مساحة حرة

الاستحقاق الرئاسي.. وهستريا الغرب المصدوم ؟؟

  ما إن أعلن رئيس مجلس الشعب السوري فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية لولاية دستورية جديدة ، حتى أخذت ترتفع أصوات المتحدثين باسم الخارجية الأمريكية ابتداءً من الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي ( على اعتباره يُعبر في مواقفه وتصريحاته عن الإرادة الأمريكية ) إلى المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة ” بان كيمون ” والتي تعبر جميعها عن رفض فكرة إجراء انتخابات رئاسية في سورية وذلك لقناعتهم الراسخة بحتمية نجاح السيد الرئيس بشار الأسد لولاية دستورية جديدة نظراً لارتفاع شعبيته وفق إحصائيات مراكز الأبحاث الغربية التابعة لدوائر استخباراتهم ، إن حالة الهستريا الإعلامية التي أظهرتها إدارات الدول المشاركة في الحرب على سورية ما هي إلا تعبير صادق عن حالة الفشل التي وصلت إليها حربهم الظالمة في سورية ، وهي مجرد بروبغندا ظاهرية لتأهيل الرأي العام المحلي في دولهم لقبول نتائج الانتخابات والاعتراف بشرعيتها وبديمقراطيتها ، بعد أن أصبح الجميع يرى في رحيل  الرئيس الأسد وهماً بعيداً عن الواقع .

  يؤكد المراقبون بأن نتائج الانتخابات الرئاسية في سورية ستغير قواعد اللعبة بالكامل على الساحة الإقليمية بعد أن فشلت مجموعة أعداء سورية في إيجاد أرضية مناسبة لتحقيق سياساتها العدوانية تجاه سورية ،سيما  بعد أن قامت سورية بالإيفاء بكل عهودها تجاه المنظمة الدولية والمجتمع الدولي وخاصة في مجال تسليم منظومة الأسلحة الكيميائية لتدميرها بإشراف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية وتعاونها الجيد في هذا المجال وهذا ما أكدته ممثلة المنظمة ” سيغيريد كاغ ” في أكثر من مناسبة ، وبعد أن عجز الغرب وأدواته في المنطقة عن تقديم أدنى حد أو شكل لنموذج مقبول من معارضة “معتدلة ” يكون لها قاعدة شعبية تُبنى عليها بعض المواقف في غرف التفاوض في ظل تنامي واقع العصابات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة وفروعها وخروجها عن سيطرة ما تُسمي نفسها ” بالمعارضة “، والإنجازات الكثيرة التي حققها الجيش العربي السوري في  محاصرة تلك العصابات  وملاحقتها في كافة المناطق السورية والقضاء عليها ، حيث لم يعد أمامها سوى الهروب في طريق العودة إلى بلدانها التي صدرتها ” للجهاد ” والموت  في سورية  ، مما يُشكل معضلة حقيقية لدى تلك الدول في كيفية التعامل مع هذه المجموعات التي باتت تُشكل الخطر الأكبر على مستقبل أمن واستقرار أوطانها ، حيث أخذت بعض الدول الغربية تفتح خطوط اتصال مع دمشق من البوابة الخلفية للحصول على معلومات دقيقة حول تلك العصابات الإرهابية ، في خطوة مسبقة ربما لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الواجبة لمكافحة الإرهاب وملاحقة فلوله في سورية وخارجها ، وضرورة تحميل الدول الداعمة للإرهاب مسؤولية ذلك وفي مقدمتها السعودية وقطر وتركيا المأمورة بقرار الولايات المتحدة الأمريكية ، وخاصة الدور الفاضح للسعودية في دعم ومساندة العصابات الإرهابية في كل من العراق واليمن وليبيا وسورية، ومهما حاول النظام المتهالك في السعودية من تبديل جلدته وتغيير هيكليته وأشخاصه فهذا لا يعفيه بأن مهلكته هي مصدر فتاوى التكفير والمنبع الذي يُغذي كل مراكز التطرف في العالم التي انتشرت منها التنظيمات الإرهابية في العالم وفي مقدمتها تنظيم القاعدة .

    إن إنجاز الانتخابات الرئاسية السورية في موعدها المحدد وفق الدستور السوري الذي اختارته الأغلبية الواسعة من الشعب السوري باستفتاء ديمقراطي حر وشفاف ، ووفق قانون الانتخابات العامة الجديد والأنظمة الأخرى المعمول بها في سورية والمتوافقة مع أفضل ما يُعمل به في بلدان العالم المتقدمة في هذه الظروف بالذات هو انتصار كبير للحكومة السورية وجيشها الوطني وقياداتها السياسية وشعبها الصامد الذي قاوم المؤامرة بعزيمة وقوة أذهلت العالم بأسره ، وإن نجاح السيد الرئيس بشار الأسد المتوقع وبأغلبية كبيرة ، سيكون عامل ضمان لعودة سورية والسوريين إلى سابق عهدهم على كافة المستويات الداخلية والخارجية ، وإن عملية البحث عن الحل السلمي المنشود في ظل وجود رئيس للبلاد شرعي منتخب من الشعب مباشرةً يُعطيه قيمة إضافية لتحمل مسؤولياته واستخدام صلاحياته التي منحه إياها الدستور في إيجاد الحل السلمي العادل والشامل وإعادة السوريين إلى الحاضنة الوطنية والأسرة السورية الكبيرة التي عاشت وترعرعت على مبادئ من الاعتدال والتسامح والالفة الوطنية .

  على الغرب أن يُمهد لقبول مستقبل جديد في العلاقات الدولية مختلف كلياً عن أجواء الهيمنة والسيطرة التي كان يفرضها سابقاً بالسطوة العسكرية ، وفتح باب للحوار المتكافئ بينه وبين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومنها سورية التي رسمت خياراتها بدماء شهدائها الأبرار ، ولن تقبل بشكل من الأشكال بالتقليل من دورها الإقليمي والدولي كدولة منتصرة في حرب دامت أكثر من ثلاث سنوات ، استطاعت خلالها فرض سيادتها واستقلالها بإرادة الأبطال من جيشها وشعبها ، وعلى الغرب التحضير جدياً لمرحلة دفع الفواتير النهائية لهذه الحرب .

البعث ميديا || محمد عبد الكريم مصطفى