أخبار البعثالشريط الاخباريسلايد

اتحاد العمال يطالب بحكومة أزمة.. الهلال: القطاع العام ركيزة أساسية لاقتصادنا

اتسم لقاء القيادة القطرية للحزب مع أعضاء المجلس العام للاتحاد العام لنقابات العمال، في دورته الثالثة التي بدأت أمس في مقر الاتحاد، بالشفافية والوضوح وحرية الطرح والنقد، وتقديم كل ما من شأنه خدمة التنظيم النقابي والمصلحة العامة، وقد تمت الإجابة عن كل ما تمّ طرحه من قبل الرفاق أعضاء المجلس، ووضعهم بالصورة الحقيقية لما تقوم به القيادة لمعالجة الأوضاع التي تشهدها سورية اليوم جراء الحرب عليها.
وأكد الأمين القطري المساعد للحزب الرفيق المهندس هلال الهلال أن القيادة كانت حريصة كل الحرص على اختيار قادة نقابيين من أصحاب الخبرة والكفاءة والحضور نظراً لما يحتله الاتحاد من مكانة عالية لدى القيادة والمجتمع، وللدور الوطني الذي لعبته الطبقة العاملة في سورية وتنظيمها النقابي خلال العقود الماضية، ومازالت تلعبه، والذي ساهم في بناء سورية الحديثة واقتصادها الوطني القوي الذي منحها حرية قرارها السياسي والسيادي وأمّن لها أمنها الغذائي، وأضاف: إن القيادة حريصة على التواجد الدائم مع التنظيم النقابي في مواقع عمله وحضور اجتماعاته وحل كل الصعوبات التي يعاني منها، والإجابة عن كل ما يطرحه، إيماناً منها بأهميته ودوره في عملية البناء والتصدي لكل ما يُحاك من مؤامرات ضد الوطن، حيث كان هذا التنظيم على الدوام عند حسن ظن قيادته وقائده، ولم يكن يوماً بعيداً عن الهم الوطني، مشيراً إلى أن لقاء القيادة النقابية يختلف عن أي لقاء لما يطرح فيه من قضايا وهموم من شأنها تطوير الواقع وزرع الأمل فينا ببناء مستقبل مشرق لسورية الحديثة، لافتاً إلى أنه مع كل لقاء مع النقابيين يتجدد الشعور بأننا أمام مهندسين بارعين استطاعوا بخبراتهم الوطنية بناء مؤسسات اقتصادية قوية أمّنت لنا صلابة الصمود خلال الأعوام الخمسة الماضية من الحرب الظالمة علينا، واستطعنا من خلالها كسر الحصار الاقتصادي الذي فُرض علينا لتركيعنا وتجويعنا وتدمير بنانا التحتية وتخريب معاملنا ومنشآتنا الاقتصادية بشكل ممنهج للنيل من مواقفنا الوطنية والقومية، فكان العمال جنوداً حقيقيين إلى جانب الجيش العربي السوري، الذي يسطر اليوم أروع الملاحم الوطنية، فلهم منا كل الاحترام والتقدير على مابذلوه سابقاً وما يقومون به اليوم.
ولفت الأمين القطري المساعد إلى أن حزب البعث هو حزب العمال، وسيبقى راعياً لهم ولهمومهم، ويقدّم كل الدعم والعون لتحقيق أهدافهم ومصالحهم، ولن يتخلى عنهم، وكل ما يطرحه العمال سينال الاهتمام والرعاية، وستعمل القيادة بالتعاون مع الجهات المعنية على تحقيقه وتحقيق مكاسب جديدة لهم، فالطبقة العاملة وعلى مر الزمن كانت دائماً أنموذجاً يُحتذى به لالتزامها الوطني والقومي، وكانت جناحاً حقيقياً للحزب لتحقيق أهدافه الوطنية والقومية.
وتحدّث الرفيق الهلال عن الدور الوطني الذي لعبه القطاع العام، مبيناً أنه سيبقى الركيزة الأساسية لاقتصادنا الوطني، وأنه سيتم العمل على حمايته وتطويره وتأمين كل مقومات النجاح والصمود، وإصدار كل القوانين التي يحتاجها، ولن يُسمح لأحد مهما كانت صفته أو موقعه أن يمسه أو يمس حقوق عماله، منوّهاً إلى ضرورة بذل المزيد من الجهد والعمل لإعادة بناء ما خرّبه الإرهابيون من منشآته بالسرعة القصوى لإعادة إقلاع العجلة الاقتصادية، وبالتوازي مع ذلك يجب علينا الاهتمام بجودة منتجنا الوطني لأنه سفيرنا في الخارج، ومن خلاله نكوّن الصورة الحقيقية عن قوتنا وعراقتنا.
وشدد الرفيق الهلال على ضرورة تعزيز العمل النقابي في مؤسساتنا والارتقاء به والتخلص من بعض حالات الترهل التي أصابته لتحقيق الهدف المرجو منه، وعقد المجالس والمؤتمرات بشكل منتظم، وتعزيز التواصل مع العمال، والاستماع إلى همومهم ومشكلاتهم والمساعدة في حلها، وعدم محاباة الإدارات على حساب العمال، وتكثيف العمل الميداني والابتعاد عن العمل المكتبي لفشل هذا النوع من الإدارة، ومحاربة الفساد والإشارة إليه وعدم التهاون في هذا الموضوع وأن تقوم اتحادات عمال المحافظات بالدور المطلوب منها لمعالجة قضايا العمل العادية، والتنسيق مع مكاتب العمال الفرعية كون الهدف واحداً، لافتاً إلى أن المهمة النقابية هي تكليف وليست تشريفاً، وسيتم إجراء تقييم للأداء والى عدم السماح بوجود أشخاص هم عبء على المنظمة وغير قادرين على العطاء، والقيادة لن تكون بعيدة عن العمال وقياداتهم ولقاءاتها معهم ستكون مستمرة.
ونوّه الرفيق الهلال إلى أهمية متابعة ما يتمّ طرحه في المجالس وما نفذ منها كي تكتسب المصداقية وتحقق الغاية منها، ولتكوين الثقة لدى العمال بتنظيمهم النقابي، ولكي لا تبقى حبراً على ورق يُعاد طرحها من جديد، داعياً إلى ضرورة ترجمة خطاب السيد الرئيس بشار الأسد الأخير أمام المنظمات الشعبية والنقابات والغرف إلى خطط وبرامج عمل، ولاسيما أنه ركّز كثيراً على الجانب الاقتصادي، والعمال معنيون بتطبيق جزء مهم منه، وأن يكون للمنظمة دور في دعم الجيش العربي السوري من خلال رفده بعناصر جديدة، موضحاً أنه من الصعب تحديد هوية الاقتصاد اليوم كونه اقتصاد حرب أو اقتصاد الساعة لأن أولوية القيادة تأمين مقوّمات صمود جيشنا العربي السوري وتأمين احتياجات الشعب، ورغم صعوبة الظروف الاقتصادية ما زالت الدولة تقوم بالدور الاجتماعي المطلوب منها.
وطمأن الأمين القطري المساعد الحضور بأن الأوضاع السياسية والأمنية جيدة، وقال: إن القيادة مع أي مبادرة سياسية تحقن الدم السوري وتحفظ السيادة الوطنية وقرار الشعب.
وأشارت مداخلات أعضاء المجلس إلى ضرورة إعادة النظر بقرار رفع سعر الدواء، الذي ترك آثاراً سلبية على المواطنين، والحد من ارتفاع الأسعار وتشديد الرقابة على الأسواق وزيادة تدخل مؤسسات الدولة، والإسراع في تسويق المحاصيل الاستراتيجية، ومعالجة مشكلات التأمين الصحي، وتعديل القرارات التي لم تعد تتناسب مع الواقع الحالي، وتشغيل مطاحن تلكلخ، ومعالجة مشكلة العمال المؤقتين من خلال تثبيتهم كونهم لا يكلفون الدولة أي مبالغ، ومعالجة مشكلة رواتب عمال القطاع الخاص.
من جانبه رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال الرفيق جمال القادري أكد أن الاتحاد سيقوم بالعديد من الخطوات لترجمة خطاب الرئيس الأسد، ومنها تشكيل كتائب عمالية تعدادها عشرون ألف عامل لحماية المنشآت العمالية ومؤازرة الجيش، وتأسيس شركة تأمين صحي عمالية، واستثمار أموال الاتحاد من خلال تأسيس شركة نقل مساهمة تموّل من أموال الاتحاد المهني، قوامها مئة وخمسون باصاً، الهدف منها تشغيل أموال الاتحاد وتأمين فرص عمل والمساهمة في حل مشكلات النقل، كما أن الاتحاد سيقوم باستقطاب الطالب الأول المتفوق في كل محافظة وتدريسه على نفقة الاتحاد، وتركيب أطراف اصطناعية للجرحى من العمال، وتوزيع عشرة آلاف حقيبة بمستلزماتها على العمال خلف آلاتهم، مبيناً أن الملتقى النقابي العمالي للتضامن مع سورية سيعقد الشهر القادم وسيشارك فيه أكثر من مئة منظمة نقابية عربية وأجنبية ومئتي شخصية.
واعتبر رئيس اتحاد العمال أن أداء الحكومة لا يرتقي الى مانسعى اليه جميعاً لتقوية صمود الشعب، لافتاً الى وجود عشرات القضايا العمالية في رئاسة مجلس الوزراء، لكن دون جدوى.
وقال: إن ارتفاع أسعار الدواء لا يمكن تبريره في هذا التوقيت بالذات.. وطالب المشاركون في الجلسة بتشكيل حكومة أزمة تكون على دراية كاملة بمعاناة المواطن وتعزيز صموده وحمايته وحماية الاقتصاد الوطني، ودعوا الى ضرورة التراجع عن رفع أسعار الدواء، علماً أن تجار الأدوية لم يعرفوا بها وهم غير راضين عنها.
ووافق المجلس على تشميل جميع النقابات العمالية بالتأمين الصحي بمختلف أنواع الطبابة، وإعادة تأهيل بعض المرافق في مجمع صحارى النقابي، والمباشرة بإجراءات التخصيص للمساكن الجاهزة في الضاحية العمالية بطرطوس، كما صدّق على تخصيص مبلغ 3 ملايين ليرة سورية لإعادة تأهيل مشفى شيحان العمالي في حلب وشراء المعدات والتجهيزات الطبية اللازمة له، ووافق أيضاً على تجهيز مؤسسة الرعاية الصحية التابعة لاتحاد العمال في حمص بالمعدات والأجهزة الطبية اللازمة، واستكمال الإجراءات اللازمة لترخيص مستودع للأدوية تابع للاتحاد.
حضر أعمال الدورة الرفيق محمد شعبان عزوز رئيس مكتب العمال القطري والرفيق مالك علي رئيس المكتب الاقتصادي القطري.

البعث ميديا – دمشق- بسام عمار