دولي

التدخل الخارجي أكبر تهديد للاستقرار في بحر الصين الجنوبي

رغم أن الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا في طريقهما إلى التفاوض بشأن نصِّ مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي، لا تزال القوى الخارجية تحاول إثارة المشاكل.

وحسب بيانٍ أصدره الجيش الأمريكي يوم الأربعاء، أجرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مناورات عسكرية منسّقة في بحر الصين الجنوبي بين 11 و16 كانون الثاني.

لا يمكن أبداً تفسير استعراض القوة هذا في تلك المياه الحساسة على أنه إيماءة حسن نية، بل إنه يزيد من تعقيد الوضع في بحر الصين الجنوبي ويحوله إلى نقطة توتر إقليمية محتملة.

كان مبرر هذه المناورات الدفاعَ عن حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، لكن تلك الأعمال الاستفزازية هي المعوقات الوحيدة أمام حرية الملاحة.

وتعلم الصين، بوصفها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، جيداً مدى أهمية ألا يعرقل الممرات البحرية الدولية أي عقبات، ولكن عبر اقتحام بوابة المياه الإقليمية الصينية بهذا الأسلوب ودون دعوة، تُجبر الولايات المتحدة وحلفاؤها الصين على طردهم، ورغم أن أفعالهم هي التي تتسم بالجموح، إلا أنهم يحدوث جلبة كبيرة حول مدى عدوانية الصين.

ترتبط حسابات الولايات المتحدة لمخاطر ومنافع مثل هذه الاستفزازات العسكرية بإحساسها بالهوية وشعورها بعدم الأمان عندما تعمل على فرض نفوذها على جيرانها، بدل أن ترغب في الانخراط في الشؤون الإقليمية بطريقة بناءة.

وقد وجدت الولايات المتحدة في المملكة المتحدة شريكاً راغباً في التواطئ معها، وهي التي أوقعت نفسها في شراك البريكسيت وتسعى الآن جاهدة للحصول على كتف تتكئ عليه، ويفضل أن يكون كتفاً سيمد يده إلى محفظته ليقدم ما لديه كعربون شكر.

وبدل أن يستعرضا قوتهما في مياهٍ تبعد آلاف الأميال ويثيرا ضوضاء غير ضرورية، كان من المستحسن على كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أن ينشغلا بشؤونهما الخاصة، ففي النهاية، يُظهر إغلاق الحكومة التاريخي في الولايات المتحدة وفشل بريطانيا في خروجها من الاتحاد الأوروبي أن لديهما كثير من المشاكل ليحلاها في بلدهما.

لقد أوضحت الصين أنها لن تتراجع قيد أنملة في وجه الولايات المتحدة وحلفائها الذين يُكشرون عن أنيابهم ويزمجرون تذمراً وبنفاقِ من سلوك الصين.

وهناك إجماع في المنطقة على أن تدخل القوى الخارجية في الشؤون الإقليمية هو التهديد الأكبر للسلام والاستقرار، كما أنه يُخلِّ بالنظام بشكل متعمد كالعادة.

وعبر وضع اللمسات الأخيرة على مدونة قواعد السلوك الخاصة بتلك المياه، وتعزيز التعاون في تطوير الاقتصاد البحري والبحث العلمي والتنبؤ بالطقس وعمليات البحث والإنقاذ البحري وعمليات مكافحة القرصنة، باستطاعة الصين ودول أخرى في المنطقة ضمان ألا يُحقق هذا التدخل الخارجي مآربه بإحداث اضطراب وانشقاق في المنطقة.

افتتاحية صحيفة “تشاينا ديلي”

ترجمة:  علاء العطار

المصدر:

http://www.chinadaily.com.cn/a/201901/17/WS5c40748ea3106c65c34e5198.html