أخبار البعثالشريط الاخباريسلايد

لقاء حواري في دار البعث حول “الآفاق المستقبلية للخطاب الحزبي”.. الهلال: خطابنا الوطني أحد أدوات المعركة

انطلاقاً من العناوين الرئيسة التي طرحها السيد الرئيس بشار الأسد أمام المشاركين في “الملتقى العربي لمواجهة الحلف الأمريكي الصهيوني الرجعي ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني”، وبحضور الرفيق المهندس هلال الهلال الأمين القطري المساعد لحزب البعث، استضاف مركز الأبحاث واستطلاع الرأي في دار البعث يوم أمس مجموعة من الرفاق الباحثين السوريين والعرب، في لقاء حواري تناول “الآفاق المستقبلية للخطاب الحزبي في ضوء التحديات والتطورات الراهنة”، وأداره الرفيق الدكتور عبد اللطيف عمران المدير العام لدار البعث، وذلك في قاعة المحاضرات بمركز الأبحاث.

وفي حديثه، أكد الرفيق الأمين القطري المساعد للحزب على أهمية تطوير الخطاب الحزبي بما يلامس المهام التي طرحها السيد الرئيس بشار الأسد على كل المستويات، وبما يحقق هدف ملامسة نبض الجماهير، ويعبر عن آمالها وطموحاتها.

وأوضح الرفيق الهلال أن قيادة الحزب منفتحة على كل الآراء التي يمكن أن تساهم بتطوير الخطاب الحزبي، ومستعدة لأن تتلقى المعلومة والخطة الكفيلة بجعله أكثر تأثيراً وأسرع وصولاً إلى أكبر عدد من أفراد الشرائح الاجتماعية المستهدفة بالمعنى الوطني وليس الحزبي فقط.

وأكد أننا نخوض اليوم معركة مصير وحياة، وأن خطابنا الوطني هو أحد أدوات إدارة المعركة مع الأعداء، موضحاً أن نجاحنا على المستوى السياسي والعسكري والحزبي والحكومي يعود إلى أن خطابنا الوطني اعتمد الصدق والتعبير عن نبض الشارع، وكان خطاب دولة وطنية بكل المعايير.

ولفت إلى أنه في الحديث عن مواجهة العدوان، فإنه يمكننا القول: إن سورية انتصرت على أعدائها، وأن الصمود البطولي لكل السوريين، شعباً وجيشاً ومؤسسات، استند إلى صمود السيد الرئيس بشار الأسد وخطابه الوطني ومحاكاته عقول المتابعين بخطاب مقنع مؤثر خلال سنوات العدوان، وهو أمر يجب أن نعمل عليه وأن نقتدي به.

وأشار الرفيق الهلال إلى وجود أمثلة تدلل على نجاح خطابنا، وهي أن ما أسموه “الانزياح الديموغرافي” الذي شهدته سورية حسب زعمهم إنما كان في حقيقته حالة إيجابية عكست نتيجة لافتة وهي أن السوريين قريبون من بعضهم البعض أكبر مما كان يتصوره الكثيرون، ما يدلل على أنه يوحدهم خطاب جامع، وأن خطابنا الذي كان يشتغل على آمالهم كان خطاباً مؤثراً وقادراً على الوصول إليهم. مضيفاً أنه بدل أن يكون هذا الانزياح سبباً لمزيد من الفوضى التي اشتغل الإسرائيلي والأمريكي والإرهابي على تكريسها في سورية، كان عاملاً من عوامل إفشال مخطط العدوان على سورية وتعزيز الصمود الوطني وتماسك اللحمة الوطنية والجبهة الداخلية بوجه أعداء سورية.

وشدد الرفيق الهلال على أهمية امتلاك القيادات في مختلف المواقع ناصية الخطاب المؤثر، والسلوك الصحيح، موضحاً أن الأولوية هنا هي لمن وقف مع الدولة منذ أول لحظة على بدء العدوان، وواصل هذا الوقوف، ولم يتراجع، لافتاً إلى أهمية الاستفادة مما جرى طوال الأعوام القليلة الماضية وأخذ العبرة منها من أجل النهوض بسورية وإعادة إعمارها مجدداً وبناء مستقبل أبنائها.

وقال الرفيق الهلال أن مؤسسي الحزب الأوائل اتسموا ببعد النظر حين عملوا على صياغة منطلقات الحزب وأسموها “بعض المنطلقات النظرية للحزب” ولم يسموها كلها، والسبب أن الفكر يتجدد، ولا يتوقف عند لحظة معينة، مبيناً أنه تحت الهدف، عملت قيادة الحزب على تطوير صيغته التنظيمية ورؤاه الفكرية وخطابه الحزبي، وكي تواكب العصر والظروف، وقد انعكس ذلك على العمل داخل الحزب في القيادة والفروع والشعب والفرق وعلى البعثيين بالعضوية والانتماء، ولو أخذنا التعاميم الحزبية، كمثال على تطوير خطابنا، فسنجد أننا انتقلنا في صياغتها من تعاميم تنقل الحدث والحالة اليومية إلى تعاميم تتحدث عن قضايا مركزية وليست يومية وتقدم للقارئ موقف الحزب من مختلف القضايا، وتمده بالمعلومة والتحليل، إضافة إلى تفعيل عمل الموقع الالكتروني التابع للحزب، وجعله تفاعلياً، ومع وجود مواقع الكترونية للفروع والشعب الحزبية وصفحات للفرق الحزبية على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى العمل على تغيير آلية عمل مدرسة الإعداد الحزبي المركزية كي تكون مخرجاتها أكثر فاعلية وتأثيراً

د عمران: تطوير الخطاب الحزبي

وكان الدكتور عبد اللطيف عمران المدير العام لدار البعث افتتح اللقاء الحواري بالتأكيد على أهمية تطوير خطابنا الحزبي، من خلال البدء بتناول مسألتين: الأولى هي السياسة التحريرية المستقرة للوسائل الإعلامية في الدار بمختلف أنواعها، والثانية هي الإستراتيجية التحريرية المستقبلية التي تستند إلى توسيع دائرة التلقي بما يخدم مستقبل البعث كحزب جماهيري، داعياً المتحدثين إلى تقديم أفكار وأطروحات من خلال خبراتهم الأكاديمية والمهنية.

د الجراد: دور الإعلام في نشر الأعمال البحثية

من جانبه، الدكتور خلف الجراد الإعلامي والدبلوماسي، أكد أننا كنا دائماً نسعى لأن تتناسب نتائج عملنا مع أهدافنا وطموحاتنا الكبيرة في المجال الفكري والدراسات السياسية والإستراتيجية، معرباً عن أسفه في هذا المجال، إلى الافتقار إلى دراسات سياسية سواء من حيث الكم أو النوع.

ولفت إلى مساهمته في عمل المركز الوطني للأبحاث واستطلاع الرأي في دار البعث، وقال: على الرغم من الظروف الصعبة التي مر بها البلد، إلا أن إنتاج المركز كان إنتاجاً مهماً، خاصة وأن الشق المتعلق بعمل المركز يتطلب وجود ظروف مناسبة تسمح للمركز بتتبع الرأي العام والقيام بدراسات استقصائية وبحوث ميدانية، موضحاً أنه من الأهمية بمكان ألا يقتصر عمل مراكز الأبحاث على الجانب النظري وأن يشغل الجانب التطبيقي حيزاً مهماً من عملها.

وأشار الدكتور الجراد إلى عدد من المهام التي يجب على العاملين في مراكز  الأبحاث وضعها نصب عيونهم مثل الأهداف المرجو تحقيقها وأن تتمتع المهام بالواقعية وإمكانية التنفيذ، إضافة إلى وجود وسائل تمكن من تحقيقها، ومستدركاً بالقول: إن حديثه يشمل تقييم مواجع كل مراكز الأبحاث الموجودة في سورية بما في ذلك المراكز الممولة التي بالرغم مما يتوفر لها، لم تصل إلى الغاية المرجوة أو حتى تقترب منها، نظراً لعزلتها عن الناس، وذاكراً أن المراكز البحثية في العالم الثالث مبتعدة عن الشارع ومعزولة عن الناس ويغلب على نتاجها الجانب النظري.

وفي متابعته الحديث عن المهام التي بجب على مراكز الأبحاث وضعها نصب عيونها، أشار الدكتور الجراد إلى أهمية تحديد المركز للفئات المستهدفة من عمله، والتي هي فئات خاصة من الجمهور، قادرة على متابعة آخر مستجدات الأبحاث والدراسات السياسية وتهتم بكل ما هو جديد في هذا المضمار.

وتطرق إلى مسألة استطلاع الرأي ذاكراً أنها مسألة في غاية الأهمية كونها لا تنحصر بفئة معينة وإنما تشمل مختلف فئات المجتمع.

وحتى نتمكن من الارتقاء بعمل مراكز الأبحاث السورية، رأى الدكتور الجراد ضرورة إحداث نواة مؤلفة في كل مركز مكونة من ثلاثة أشخاص متفرعين علمياً أو مندبين من الجامعات، ويتولون مهام تزويد المركز بالوسائل التي تتيح قيامه بالمهام المنوطة به، منبهاً إلى أنه من المستحيل تشكيل مراكز أبحاث من موظفين لأنهم سيبقون موظفين، ولن يستطيعوا النهوض بأعباء المركز، ولافتاً إلى مسألة تشبيك مراكز الأبحاث فيما بينها، والعمل المشترك مع مراكز الأبحاث في الدول الشقيقة والصديقة.

واختتم الدكتور الجراد ورقة العمل التي تقدم بها، بالإشارة إلى دور الإعلام في نشر نتاج أعمال المراكز البحثية، وهي مسألة في غاية الأهمية، وتستدعي وصول محتوى ما تقدمه المؤسسات الإعلامية عموماً والصحف خصوصاً إلى عقول وقلوب الجمهور، وبخلاف ذلك، فلن يكون عمل هذه المؤسسات ناجحاً.

د. علي: المسألة الاقتصادية في بعدها الجماهيري

بدوره، الدكتور مدين علي، أستاذ الاقتصاد في جامعة دمشق، تحدث عن المسألة الاقتصادية في بعديها السياسي والاجتماعي، من خلال المقارنة فيما بين قبل الأزمة وخلالها، مبيناً أن الوضع الاقتصادي في سورية هو مسار تاريخي كان له محطات مختلفة مزدهرة خصوصاً في أعوام 2006 و2007 و2008، وأوضح أنه بعد عام 2011 مر الاقتصاد السوري بوضع هو الأصعب وشهدت السنوات السبعة الماضية تنامي ظاهرة الفقر في الوطن، وعلى الرغم من الدعم الاجتماعي الكبير الذي قدمته الدولة للحد من هذه الظاهرة.

وأوضح أنه بعد عام 2011 انخفضت إيرادات الدولة الضريبية وزاد فائض القطاع العام، مبيناً أن حل مشكلات القطاع العام يتطلب دراسات واستشارات كي يتم النهوض بعمل هذا القطاع، وبين أن 80% من اقتصاد البلد خرج عن سيطرة القطاع العام وصار يتبع للقطاع الخاص وأن فائض القطاع العام كمصدر دخل تراجع، ولم يعد كما كان، وذكر أن المصدر البديل أصبح في الإيرادات الاستثنائية التي كانت إيجابية من جانب، وسلبية من جانب آخر، مضيفاً أنه في ضوء ذلك أصبحت الإمكانيات الاقتصادية للدولة ضعيفة وارتفعت نسبة البطالة وزادت نسبة التسرب من المدارس وزاد عدد الأشخاص الذين هم تحت خط الفقر.

وأشار إلى أن الحديث عن أداء المؤسسات دفع المعنيين إلى التركيز على الإصلاح الإداري منذ عام 2000 و2002 ذاكراً في هذا الصدد أن عملية الإصلاح الإداري تتطلب تركيزاً ومشاركة أكبر وأعمق.

وفي تعقيبه على ورقة الدكتور مدين علي أوضح د. عمران أهمية ألا يقترن مفهوم الاقتصاد باستهداف البنى التحتية فقط بل أن يستهدف البنى الفوقية أيضاً من حيث تعزيز الوعي الاجتماعي والنهوض به.

د الخطيب: الدور المركزي للقضية الفلسطينية

من ثم تحدث الدكتور وضاح الخطيب الأستاذ في كلية الآداب بجامعة دمشق عن القضية الفلسطينية بين القرار الوطني المستقل والمركزية، مبيناً أن لا يمكن الإشارة إلى القضية الفلسطينية إلا على أنها قضية العرب المركزية، وأن أي حديث غير ذلك، هو حديث خاطئ، موضحاً أن كل ما حدث في سورية طوال الأعوام السبعة الماضية كان نتيجة دفاع سورية المستميت عن القضية الفلسطينية.

واعتبر أن حصر قضية الشعب الفلسطيني بمنظمة التحرير الفلسطينية ساهم بعزل القضية الفلسطينية عن محيطها العربي، وأن ظهور حركات مقاومة ذات طابع ديني أفقد حركة المقاومة الفلسطينية طابعها القومي، الأمر الذي ساعد الأعداء على تحويل القضية الفلسطينية من قضية مركزية لكل العرب إلى قضية قطرية، وأدى ذلك مع جملة عوامل أخرى إلى هجوم غير مسبوق مارسه الصهيوني والأمريكي بحق القضية الفلسطينية تصفية وتقطيعاً وترحيلاً، وانتقالها من اعتبارها قضية مركزية إلى تحويلها إلى قضية قطرية تخص كل قطر على حدة.

وتابع أنه من المهم التركيز على المسؤولية الكبيرة التي حملتها سورية على عاتقها حين دافعت بكل ما تملك عن القضية الفلسطينية واحتضنت الشعب الفلسطيني ودافعت عن حقوقه ومصالحه.

وفي شأن آخر، أكد الخطيب أن محتوى أي صحيفة لن يحقق الأهداف المنوطة بها، إلا عندما يخاطب قلوب وعقول الجماهير ويتحدث عن مصالحها والأهداف التي تسعى إليها.

وفي تعقيبه، أشار د. عمران إلى أن خفوت مركزية القضية الفلسطينية آخذ في التصاعد، مشيراً إلى أن المرحلة الراهنة التي تشهدها الأمّة لها تأثير كبير على ذلك.

د الأحمد: خطاب منظم وقائم على استراتيجيات

بدوره، الدكتور حسن الأحمد الأستاذ في كلية الآداب بجامعة دمشق، تساءل في بداية حديثه عن إستراتيجية الخطاب التي يجب أن تعتمدها وسائل الإعلام لكسب الرأي العام العربي.

وأشار إلى أن الرواد البعثيين الأوائل كانوا أصحاب إبداعات في الآداب والعلوم وأسهموا بتقديم خطاب جماهيري وطني وقومي عربي، مبيناً أنه من المهم التركيز على الخطاب الجماهيري الواسع للبعث الآن، وأن نسأل لماذا نجح سابقاً ويتعثر الآن، مشيراً إلى أن أي خطاب يجب أن يضع في أولوياته الأهداف المتوخاة والفئات المستهدفة منه وتحديد الثوابت والمتغيرات واللغة المؤثرة حتى يكون ديناميكياً وبراغماتياً، ولا أن يكون خشبياً، مبيناً أن لغة الخطاب قادرة على التأثير في جمهور المتلقين، ولطالما كانت هناك قضايا عادلة لكنها كانت خاسرة بسبب أن اللغة التي اعتمدها الخطاب كانت لغة غير فاعلة وغير مؤثرة.

وأوضح أن الحزب يدافع عن قضايا عادلة ومصيرية للعرب، لكن يلزمه امتلاك تقنية الخطاب التي يجب أن تواكب متطلبات العصر، ورأى أن الشريحة التي يجب الاهتمام بشؤونها اليوم هي شريحة الشباب، ومن المهم مخاطبتها بالأسلوب الذي يستميلها والذي يماشي الواقع الراهن، خاصة وأننا اليوم نعيش عصر وسائل التواصل الاجتماعي التي تجعل المتلقي على تفاعل لحظي مع الحدث بالكلمة والصوت الصورة والتعليق.

كما أكد على أهمية أن يكون الخطاب منظماً وقائماً على استراتيجيات وأسس معينة وأن يتم تشكيل مجموعات عمل تخصصية لمناقشة مختلف القضايا والشؤون، إضافة إلى ضرورة أن تواكب النشرات الحزبية والسياسية الأحداث أولاً بأول، وأن يكون الموقع الإلكتروني للحزب فاعلاً ومؤثراً ويتسم بالعصرية وبالتفاعلية.

ومهد د. عمران لورقة عمل الدكتور مازن المغربي بالإشارة إلى أن مختلف شعوب العالم لديها تقنيات للخطاب تستهدف بها بناء أفكار ومفاهيم ومضامين جديدة وأن اللعب بمضامين الخطاب وتحريفه بات إستراتيجية خطيرة يهدف إلى تشويه قيم ومبادئ الشعوب المستهدفة.

د المغربي: الصهيونية تسيطر على أهم وسائل الإعلام الغربية

وفي حديثه، أشار الدكتور المغربي إلى أن الخطاب الموجه للغرب يجب أن يكون بأدوات طرق معينة ويتابع نمط التفكير هناك من أجل أن ينجح الخطاب الذي نقدمه في الوصول إلى الغرب والتأثير على مواطنيه وتحقيق الأهداف المنوطة به، ذاكراً في هذا المجال أن القرار اليهودي يسيطر إلى حد كبير على مراكز الأبحاث الغربية وعلى مختلف المؤسسات الإعلامية والسياسية هناك الأمر الذي يحتم توفير العوامل التي تسهم في نجاحه.

ولفت إلى أن قرار ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس، هو أمر كانت مراكز الأبحاث الأمريكية قد اشتغلت عليه خلال السنة الماضية وقامت بالضغط على الإدارة الأمريكية والكونغرس والرئاسة لاتخاذ هذا القرار من خلال الدراسات التي قدمها بهذا الشأن.

وأضاف أن غالبية الأوروبيين يعرفون حقيقة ما يجري في سورية، ويريدون أن يعبروا عن مواقفهم، لكنهم لا يجدون الوسيلة المناسبة، وبسبب أن الصهيونية تسيطر على أهم وسائل الإعلام قي القارة الأوروبية، داعياً في مجال تفعيل الخطاب الجماهيري، إلى عدم حصر الخطاب البعثي بالبعثيين فقط، فهو خطاب وطني عروبي تقدمي موجه لجماهير الشعب عامة ومن بينهم البعثيون، وأن تتم الاستعانة بكل من لديه الرغبة للارتقاء بذلك الخطاب.

وفي تقديمه لورقة الكاتب والباحث عبد الرحمن غنيم من فلسطين أشار الدكتور عمران إلى أن طرح التيار القومي اليوم في بعض بلدان العالم يختلط بالعصبوية والفاشية، مستفسراً عن رأيه بشأن ذلك.

أ. غنيم: استدراك ما فات والتهيئة بجد للمستقبل

وأوضح غنيم أن مضمون علم السياسة في أميركا يختلف عن العالم كله، إذ ينحصر في العلوم السلوكية ويعتمد على مراكز الأبحاث واستطلاع الرأي، ذاكراً أن الجزء الأكبر من شهادات الدكتوراه التي أنجزها العرب وصلت إلى البنتاغون والاستخبارات الأميركية ومكتبة الكونغرس وأنهم يستفيدون منها، بينما لا نفعل ذلك، مؤكداً أن الحرب التي تشن على سورية خصوصاً والعرب عموماً تعتمد على ما وصلت إليه هذه الدراسات والتي تستهدف الجامع المشترك والمستقر من الحالة الوطنية والحالة العروبية الراسخة سابقا في الشارع العربي.

ورأى أنه ما من فائدة للأبحاث التي نقدمها ما لم نقرأها ونستفيد منها وننجزها لأهداف تخدم مسيرتنا وسياساتنا، مبيناً ضرورة العمل على استدراك ما فات والتهيئة بجد للمستقبل أجيالاً وأهدافاً.

وأشار إلى أن العمل في المجال الفكري والثقافي يتطلب النشر والتوزيع والبحث والتمويل، موضحاً في هذا الصدد أهمية تكوين نواة صغيرة مؤلفة من طاقات واعدة يجتمع أعضاؤها شهرياً ويسخّر لها موارد البحث اللازمة.

د. أبو عبد الله:  محور المقاومة في النظام الدولي الجديد

تم عرض ورقة عمل الدكتور بسام أبو عبد الله المتعلقة بمحور المقاومة والواقع الدولي الجديد، وأشار فيها د. أبو عبد الله إلى أن الكثير من الباحثين والخبراء يسمون ما تمر به المنطقة بالمرحلة الانتقالية ما بين نظام دولي – إقليمي وآخر، خصوصاً بعد محاولة الولايات المتحدة الهيمنة على المنطقة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001، لتقوم باحتلال أفغانستان والعراق ولتقوم بعدها باستغلال أحداث ما سمي “الربيع العربي” والتحالف مع حركات الإخوان المسلمين.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة عملت على تحطيم محور المقاومة وجهدت في ذلك بعد اغتيال رفيق الحريري عام 2005 وحرب تموز عام 2006 وعدواني غزة 2008 – 2009 كما استعرض التحديات التي تواجه سورية خصوصاً وأمتنا عموماً فتحدث عن استمرار احتمالات تغيير الخرائط في المنطقة وجهود الغرب لتصفية القضية الفلسطينية وإنجاز الحل السياسي في سورية والوضع الداخلي القلق في العراق واحتمالات الحرب مع الكيان الصهيوني هذا العام فضلاً عن العدوان السعودي على اليمن والدور السعودي الهدام على صعيد المنطقة.

وبموازاة هذه التحديات رأى د. أبو عبد الله أن هناك فرصاً لسورية والأمّة مقابلها تتمثل بالاستفادة من هزيمة داعش ومن توسع قوى وثقافة المقاومة ومن ضعف البيئة الحاضنة للتنظيمات التكفيرية ومن ضعف وتيرة الخطاب المذهبي وبروز الدور الروسي والصيني الذي يساعد على إحداث واقع جيوسياسي واقتصادي جديد.

وتطرق إلى أهمية الاستفادة من الانقسامات الواضحة بين الولايات المتحدة وأوروبا التي وجدت نفسها تدفع ثمن أخطاء سياساتها من خلال التبعية للأمريكيين، ومن زعزعة الهيبة الأميركية عالمياً وظهور الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي والسعودية في واقع معزول دولياً بسبب فشل سياساتهم والحماقات التي يرتكبونها.

هاشم: استثمار الانتصار

بدوره، الإعلامي بسام هاشم مدير تحرير جريدة البعث تحدث عن الإعلام والإعلام الحزبي مبيناً أن من مهام الإعلام الحزبي الترويج والنشر والدعاية والتعبير بما يكفل التأثير بالجماهير، موضحاً أن هناك إعلاماً حزبياً يوجه نشاطه لكوادره فقط بينما هناك إعلام ثان يتوجه بخطاب عام لكل الجمهور، مشيراً إلى أن صحيفة البعث كانت طوال تاريخها من أهم أعمدة الرأي العام العربي وقد واكبت مختلف قضايا وشؤون العرب المصيرية.

وتطرق إلى ما تعرضت له سورية طوال الأعوام القليلة الماضية من حرب صعبة حملت تداعيات سياسية وعسكرية واقتصادية وفكرية للحرب، موضحاً أنه من المهم الاستفادة من دروس المرحلة الماضية من أجل الخروج من هذه المحنة والعبور بسورية نحو المستقبل، ورأى أن الكثير من القوى والدول الصديقة في أميركا اللاتينية وبعض حركات اليسار في أوروبا يعلقون آمالا كبيرة على انتصار سورية على المؤامرة التي تشهدها ويرون أنها ستكون لهم داعم كبير في مواجهة الهيمنة والمخططات الأميركية، ولهذه القوى والدول والأحزاب خطابها الناصع والمؤثر الذي يعري أبعاد المؤامرة على سورية وعلى الحق العربي والقضية المركزية.

كنايسي: توحيد المصطلحات

وأبرز الرفيق محمد كنايسي رئيس تحرير جريدة البعث أهمية تحديد المفاهيم والمصطلحات، مؤكداً أن مفهوم العروبة غالباً ما يختلط في الأذهان بمفاهيم تقليدية تركز فقط على اللغة العربية والوحدة والقومية، وبيّن الفروقات بين هذه المفاهيم، وشدد على المضمون الحضاري التنوعي للعروبة، وارتباطها الصميمي بالوطنية.

وقال: إن سورية هي نموذج الدولة التي تشكّل العروبة عقيدتها الوطنية، وإن محاولة الفصل بين العروبة والوطنية محاولة مغرضة هدفها تفكيك الدولة السورية كما يقضي بذلك المشروع الامبريالي الصهيوني.

وفي تقييمه للوضع العربي الراهن ميّز كنايسي بين المستوى الرسمي، والمستوى الشعبي، موضحاً أن النظام الرسمي العربي يمر بأسوأ مراحله، وأنه في تناقض صارخ مع المستوى الشعبي، وأضاف: إن ثمة إرهاصات تشير إلى حراك شعبي مقبل في الدول العربية لتحقيق ماسمّاه السيد الرئيس بشار الأسد في إحدى خطبه الاستقلال الثاني أو استقلال الإرادة. وقال كنايسي: إن الجماهير العربية في مختلف أقطارها قد اكتشفت حقيقة الربيع العربي المزعوم، وأهدافه الرامية إلى القضاء على المقاومة وتفكيك الدول الوطنية العربية، وتصفية القضية الفلسطينية، وقال: إن الانتصار السوري يمهّد الطريق أمام حِقبة جديدة من النضال الوطني العروبي الديمقراطي الذي ستجد القوى الوطنية في كل دولة عربية الطريق المناسب لممارسته وتحقيق أهدافه، إذ لا يوجد نموذج عام يمكن تطبيقه على الكل، نظراً للاختلاف السياسي والاجتماعي والاقتصادي بين هذه الدول.

وختم رئيس تحرير البعث بالقول: إن سورية قد كتبت ببطولة شعبها وجيشها وقائدها أملاً جديداً للأمة في الحياة الكريمة، والمستقبل المزهر، وإن الانهيار الكبير الذي عاشه العرب مؤخراً سيعقبه نهوض كبير يتمكن فيه الشعب العربي من تحقيق طموحاته الوطنية الديمقراطية على طريق تحقيق المشروع النهضوي العربي، وأن حزب البعث العربي الاشتراكي الحامل التاريخي لهذا المشروع، سيكمل هذه المهمة من أجل تحقيقه، وتجسيد آمال الأمة، وأن دوره على الصعيد القومي سيعرف بالضرورة تفعيلاً مهماً في المرحلة القادمة.

طهماز: تفاعل القيادات مع القواعد الحزبية

بدورها، نهاد طهماز من كوادر شبيبة الثورة تحدثت عن ضرورة نزول القيادات الحزبية إلى تطلعات القواعد والاحتكاك بهم والاطلاع عن قرب على مشاكلهم وهمومهم ومعرفة ما هي طموحاتهم والأهداف التي يسعون إليها، مشيرة إلى ضرورة الاعتماد على الوسائل العصرية للتخاطب مع الشباب والتواصل معهم والعمل على جذب هذه الشريحة الهامة والمؤثرة في المجتمع، ورأت أنه حتى نعمل على إعادة تطوير الخطاب يجب إعادة بناء ثقة الأفراد بقدراتهم وإعادة بناء الثقة بالمؤسسة الحزبية والعمل على أن يواكب الخطاب متطلبات العصر وأهداف الناس في ظل توجه أجيال اليوم إلى وسائل التواصل الاجتماعي بما فيها من تقنيات تقريرية ومباشرة وشعبية تجذب الناس أكثر من الخطاب المركزي الموجه من الأعلى.

كناج: الاهتمام بالشباب

وأما الرفيق همام كناج من كوادر اتحاد الطلبة فأشار إلى أن أكثر ما يهم الشباب اليوم يتمثل بفرصة العمل الكريم وكيف يطورون أنفسهم وقدراتهم وحياتهم وأن من يوفر لهم هذه الشؤون هو القادر على استقطابهم وجذبهم، ورأى ضرورة الاستفادة من قدرات الجالية السورية في المغترب في الدفاع عن قضايا سورية والذود عنها في وجه الحرب الشرسة التي تتعرض لها، وأن هذه الجالية في الوقت الذي لاتملك فيه صحفاً وقنوات فضائية فإنها تتألق بالقيام بواجبها الوطني من خلال تفوقها في استخدام تقنيات وسائل التواصل الاجتماعي.