الشريط الاخباريسورية

الأب زحلاوي: انتصار سورية سيرسخ قيم الحق والعدالة بين الشعوب

أكد الأب الياس زحلاوي أن الإرهاب الذي يطول دور العبادة والأضرحة التاريخية يرمي إلى اقتلاع سورية من جذورها وإلغاء ماضيها وحاضرها.

واعتبر الأب زحلاوي خلال محاضرة في نقابة أطباء دمشق اليوم “أن انتصار سورية سيعيد للعالم توازنه ويرسخ قيم الحق والعدالة بين الشعوب” وإن ما تشهده الدول العربية اليوم مخطط له منذ زمن بعيد بهدف “تقسيمها إلى دويلات متنازعة على أسس دينية وأثنية بما يصب في مصلحة اسرائيل أولا وأخيرا”.

ودعا الأب زحلاوي السوريين لقراءة التاريخ الذي يثبت في كل محطاته العلاقة الفريدة بين المسلمين والمسيحيين مبينا أن اللقاء الأول الذي حدث بين المسيحيين والمسلمين على هذه الأرض كان حين “جاء الاسلام فاتحا إلى دمشق والمسيحية منتشرة فيها حينها خلقت علاقة تفاهم ومودة استثنائية استمرت حتى يومنا هذا” وتمكنت من مواجهة كل الأهوال التي مرت بهم منذ اجتياح التتار مرورا بالاحتلال العثماني وصولا إلى الأحداث الحالية.

وأشار إلى وجود أمثلة كثيرة عن العلاقة المميزة التي تربط المسيحيين والمسلمين داعيا السوريين للعمل على “خرق جدار الاعلام الفضائي الفولاذي الذي تتحكم به الصهيونية ودول الغرب لمنع وصول الصورة الحقيقية لسورية والدول العربية إلى مختلف أنحاء العالم”.

وطالب ببناء جسور تواصل مع السوريين المغتربين في جميع أنحاء العالم ليكونوا مصدر معرفة للشعوب من حولهم لما يجري في سورية ويضغطوا على حكامهم لتغيير سياساتهم القائمة على قتل الآخرين وتدمير حياتهم.

وتساءل الأب زحلاوي “أليس بوسع سورية أن تحدث تكتلا عربيا قويا يحل محل الجامعة العربية.. وقد حان الوقت للتخلص من هذا الورم الخبيث الذي زرعه المستعمر البريطاني”.

واشار إلى ضرورة أن تسعى سورية لتأسيس إعلام عربي ينقل الوقائع بحرية وشفافية كاملة ويستقطب جموع المثقفين العرب لإنارتهم ويخلق فكرا عربيا موحدا يحترم خصوصية كل دولة ويجمع الإمكانيات البشرية لمواجهة ما يدبر لهذه لأمة بالسر والعلن.

وختم زحلاوي بالقول “بعد كل ما جرى أما آن ان نفصل الدين عن الدولة لبناء دولة يتساوى فيها الجميع وتتعامل مع الانسان كمواطن له حقوق وواجبات متساوية بغض النظر عن انتماءاته ودينه ونقل هذا النموذج إلى الدول العربية الأخرى لتخرج من تخبطها الديني البشع”.

بدوره لفت عضو قيادة فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب النقابات المهنية زياد بسمة إلى أن سورية ستبقى بلد المحبة والسلام والتآخي ومنارة العلم والحضارة للعالم أجمع رغم كل ما يخطط لها من مؤامرات مبينا أن المسيحية ليست حالة عابرة بل مكون أساسي من نسيج المجتمع السوري.

ورأى رئيس فرع نقابة اطباء دمشق الدكتور يوسف أسعد أن الإرهاب لم يدمر دور العبادة فقط بل “دمر أيضا المشافي والمدارس والمؤسسات والأملاك العامة والخاصة تحت اسم الدين وشعارات الحرية بهدف تدمير سورية وحضارتها وخطها المقاوم.

وتركزت مداخلات المشاركين في المحاضرة على أهمية البدء بنشر ثقافة التعايش الإسلامي المسيحي من المدارس وتوسيع نطاقها لتشمل المجتمع بأسره وإصدار كتب تحارب نهج التطرف والوهابية التكفيرية وتعزيز دور الإعلام للتواصل مع المغتربين والاستفادة من طاقاتهم.

حضر المحاضرة الأمين العام لحركة الاشتراكيين العرب أحمد الأحمد ورئيسة مجلس أمناء شبكة العلماء خارج سورية الدكتورة أيسر ميداني وعدد من أعضاء مجلس الشعب.

والأب الياس زحلاوي ولد في دمشق عام 1932 ودرس في سورية ولبنان وواصل دراسته للفلسفة واللاهوت في القدس ودرس علم النفس بفرنسا وهو عضو في جمعية المسرح واتحاد الكتاب العرب كما أسس فرسان المحبة وأسرة الرعية الجامعية وجوقة الفرح وله العديد من المؤلفات بالعربية والفرنسية.

البعث ميديا – سانا