، وقد بات الإنسان ـ الفرد، مهما كان وحيثما كان، وحدةً متفاعلة مع كافة الظواهر والعمليات الكوكبية الجارية حالياً…».

في أجواء كهذه من «القحط» حينها في تكريم الإنسان تصنيفاً كوكبياً/غْلوبالياً كما ينبغي، لا أكتم سروري بتصنيفٍ مشابهٍ أوردتُه في هذه المجموعة وذكرْتُه في الأيام الماضية هنا، وسروري الإضافي مع ورود مشابه آخر هنا في مجموعة/ بروشورة «بوييفا» لعام 1988/العدد 6 من سلسلة الفلسفة/ حلقة المعرفة… اِقرأ معي ما تكتب ص49 حول أن «مشكلة الإنسان… واحدة من المشكلات الغْلوبالية/الكوكبية للعصر»، وذلك في الصيغة السياقية الملموسة التالية وبالخط العريض جميعاً وتنْصيصاً:

«مشكلة الإنسان، حياتُه ونموُّه/ تطوُّرُه ـ هي ليست ببساطة إحدى المشكلات الغلوبالية/الكوكبية للعصر، بل هي المحتوى الأساس لتلك المشكلات؛ وهي المركز الترابطي/الرابط الموحّد لهاتيك المشكلات الذي يمْنحها الاكتمال/الكمالية والاندماج والوحدة والتوجُّه الإنسانوي، إذْ أن الإنسانَ ذاتَه ـ شرط ونِتاج التقدم الاجتماعي».

وفي نهاية الكرَّاس ـ ص62 ـ تجد بعضَ عناوينِه محوَّرةً جزئياً، مثلاً: «بدل المقدمة: البيريسترويكا/إعادة البناء ومشكلات الدراسة المركَّبة (كومبليكْسْ…) للإنسان». وغيرها من العناوين المستعرَضة بدايةً. وفي المرجعيات ترد إشارة إلى كتاب فرولوف ي. ت. بعنوان: آفاق/ مستقبَلات الإنسان: تجربة الطرح المركَّب (كومبْليكسْ…) للمشكلة، ونقاشات، وتعميمات ـ موسكو، 1983؛ وكتاب مشابه لذلك موضوعاً وللمؤلِف فرولوف ذاتِه حول مستقبل الإنسان ـ موسكو، 1985.

وعلى الرغم من ورود مصطلح الكوكبة/العولمة ـ ΓΛObaΛuZaцuЯ نافراً واضحاً صريحاً في الفهرس، بدايةً ضمن عنوان فرعي معتَبر، ثم مجدداً ص63 في العناوين ذاتها مع مرجعياتِها، إلاَّ أنَّ هذا المصطلح النادر البازغ لا يتكرر ثانيةً في النص، بل يبقى يتيماً «حبيسَ العناوين» ليس إلاَّ ولا أكثر من ذلك، لذا تركتُ هامشي عليه وهو: استعمال مرة واحدة وفي العنوان فقط دليل طزاجة خارقة [بالنِسبة للمؤلِفة على الأقل وبالطبْع]، حصل هذا عام 1988، وهذا بعكس ما جرى مع سمير نوف منذ عام 1985 مما عالجْناه بإسهاب في هذا الخصوص.

وفي آخر صفحة في البروشيوراْ إعلانات من تحرير السلسلة فيها إشارة إلى أن جهاز التحرير يُعدّ لإصدار بروشيوراْ في موضوع «… تأميم/ تأمُّم/ الحياة المجتمعية…» أي ما يتعامل مع إنترناصيوناليزاتْصيا/ UHTepHaцuoHaΛuzaцuЯ، وهذا اقتراب من معنى عولمة الحياة المجتمعية وتعولمها.

د.معن النقري