مساحة حرة

ماذا فعل السوريون في انتظار الضربة؟

ماذا حدث في سورية أثناء انتظار تنفيذ تهديد “ترامب” بضربته “الذكية” التي صار لنا قرابة ال8 سنوات ونحن نتعامل مع مثيلاتها يوميا؟ ماذا حدث في الشارع السوري بانتظار حدوث ذلك إذا؟.

السيدة وداد لا تدري إن كان عليها طبخ “المحشي” يوم العدوان “الولادي” أو تركه ليوم السبت وتمضيها اليوم من قريبو، في انتظار الضربة.

السيد محسن ممتعض من جاره أبو حمدي الذي لم يدفع له ثمن حصته من الكهرباء، تلك التي مده بها منذ عام تقريبا، بعد أن جاوره بسيارته الفارهة! وفي تصريح خاص قال: يا رجل ما معقول أنا طالبو، لازم يتحسوس لحالو. وعندما سألناه عن ماذا سيفعل في حال وقعت الضربة التي يتكلم عنها الجميع؟ كانت ملامح وجهه مستغربة وكأنه يسمع عجبا، “أي ضربة وأي ترامب، عم قلك هالوقح ما دفع اللي عليه من فاتورة الكهربا بتقلي ضربة وطرامب!”.

في الإعلام لمّا يزل الخس يفيد البشرة وقشور التفاح تعالج تقصف الشعر! كيف لا نعرف.

في الشارع،كل ملتهٍ بهمه وأخر ما يعنيه هو تهديد طرامب، “الله يجعلها أكبر المصايب” قل السيد سليمان.

بطاقات الدعوة لذلك العرض السينمائي أو المسرحي، أو لذاك النشاط الفني والفكري، لمّا تزل أيضا تتناقلها الأكف والأيدي، وذلك حرصا على وصولها لصاحبها، خوفا عليها أن تضيع في زحام شوارع الفيس بوك.

في السرفيس : كوكتيل أغاني وصياح ومين ما دفع يا شباب؟.

في السوق، شلة صبايا سعيدات بالخصم الحاصل على الألبسة، وإحداهن تفكر بهدية لحبيبها بمناسبة عيد ميلاده، لكن لا تنزيلات على الألبسة الرجالية، وهي لا تريد أن تشتري هديتها بوجود رفيقاتها، فاكتفت بالصمت.

الجنود وبعدما انتهوا من الغوطة، يلعبون التريكس، وبندقية كل واحد منهم على كتفه، وبين شفتيه سيجارته، واللعبة “بنات” “في أحلى منهم بشرفك” سأل أحدهم.

بياع سمك متجول، يؤكد أن ما لديه من سمك هو بحري مئة بالمئة، وأم نجيب، تكشفه، قالت له: لو كانت بحرية ما بينشف جلدها هيك، حاج ترشها بالمي عيب عليك.

يعني وكأننا في انتظار اللاشيء.

ويمكن وصفنا بما جاد به في هذا الزمان أخر الفحول ” “الجواهري” بقوله:

شعبٌ دعائمه الجماجمُ والدمُ تتحطم الدنيا، ولا يتحطّمُ.

تمّام علي بركات