ثقافة وفن

اتحاد الكتاب العرب بدمشق ومهرجان للأدباء الشباب

استضاف مهرجان الأدباء الشباب “أدب. وطن. نقد” الذي يقيمه فرع اتحاد الكتاب العرب في دمشق في أول أيامه، عددا من الشعراء والأدباء الشباب الذين حققوا حضورا لافتا على الساحة الأدبية السورية خلال السنوات الأخيرة.

وفي الكلمة التي ألقاها رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور نضال الصالح أكد أهمية المشاركات الأدبية في المهرجان، لما تحتويه من مواهب واعدة استطاعت إثبات نفسها داخل الحراك الثقافي، والتي سيوليها اتحاد الكتاب العرب خلال دورته التاسعة كل الدعم والمساندة لتطوير موهبتها وتعزيز وجودها، داعيا الأدباء المشاركين ألا يصابوا بالإحباط أمام بعض القراءات النقدية التي قد تعبر عن آراء أصحابها.

وبدأت فعاليات المهرجان بقصيدة للشاعر غدير إسماعيل الذي قدم نصا إنسانيا عالج الحالة النفسية للإنسان المضطرب والذي يرتبك في عالم مليء بالغرابة والتناقضات، بأسلوب رمزي غلبت عليه الدلالة التي ساهمت في تشكيل البنية التعبيرية للصورة الفنية عند الشاعر.

أما قصيدة “بائعة الزنبق” للشاعرة رائدة الخضري فعبرت عما يدور في داخلها من حزن جراء الحرب على سورية وآثارها على المجتمع، عبر تفعيلات متحركة خفيفة الموسيقا متلائمة في تحولاتها مع المعطيات الشعرية التي كونت النص.

وفي مشاركته قدم الشاعر حسن الراعي مجموعة من المواضيع المتنوعة بأسلوب فني اعتمد الأصالة في تناول الموضوع، وخلص إلى تمجيد الشعر وتعديد صفاته وميزاته، ثم دعا إلى مقاومة كل من يحاول النيل من الوطن وكرامته.

وألقت الشاعرة نور الموصلي نصين شعريين تجمعهما المناجاة والابتهال، حيث ذهبت إلى تشكيل الجمل الشعرية بتراكيب تصويرية تعتمد المزج بين المتناقضات وغلب على نصيها النزعة الإنسانية والاتجاه الرومنسي في محاكاة الطبيعة التي تبثها همومها وآلامها الذاتية والجمعية.

وألقت الشاعرة عبير الديب قصيدة بعنوان “يقول المنجم” سلطت فيها الضوء على تفشي ظاهرة تتبع المشعوذين والمنجمين لدى الشباب دون النهوض بالثقافة والعمل على فهم الواقع كما هو، والتصدي لمن يزيفه مستخدمة أسلوب الشعر القصصي والدفق العاطفي والموسيقا، لتصل إلى المتلقي بما يعاني منه خلال انعكاساتها الوجدانية والشعرية.

وفي القصة ارتكزت الأديبة مريم العلي في النص الذي ألقته على الحدث الذي يصل إلى العقدة والحل، وزرعت في معانيها أكثر من معنى لتكشف ما يجول بداخل الرجل مستخدمة التصوير الفني خلال الأحداث والشخوص، دون أن تتخلى عن النزعة الذاتية الواضحة في كل مفاصل القصة.

وقدم عبد الله الحلاق قصة بعنوان “على صراط مستقيم” معتمدة على الخيال المفعم بالوصف والإيحاء والدلالة مع اللعب على الألفاظ لتكوين البنية الفنية لنصه، بغرض الارتقاء بالحالة الإنسانية ولكن قصته عانت من ضياع الموضوع بسبب الإغراق بالرمز.

ورأت الناقدة المشاركة مؤمنة عجان أن هذا المهرجان ظاهرة ناجحة، وتعبر عن مستوى أدبي يليق بالشباب والموهوبين بزمن يتعرض فيه السوريون إلى المؤامرات والموت والحرب، وإن كان فيه بعض الأعمال تحتاج إلى ملاحظات.

ورغم أن أغلب القصائد المشاركة ألقيت في فعاليات سابقة فإن بعضها حمل رؤى فنية عالية ونبضا شعوريا يستأهل الوقوف عنده وفي الوقت عينه حاولت القراءات النقدية ملامسة الجوانب الإبداعية في المشاركات بيد أنها قصرت بسبب امتلاء برنامج المهرجان وضيق الوقت.