ثقافة وفن

“أمينة”.. رسائل الأمل في سواد الحرب  

فيلم أمينة هو أول تجربة إخراج سينمائية للفنان أيمن زيدان، بعد أربعة تجارب درامية. هذا الفيلم شارك في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي الأخير، كما تم عرضه في دمشق. في افتتاح العرض في سينما سيتي في دمشق. قال الفنان أيمن زيدان: (أسعى إلى طرح قضية نضال المرأة السورية والمصاعب والمعاناة العميقة التي واجهتها في زمن الحرب، كذلك إبراز المعدن الأصيل للإنسان السوري، تحديدا المرأة السورية من خلال رسم شخصية الأم العظيمة، التي تتصدى للحرب السورية في حدود إمكانياتها وقدراتها).

يروي الفيلم السينمائي أمينة قصة امرأة سورية، وهي أم نبيلة وذات شخصية قوية (الفنانة القديرة نادين خوري)، رفضت الخنوع والهزيمة، فقاومت حراب الدهر وقسوة الأيام بباسلة وبمنتهى الشجاعة.وصبرت طويلا على العذاب والآلام. نحن أمام عائلة سورية تجسد معاناة الأسر البسيطة والفقيرة، التي يضحي شبانها وبكل فخر أرواحهم فداء للوطن، وهذا مايدفع المرأة للعمل لتعيل أسرتها، على الرغم من قسوة الظروف الاقتصادية والعقبات الإنسانية.

سنجد أيضا أن المخرج أراد أن يبرز محورين في الفيلم، في زمن الحرب هما قضية المرأة، وواقع جيل الشباب. وهي التفاتة على غاية من الأهمية في زمن الحرب. بطلة الفيلم (أمينة. نادين خوري) التي تعاني كل ويلات الحرب، التي تواجهها بكل شجاعة، على الرغم من معانتها مع أسرتها ابتداء من ابنها سهيل (جود سعيد) الذي حولته اصابته على جبهات الحرب إلى مقعد كليا, مسجى على سريره في البيت،يعبر عن كل شيء حوله فقط في عينيه، لقد نجح اختيار المخرج زيدان. في تقديم المخرج جود سعيد كممثل لافت في أداء شخصية البطل سهيل، الذي نجح في اداء دوره عبر تحريك عينيه فقط. تضاف لمعاناة أمينة معاناتها مع ابنتها سهيلة (لمى بدوّر) التي تكون عرضة لمطامع رجل متسلط وذو نفوذ كبير في القرية، ثم نجد أن شقيقها الذي يبتزها ماليا دائما. يضاف لتلك المعاناة الديون المتراكمة التي تركها زوجها ورحل وظلت أمينة وحيدة في مواجهة أقدارها، تستخدم آلتها التي تدوس بها القمح على البيدر وتفصل حبه عن قشره. لقد نجحت وإلى حد كبير الفنانة القديرة نادين خوري في تقديم شخصية أمينة، التي تنوعت بين الصلابة والرقة، بين القوة والعاطفة الجياشة، بين الانكسار والنجاح، بين سلوكها الوقور وبالعمل كخادمة، مثلت في دورها شريحة كبيرة من النساء اللواتي كن من ضحايا الحرب. يتابع الفيلم تركيزه على دور المرأة حيث نجد سهيلة الابنة (لمى بدوّر) التي لا تتوقف عند حدود المعيشة بل تمضي لإيجاد حلول أخرى. ولا تخضع لابتزاز الرجل الثري الذي يهددها وعائلتها بسندات مالية بغية الحصول على سهيلة بأي أسلوب. كذلك لا ننسى دور الممثلة ( لينا حوارنة) هي سيدة مقعدة وثرية، تعمل أمينة عندها وتمنحها الأمل بأنها ستمشي على قدميها، فتزرع الأمل في قلب السيدة الثرية، وهي في قلبها أيضا تتمنى لو ان ابنها سهيل ينهض ويسير على قدميه.

في سيرورة الشريط السينمائي الزمنية نجد أن الرجل الثري، الفنان (قاسم ملحو) يحاول اغتصاب سهيلة أمام مرأى عيني أخيها سهيل المقعد, وتكون الخاتمة فجائعية حيث يأتي الرجل الثري للمرة الثانية مهددا سهيلة بالفضيحة بعد خطبتها من الشاب (حازم زيدان) الذي أحبها وأحبته. تهديد الثري لسهيلة يشكّل الصدمة الثانية لسهيل تسبب له الموت.

في النهاية تحل أمينة محل الحصان الذي كانت تدوس فيه بيدر القمح، الذي يتحول إلى بقعة سوداء، هذه السوريالية السوداء، لاتعني أن الفيلم انتهى بمأساوية، بقدر ماحمل لنا الكثير من رسائل الأمل.

بطاقة الفيلم :

  • السيناريو: سماح قتال و أيمن زيدان – إنتاج المؤسسة العامة للسينما – إخراج : أيمن زيدان – مدير الإنتاج : باسل عبد الله – مديرا التصوير: وائل عز الدين ، عقبة عز الدين .
  • بطولة : نادين خوري – لينا حوارنة – قاسم ملحو – لمى بدوّر – رامز الأسود- جود سعيد – حازم زيدان- كرم الشعراني . ( ضيف شرف المخرج القدير عبد اللطيف عبد الحميد ) .

 

البعث ميديا || أحمد عساف