الشريط الاخباريثقافة وفن

أهل الاختصاص: الإعلام السياسي السوري “فقير” وبرامجه التلفزيونية “باهتة”

يعتبر البرنامج السياسي، إلى جانب نشرات الأخبار، نافذة المشاهد السوري على المشهد السياسي برمته، فمنه يستقي معلوماته ويحصل على تحليل وتوصيف لأبرز قضاياه، لذلك يتم استغلال هذه البرامج من أبرز القنوات التلفزيونية وتوظيفها بالإطار الذي تراه مناسباً.

وفي حديث صحفي لـ” البعث ميديا”، قال وسام داؤد، معدّ البرامج السياسية في قناتي “الفضائية السورية و”سورية دراما”، أن برامجنا السياسية تعتمد على نقل الحدث اليومي، إذ لا يوجد لدينا برامج سياسية بالمفهوم السياسي العميق، بمعنى “feature”، وقال موضحاً: بمعنى أن تقومي بإيصال أفكارك ورسالتك، عبر أشخاص يروون قصصهم.

ووصف داؤد البرامج السياسية حالياً بـ”الباهتة”، وأضاف إنها مصابة بحالة عقم، فبرامجنا متشابهة وضيوفنا متشابهين، حسب قوله.

IMG_0798
أهل الاختصاص: الإعلام السياسي السوري “فقير” وبرامجه التلفزيونية “باهتة”

وأعرب داؤد، رئيس تحرير المركز الإخباري، بإن أبرز المشكلات تأتي من الضعف المادي، فإمكانياتنا التقنية ضئيلة وأقل من المطلوب بكثير، بسبب الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد، خاصةً إن الإعلام هو الإبهار والتقنية، حسب توصيفه، مضيفاً أن الإعلام السوري فقير في الوضع الحالي،.على حد تعبيره.

وأكد داؤد، معدّ برنامج “رقعة الشطرنج 2010″، أن البرنامج السياسي غالباً يعتمد على السجال السياسي والاختلاف في وجهات النظر لينجح وهذا ما نفتقده في برامجنا، إلا أن إعلامنا يجيد نقل الحدث بشكل صحيح دون كذب، وإن أخفى جزء من الحقيقة إلا أنه لا يكذب. أما عن تغطية الأحداث باستمرار أوضح: لا نستطيع البث بشكل مباشر في لحظة، فنحن في الفضائية السورية علينا مراعاة البرامج الأخرى، فأنا لست بقناة إخبارية متخصصة بل قناة لديها خطة برامجية كاملة، مشيرأ إلى أنه يؤيد فرض “حالة طوارئ إعلامية”.

وأكد وسام داؤد: جلّ ما نحارب لأجله هو أن نتحول من إعلام حكومي إلى إعلام وطني، مشيراً إلى أن عماد البرنامج السياسي هو الفكرة ومحاور جيد وضيف جيد.

من جهتها، لم تبتعد ريم عثمان، معدّة البرامج السياسية في المركز الإخباري عن رأي زميلها، إذ ترى إنهم يقومون بأقصى جهد ممكن لنجاح البرامج، لكنهم لا يمتلكون الحرية الكافية لاختيار مواضيعهم أو ضيوفهم أو حتى المحاور، الذين يفتقدورن لقدراته، حسب تعبيرها.

IMG_0855
أهل الاختصاص: الإعلام السياسي السوري “فقير” وبرامجه التلفزيونية “باهتة”

وأضافت عثمان: لا بدّ أن يتمتع المحاور بثقافة واسعة وأن تكون لغته العربية الفصحى جيدة  وإلقائه سليم وأن يكون قادر على الحوار  بالاعتماد على محاور عامة دون وضع أسئلة محددة، مشيرةً إلى أن العمل الإعلامي يعتمد على عمل الفريق ليضمن نجاحه، بدءاً من فريق الإعداد والمحاور والضيف إلى جانب الإدارة.

وأعربت ريم عثمان أن الجمهور هذه الأيام يرغب ببرامج تضم آراء متناقضة ليحصل على أكبر قدر ممكن من المعلومات والآراء، مشيرةً إلى إنها تتمنى لو تستطيع اختيار مواضيعها ومحاور برنامجها، الأمر الذي تعتبره أزمة بالنسبة لها، مشيرةً إلى وجود محاورين جيدين إلا أن البعض ينصب اهتمامه فقط على “البرستيج”.

بدوره، صفوان درغام، معدّ برامج سياسية، يختلف رأيه عما سبق إذ يرى أن برامجنا السياسية جيدة وتلامس الواقع حيث قال: تتحدث برامجنا بكل صراحة عن ما يحاك ضد سورية ومن يرى أننا لا نقدم شيء فهذا كلام مغلوط، فنحن كبقية المؤسسات الإعلامية ننتمي لمحور المقاومة، برامجنا واضحة لا لبس فيها ولا يوجد فيها تزوير أو تملق.

وأضاف درغام: لا شك أننا نحتاج للتطوير والتحديث، ولكن علينا ألا ننس أننا قبل زمن معين لم يكن لدينا برامج سياسية، وحتى عندما نريد محاورة أحد السياسيين كنا نراسل من لبنان أو فلسطين، ولكن اليوم بفضل الخطط التي وضعها المركز الإخباري أصبح لدينا محلل سياسي سوري بامتياز، وباتوا يظهرون على مختلف الشاشات بفضل التلفزيون السوري.

أما عن نقاط الضعف التي تعاني منها البرامج إجمالاً، أعرب درغام: تكمن نقاط الضعف في الإمكانيات التقنية، وذلك يسبب الوضع الاقتصادي بشكل عام، بالإضافة إلى أن هناك شح في المعلومات الاستخباراتية للكتاب والمحللين.

كما أشار صفوان درغام إلى ضعف آخر هو ابتعاد المشاهدين عن شاشاتنا المحلية، عازياً السبب لأنها شاشة ملتزمة جديّة بينما الشاشات الأخرى تعرض برامجها السياسية بطريقة “الأكشن”، حسب تعبيره.

أما آراء الشارع فلم تكن بعيدة جداً عن آراء أهل الاختصاص، فترى راميا (ربة منزل – 33 عام)، أن أغلب البرامج تطرح نفس الأسئلة وتعيد نفس الكلام إذ لا تملك مواضيع جديدة.

بينما ترى نجاح (موظفة بنك 45عام)، أن البرامج السياسية جيدة نظراً للفترة الزمنية التي بدأنا خلالها بتقديم برامج مماثلة، مضيفةً: برامجنا لا بأس بها إلا أنها ينقصها التنوع والتغيير، فهي رتيبة وتعيد نفسها.

البرامج السياسية ما هي إلا صميم واجب الإعلام السياسي سيما أيام الحرب ويترتب عليها أن تقوم بواجبها على أكمل وجه، أي أن تحيط المواطن بفهم وتحليل ومعلومات وافية لأبرز الأحداث والقضايا التي تهمه، بالاعتماد على المعايير المهنية والأخلاقية.

 

خاص – البعث ميديا | غوى يعقوب

تصوير: سوار ديب