منوع

استضاف مشاهير الأدب والفن.. مقهى الفرح بحمص ملتقى العمال والمثقفين

مقهى الفرح بحمص أو “قهوة الفرح” كما يروق للكثير من أهالي المدينة تسميته ينبض بالحياة والفرح ويكتظ برواده من مختلف الأعمار والاهتمامات حتى ساعات متأخرة من الليل في مشهد يعكس ايقاع الحياة بالمدينة.

وللمقهى الذي تبلغ مساحته الداخلية 1200 متر مربع أهمية تراثية وسياحية ومعمارية فهو الأقدم بالمدينة ويعود تاريخ إنشائه لأكثر من مئة عام وهو من أهم معالم حمص الأثرية. تم بناؤه بأسلوب البيوت الحمصية القديمة عبر استخدام الحجر الأسود.

بنى المقهى الحاج حسين قباقيبو وأخوه صادق، وكانا من الثوار ضد الاحتلالين العثماني والفرنسي وتمت عملية بنائه يدويا بشكل كامل حيث شيد على الطريقة التدمرية. فالعمود الحجري مفرغ من الداخل ومليء بالرصاص ووزن حجر البناء الواحد 35 كغ وفي واجهة المقهى 5 قناطر.

ويرتاد المقهى عمال وسياسيون ومثقفون وتجار بعضهم يجلس على الطاولات الممتدة عند الرصيف الملاصق للمقهى والبعض الآخر داخله فهو يتميز بموقعه المتوسط في قلب المدينة وبالرصيف الذي من النادر أن نجد له مثيلا في مقاهي سورية حيث يعد امتدادا لصالة المقهى الخارجية.

استضاف المقهى الكثير من الكتاب والمثقفين وقدمت فيه فقرات الحكواتي وكركوز وعيواظ ومسرحيات، كما استضاف عددا من الفرق الموسيقية العربية كفرقة عبد العزيز الشيخ من مصر وغنت فيه المطربة فتحية أحمد عام 1939 ومنذ مطلع القرن العشرين وحتى الآن يعتبر منبرا يلتقي فيه رجال الشعر والأدب والفكر والصحافة، كما أن بعض رواده الحاليين يتسلون بلعب المنقلة والشدة وطاولة النرد والضامة والشطرنج والدومينو.