ثقافة وفن

اختتام «الأيام الثقافية» بالمعهد العالي للفنون المسرحية

تابعت الأيام الثقافية بالمعهد العالي للفنون المسرحية فعالياتها لليوم الثالث على التوالي مختتمة أمس هذه التظاهرة اللافتة بكلمة للمسرح العالمي كتبها لهذا العام المخرج والمصمم المسرحي الجنوب إفريقي “بريت بيلي” ألقاها الدكتور علي سليمان على خشبة المسرح الإيطالي.

وقال سليمان: في صالات المدارس والحقول والمعابد في الأحياء الفقيرة في الساحات العامة وفي المراكز والأندية وفي الأقبية.. يتماهى الناس في العوالم اللحظية للمسرح..تلك العوالم التي نخلقها لنعبر بلحمنا ودمنا وأنفاسنا وأصواتنا الحية عن عمقنا الإنساني عن تنوعنا وعن حساسيتنا نجتمع لنبكي ونتذكر لنضحك ونتأمل لنتعلم ونؤكد ونتخيل نجتمع لكي تدهشنا تلك البراعة التقنية لكي نجسد الجمال فنقبض على نفسنا الجمعي بكل ما يحمله من مقدرة على التعاطف والوحشية”.

وأضاف سليمان: “نأتي إلى المسرح لكي تتخللنا طاقته وتمنحنا القوة كي نحتفل بقيم وثراء ثقافاتنا المتعددة فنذيب ما يفصلنا من حدود أينما كان هناك مجتمع إنساني.. تتجلى روح المسرح التي لا يمكن كبتها فهي تولد من المجتمع ترتدي أقنعة وأزياء تقاليدنا المتنوعة تكرس لغاتنا وإيقاعاتنا وإيماءاتنا وتترك بيننا بعض فسحات.. نحن الفنانون العاملون في فضاء هذه الروح القديمة.. نشعر أننا ملزمون ببعثها عبر قلوبنا وأفكارنا وأجسادنا لنكشف عن واقعنا بدنيويته وأسراره”.

واختتمت الأيام الثقافية برنامجها بعرض “زواج فيغارو” على خشبة المسرح الدائري في المعهد من تمثيل طلاب السنة الثالثة وإشراف المخرج سمير عثمان حيث تحكي هذه المسرحية التي كتبها الفرنسي “بوماروءشي” في القرن الثامن عشر عن محاربة الكاتب للعادات والأساليب غير المنصفة للطبقة الارستقراطية في بلاده والتي كانت سببا في عدم السماح له بنشره وإخراجه على خشبة المسرح عدة أعوام.

كما تضمن اليوم الأخير قراءات مسرحية من نص “إثبات العكس” على خشبة المسرح الإيطالي في المعهد من تأليف بوليفار شيشاري وأداء كل من كفاح الخوص ونجاح مختار وشادي عفوف وريام كفارنة ومن دراماتورجيا مصطفى سليمان وإخراج وسام تلحوق ليعقب هذا العرض أمسية شعرية لطلاب قسم الدراسات المسرحية.

وتشكل الأيام الثقافية التي أقامها المعهد العالي للفنون المسرحية على مدى ثلاثة أيام نافذة للاحتفال مع العالم بيوم المسرح ليكون هذا الفعل الثقافي بمثابة شكل من اللقاء الجماعي الذي عبر عن محبة واحترام بين الطلاب وأساتذتهم في مختلف أقسام المعهد وكدفع للطالب نحو الأمام لإقامة جسر بين العمل التعليمي والاحترافي كطلاب وأساتذة وكرغبة في المستقبل أن تتحول هذه الأيام الثقافية إلى صيغة مهرجان ثقافي يكون فيه الانفتاح أكثر نحو أعمال فنية من خارج المعهد.

وقال سامر عمران عميد المعهد العالي للفنون المسرحية في حديث خاص لـ سانا: “إن هذه الفعالية تطمح لتواصل أكثر حضورا على الساحة الثقافية والفنية من خلال العمل مع وزارة الثقافة ومديرياتها وهذا يشبه السوريين الذين يريدون اليوم أن يلتقوا في صيغة عمل جماعي يصل العملية الأكاديمية التعليمية الصرفة بالتجربة الاحترافية حيث تحول المعهد بسبب التحضير لمثل هذه الفعالية إلى خلية نحل ليقدم نموذجا حضاريا عن سورية الوطن والدولة فحتى الكلمة بالنسبة لنا هي فعل ولاسيما في ظل رغبة الأساتذة والطلاب على حد سواء بتقديم نتائج مدهشة من داخل المختبر الأكاديمي الفني”.

يذكر أن الأيام الثقافية في المعهد العالي للفنون المسرحية بدأت 24 اذار الجاري وهي من إشراف كل من جهان قطيش وإدمون داردريان وقصي الدقر بينما كان الإشراف العام على أعمال السينوغرافيا لنزار بلال بينما تولى طلاب قسم التقنيات التنفيذ التقني لهذه الفعالية من ألفها إلى يائها.

 

البعث ميديا – سانا