منظمات أهلية

أمهات الشهداء يؤكدن بأن سورية تستحق الحب والتضحية والحياة

أثبتت المرأة السورية جدارتها خلال الأزمة الراهنة من خلال وقوفها جنبا إلى جنب مع رجل الجيش العربي السوري، ضد الإرهاب وإسهامها في دعم صمود الشعب السوري، وقد برز دورها في هذه الأزمة فاعلا وليس منفعلا، فالأم السورية صامدة وصابرة وتقدم أبناءها شهيدا تلو الآخر وتفخر بشهادتهم، وتنتظر النصر المبين في تأكيد ورسالة واضحة على أن الحياة مستمرة وأن على هذه الأرض السورية ما يستحق الحب والتضحية والحياة.

ولأن المرأة السورية أم وأخت وزوجة وبنت حماة الديار أبت إلا أن تكمل مسيرة النور التي أشعلها شهداؤها فأصالة المرأة السورية لها تاريخ يشهد بتضحيات وعلم ومعرفة وعطاء لرفع راية الوطن.

السيدة كفا كنعان والدة الشهيد البطل مجد رزوق والناطقة الإعلامية باسم سيدات سورية الخير، لم تستسلم للحزن ولم تيئس بعد استشهاد ابنها البكر، بل أخذت على عاتقها الوقوف صفاً رديفا مع جيش الوطن حامي الحمى الجيش العربي السوري، فعملت على تقديم الدعم المعنوي والمادي لحماة الأرض والعرض وللأسر المتضررة من إرهاب التنظيمات التكفيرية، ومسحت دمعة أم وابن الشهيد والجريح لتشكل مثالا حيا للمرأة السورية.

وزفت السيدة كفا ابنها بالأغاني الوطنية وقصائد الشعر وأقامت له عرسا امتد لسبعة أيام وأصبحت بأعمالها التطوعية والخيرية ملهمة ومثالا للكثيرين كما ظهرت عندها موهبة الكتابة بعد استشهاد ابنها وأصبحت معروفة بمحافظة اللاذقية بـ”أم الشهيد”.

وأوضحت السيدة كفا أن سورية لم ولن تنسى أبناءها الأبطال البررة ميامين الجيش العربي السوري من شهداء وشهداء أحياء الذين لم يضنوا على أمهم سورية بالدم ولبوا نداءها، لافتة الى أن المرأة السورية تتمتع بالكفاءة العلمية والعملية وبرهنت خلال الأزمة قدرتها وفاعليتها، مؤكدة أهمية العمل الأهلي وتكامله مع باقي القطاعات لتمكين المرأة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتعزيز وعيها بحقوقها وواجباتها، لتكون شريكا فاعلا في بناء المجتمع ونهوضه.

بدورها لفتت سوسن ديوب من جمعية إيثار الخيرية الى أن المرأة هي المكون الاجتماعي الضامن للأمن والاستقرار، حيث أثبتت للعالم عبر تاريخها أنها امرأة عظيمة وقوية وشجاعة تقف إلى جانب الرجل في كل مجالات الحياة، مؤكدة أن سورية ستتمكن بإرادة أبنائها وتماسكهم وتضحيات شهدائها الأبرار وما سطروه من ملاحم بطولة وعزة وفخار من أن تولد فجرا جديدا ينير دروب السوريين ويأخذ بيدهم إلى المحبة والخير والسلام.

بدورها أكدت هيام العلي رئيسة جمعية كلنا واحد أن المرأة السورية مناضلة عبر آلاف السنين وكانت تحمل مسؤولية البيت وتربية الأطفال، وهي المدرسة الأولى في الحياة التي ينهل منها الأبناء كل دروس الأخلاق والتربية الصالحة وكانت اللبوة الشرسة في ساحات القتال عندما كان يتعرض وطنها لاعتداء، مشيرة إلى أن المرأة السورية تواصل اليوم تاريخها الزاخر فهي أم الشهيد وأم الجريح كما أنها تمارس دورها في كل نواحي الحياة بمسؤولية مسطرة بطولات جديدة في مواجهة الواقع الذي فرضته الحرب.