رياضة

«البلوغرانا» يسقط في أول اختبار.. وسان جرمان من طينة الكبار

على ملعب حديقة الأمراء في باريس كان عشاق كرة القدم على موعد كبير في لقاء لبى كل الطموحات وقدم وجبة كروية دسمة جداً.
ضمن الجولة الثانية من ذهاب الدور الأول لدوري أبطال أوروبا، حقق باريس سان جرمان فوزاً مهماً جداً على برشلونة بنتيجة 3-2.

باريس سان جرمان:

دخل أبناء المدرب الفرنسي “لوران بلان” بطريقة لعب 4-3-3 على الورق لكن اختلف كل شيء على أرضية الملعب فكانت أقرب إلى 4-5-1، وقدموا مباراة كبيرة من جميع النواحي التكتيكية.
بداية نتكلم عن الضغط العالي والقوي جداً الذي مارسه الفريق الباريسي على الفريق الكتلوني وأجبره في معظم فترات اللقاء على اللعب حسب رغبته، ونجحوا في استعادة الكرة من لاعبي برشلونة في منتصف ملعبهم (لو أن مهاجم الفريق كافاني نجح باستثمار كل تلك الكرات لرأينا النتيجة ربما تتجاوز الثلاثية).
خط الوسط كان على الموعد ولعب مباراة بطولية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تياغو موتا لعب بخبرته وكان صاحب تمريرات دقيقة بنسبة كبيرة وربط الخطوط ببعضها البعض، وفيراتي اللاعب الإيطالي الصغير في عمره لكنه كبير جداً على مستوى أدائه ولعب دوراً مهماً من الناحية الدفاعية “لكن قلة الخبرة وارتكابه بعض الأخطاء أجبر المدرب “بلان” لتغييره خوفاً من الطرد..”، أما ماتويدي فهو أكثر لاعبين باريس سان جرمان تحركاً في الملعب فقد قام بدور كبير في المباراة على الصعيدين الدفاعي والهجومي فكان لاعب الوسط المائل للجناح في الحالة الهجومية ولعب دور مهم في الناحية الدفاعية «أتساءل شخصياً عن ماتويدي.. هل يملك هذا اللاعب رئتين فقط».
هجوم “البي أس جي”: كافاني قلب الهجوم ورأس الحربة، لوكاس مورا الجناح، وباستوري الفنان الأرجنتيني الذي أطربنا في اللقاء بعد عودته لمكانه القديم في الملعب “الوسط المهاجم”، لوكاس مورا لعب مباراة جنونية بالشوط الأول وقدم لنا كل شيء يتمتع به لاعب الجناح من السرعة والمراوغة ولعب العرضيات المثالية. أما كافاني فكان جيد في جميع أرجاء الملعب وخاصةً بعودته للمساندة الدفاعية، لكنه لم يكن متألقاً أمام المرمى.
دفاع باريس سان جرمان كان مميزاً ولعب بمنظومة واحدة طيلة المباراة وكان دايفيد لويز من المتألقين برفقة ماركينيوس وفان دير فيل.
آخر النقاط التي يمكن الحديث عنها هي عن المدرب الفرنسي الشاب لوران بلان الذي عرف “من أين تأكل الكتف” وسيّر المباراة كما أراد، فكان تارةً يضغط على الفريق الكتلوني ويحرمه من الكرة وتارةً يمارس عليهم دفاع المنطقة بشكل ممتاز.

برشلونة:

دخل لويس أنريكي بقوته الضاربة وبتشكيل أساسي وكامل باستثناء تغير بسيط في حراسة المرمى.
اصطدم فريق البرشا بدفاع باريسي متقدم وضغط عالي افقده أحد أهم ميزاته بتدوير الكرة في منتصف ملعبهم.
دفاع “البلوغرانا” رغم التحسن الطفيف الذي أجراه أنريكي لكنه مازال دون المستوى المطلوب وخاصةً بالكرات الثابتة الذي أصابه بها سان جرمان مرتين وأحرز هدفين. ماسكيرانو كان الأفضل في الدفاع وصحح أخطاء زملائه وأخطائه.
ماثيو مدافع جيد لكنه ثغرة في المواجهات الفردية “لاعب ضد لاعب” من السهل جداً على المهاجم المرور منه.
داني ألفيش وألبا لم يقدموا الأداء المطلوب على الصعيدين الدفاعي والهجومي وخاصة ألبا الذي كان ممراً سهلاً جداً للبرازيلي لوكاس مورا.
وسط الميدان كان بعيداً كل البعد عن مستواه وخاصةً «بوسكيتس» الذي يضع العديد من إشارات الاستفهام على مستواه المتراجع وكانت منطقته شبه فارغة في العمق الدفاعي للفريق وكان باستوري يتحرك وحيداً بين وسط ودفاع البرشا.
غياب الحلول في منتصف الميدان وتراجع أداء إنييستا وانشغال راكيتيتش بالمهام الدفاعية أجبر ميسي على العودة كثيراً لاستلام الكرات الأمر الذي قلل من فعاليته الهجومية.
أما هجوم البرشا فقد كان الحلقة الأقوى في الفريق، فالتفاهم الكبير بين ميسي ونيمار بدأ يأتي بثماره وخاصةً في لقطة الهدف الأول الذي جاء على طريقة برشلونة بالتمريرات القصيرة والسريعة واللمسة الإبداعية الختامية لليو ميسي.
أما بيدرو «الكومبرس» فقد تأخر لويس أنريكي في إخراجه وإدخال الحدادي الذي قدم أداءً مميزة رغم الدقائق القليلة التي لعب بها.
أخيراً.. جاءت الخسارة بسبب وجود مساحات كبيرة جداً لم نعتد عليها في فريق برشلونة بين جميع الخطوط وعلى لويس أنريكي معالجتها بسرعة.

البعث ميديا || ماهر سليمان