الشريط الاخباريقصة بطولة

أبطال الجيش.. شامة الفخار في جبين سورية الأبية

يحفل تاريخ سورية بالانتصارات الساحقة على الأعداء الخونة،المتآمرين على الشعب السوري العصي على كل محاولاتهم القذرة،واليوم ولتكتمل صفحات هذا الكتاب الناصع يسطر أبطال الجيش العربي السوري أروع ملاحم الصمود والبطولة والرجولة ..يكفي أن تدخل منزل المواطن أحمد أيوب لتدرك أن سورية لم تنجب سوى أبطالا،وأمهات سورية حرائر لم ينجبن إلا أسودا لا يهابون الموت صامدون وتواقون للشهادة كرمى لعيون البلد الغالي وفداء لشعبه الأمين وجنبا إلى جنب مع جيشه الوفي الحارس لأحلامنا وطموحاتنا ومعززا لوجودنا وبقائنا …ففي منزل المواطن أحمد أيوب ثلاثة شبان في الجيش العربي السوري صمدوا وصبروا وقاتلوا رافضين الخنوع والاستسلام أو حتى الخضوع .

الالتحاق بقافلة الشرف

نود أن نلفت بداية إلى أن منزل السيد أحمد أيوب ليس الوحيد في طرطوس أو حتى في سورية فهو مثالا للشهامة، وحاله تنسحب على العديد من أبناء وعائلات سورية الأبية،فسامر أحمد أيوب /رقيب احتياط / من مواليد 10/4/1989/ من بيت الوقاف / الدريكيش / حدثنا أخوه أبي عن نشأة البطل سامر الذي درس المرحلة الابتدائية في مدرسة السخنة /بيت الوقاف /والإعدادية في مدرسة قرية بويضة الزمام،لكنه لم يكمل تعليمه الثانوي إلى أن قدم إلى الخدمة الإلزامية في الجيش العربي السوري وتسرح،وبقي في القرية سنتين بعد تسريحه،فعمل بموجب عقد سنوي في مشفى الدريكيش، وعند بداية الحرب الملعونة القذرة طلب احتياط للالتحاق بقافلة الدفاع عن شرف البلد وعزته وكرامته،كان سامر متحمسا فاندفع بكل روح معنوية عالية ولم يهاب الموت يوما وذلك في الشهر التاسع من عام 2012 بدوما في ريف دمشق بالكتيبة/618/ دفاع جوي.

الأمل بالعودة

وأردف أبي: التحق أخي سامر في الذود عن بلدنا الغالي لكنه حاليا مفقود منذ تاريخ 7/11/2012 وحتى اللحظة مصيره مجهول ولا نعلم عنه شيء،كنا نحدثه على جواله فيأتينا رقم غريب مرة يقال لنا ذبح ومرة قتل،وقبل أن تأتينا هذه الأخبار تواصلنا معه لـ 6 ساعات فقط، فمصير الكتيبة مجهول لا نعلم عن أخي ورفاقه أي معلومات،بيد أن لدينا في العائلة ضابط مقرب فأخبرنا أنه تحدث مع جماعة بدوما وقيل له أن هوية البطل أيوب بحوزتهم وأنه بين الجثث الملقاة على الأرض، كما تم إبلاغ الضابط أن الأنجاس عملوا لجيشنا البار مقبرة جماعية،ويتابع أبي حديثه ويقول: رغم كل ما سمعنا يبقى لنا أمل بعودة أخي البطل سامر سالما هو وجميع رفاقه والأمل بالله كبير.

التمركز في المواقع

يتابع أبي ليخبرنا عن صمود أخيه سامر ورفاقه الأبطال في دوما حيث صمدوا /18/ يوما دون ماء ولا طعام ومع هذا صبروا وتمركزوا في مواقعهم لم ينسحبوا أو يضعفوا أو حتى يستسلموا،كما كان يطلب البطل سامر من أهله أن لا يتواصوا معه على جهاز الموبايل خشية قنصه من قبل المسلحين التكفيريين،وأوضح أبي أن في هذه الحرب ذهب ضحايا وعددهم ليس بقليل، كما أن مصيرهم مجهول،مضيفا: بعد أن فقد أخي سامر بقينا نأخذ راتبه سنة وبعد ذلك طلب منا وأخبرنا المحاسب بمشفى الدريكيش أن على سامر أن يأتي بنفسه ليقبض راتبه،فأخبرنا المحاسب أن سامر مفقود فطلب منا أن نحضر إثباتا له أنه على رأس عمله، فحول راتبه إلى المالية وبعد رحلة العذاب بالمراجعة بين مديرية صحة طرطوس والمحاسب في مشفى الدريكيش زهقنا وشعرنا أننا نستلم راتب أخي من جيوبهم،لا بل أننا نتسول ،لا تهمنا الأموال في الوقت الحالي،منذ سنتين لم نقبض راتبه ولا تعويضاته وهو مشترك بالتأمينات الإجتماعية ولا نعرف شيئا عن أمواله،لكننا قبضنا ماله المؤمن عليه من الجيش بموجب وثيقة مفقود حصلنا عليها من مكتب الشهداء بالمحافظة … ما يهمنا هو عودة أخي هو وجميع رفاقه سالمين ،كرامتنا فوق الجميع ولا نسمح لأحد ان يذلنا والشكوى لغير الله مذلة….!

دواعش …في مؤسساتنا الحكومية

ويشير أبي إلى أنه ومما لا شك فيه أننا نواجه خطر داعش في ساحات المعركة إلا أن في أغلب مؤسساتنا الحكومية دواعش أخطر من الدواعش الذين يحملون سلاحا.

ولفت أحمد والد البطل أيوب إلى وجود ثماني شهداء بالقرية أوضاعهم المعيشية صعبة للغاية يضاف إلى ذلك ارتفاع قيمة كل شيء إلا تعويض الشهيد الذي قلت قيمته رغم تغير قيمة الليرة متسائلا : لماذا يتم التعامل مع قانون عمره حوالي 43 سنة ..؟أين العدالة وأين قيمة الشهيد وكل من ضحى كرمى لعيون سورية .

في مواقع المسؤولية

وللبطل سامر إخوة في الجيش فأخوه أيهم شرطي متطوع في دمشق، وأخوه سام /خريج حقوق /عسكري احتفاظ بحلب وبقي فيها سنتين ونصف ثم انتقل إلى اللاذقية وهو الآن بالقضاء العسكري، وأثناء وجود سام بحلب حدث معه التهاب كبد وبقي فترة وضعه الصحي صعب فالعلاج بحلب سيء جدا والخدمة الطبية غير جيدة،إلى أن وصل لمرحلة قال الطبيب لذويه أن لا أمل منه بالشفاء فانتقل حينها إلى اللاذقية وأموره الصحية جيدة حاليا.

الالتحاق بكل عزيمة الرجال

كما أخبرنا أبي عن نفسه فقد طلب احتياط للذود عن الوطن فلم يتأخر أبدا،التحق بكل عزيمة الرجال ولبى نداء الواجب الإنساني،ليقف صفا واحد إلى جانب بواسل جيشنا أسود الأرض ونسور السماء، حيث خدم أبي في إدارة التسليح باللاذقية وبقي سنة إلا شهر وتسرح بناء على فقدان أخيه سامر ولا معيل لأهله الذين قدموا طلب لتسريحه فتم ذلك.

وختاما نقول :ما دام هناك وطنا ينادي سيلبي رجال الجيش العربي السوري الأباة نداءه حتى تحرير آخر ذرة تراب من وطننا الغالي .

البعث ميديا || طرطوس – دارين محمود حسن