سلايدسورية

جبهات متزامنة وانتهاء “سورية المفيدة”.. “الطيبة” في مرمى النيران و”عقيربات” تختنق

في آخر تطورات معركة البادية التي تمتد على مساحات كبيرة ويتبع فيها الجيش العربي السوري وحلفائه تكتيك “الجبهات المتزامنة”، استعادت قوات الجيش والحلفاء بلدات:  تل الأصفر، ضهور المملحة، رسم العمالي، رجم الشيح، سوح الديلج، قربة، وادي الأوج شمال مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي.

خريطة التطورات الصادرة عن “الإعلام الحربي المركزي” حول انتشار قوات الجيش والحلفاء تظهر أن القوات تتجه نحو الإطباق على مدينة الطيبة التي تفصل وقد تكون هي نقطة التقاء القوات المتقدمة من السخنة والقوات المتقدمة من محيط جبال الكدير (تفصل بين قوات الجيش المتقدمة من الجانبين مسافة أقل من 25 كلم)، وعند الالتقاء يتم تقطيع المساحات التي كان يسيطر عليها تنظيم “داعش” الإرهابي في السابق.

تزامن الجبهات يمنح زخما كبيرا للمعارك ولا يترك العدو فرصة تنسيق وتجميع وقاته، وبهذ الطريقة يتغلب الجيش على الصعوبات اللوجستية التي يفرضها تباعد المدن والبلدات المحررة وانتشارها على مساحات واسعة.

بالتركيز على “معركة الوسط” بين دير الزور وريف حمص الشرق وريف حماة الشرقي يبدو أن الجيش يحقق أهدافا تكتيكية واستراتيجية في الوقت ذاته.

من الناحية التكتيكية، يمكن اختصار الأهداف المتحققة بـ: خنق الجيوب الأميركية التي باتت تنتشر في أكثر من نقطة في البادية بدءا من جيب “التنف” ومنع تقدم أدوات واشنطن العسكرية غرب الفرات، كذلك تأمين المطارات العسكرية القريبة، واستعادة حقول النفط والغاز، والسيطرة على الطرق الرئيسية الرابطة بين المحافظات في وسط وشمال شرق سورية، تأمين شريان حلب، وصولاً إلى فك الحصار عن مدينة دير الزور وسكانها وحاميتها.

في هذا السياق، تبدو معركتين فاصلتين تلوحان في الأفق بالتزامن مع التركيز على فك الحصار عن دير الزور، هما معركة الطيبة ومعركة عقيربات التي تعتبر واحدة من أهم قواعد تنظيم داعش الإرهابي على الإطلاق، ويكفي للتدليل على ذلك بالتذكير بدور هذه القاعدة في احتلال التنظيم لمدينة تدمر في المرتين، ودورها باحتلال جزء من ريف حماه الشرقي، وقطع طريق حلب عبر أثريا- خناصر لعدة مرات… لهذا، يعتبر تحرير هذه المدينة هدفا تكتيكيا بارزا في معركة البادية.. لأسباب يحددها الخبراء الميدانيون بـ:

  • تقطيع من الجيب الممتد على شكل مستطيل تقريباً من محيط “السخنة” وحتى “حويسيس” ومن جبال الكدير (القدير) وصولاً إلى خط البترول شمال شرق عقيربات.
  • تأمين أجنحة القوات (الميمنة والميسرة) عند بدء التقدم نحو دير الزور
  • تطهير مساحة تقدر بـ11 ألف كم مربع تقريبا من الوجود الداعشي.
  • القضاء على نخبة من أخطر قادة “داعش” الأجانب والإقليميين.
  • سحق وتدمير أكثر مواقع “داعش” ومخازنها ومعسكراتها وقيادتها… تحصينا وخطورة وضخامة.
  • تطهير ريفي حماه وحمص الشمالي-الشرقي بشكل نهائي من الوجود الإرهابي.
  • تأمين أبار النفط والغاز وخطوط نقلها ومحطات ضخها الموجودة في المنطقة.
  • إراحة الجيش العربي السوري وحلفائه من أعباء الانتشار الممتد على طول خطوط المواجهة لهذا الجيب.
  • توفير قدرات وقطاعات عسكرية هائلة ستساهم في معركة دير الزور وما خلفها.
  • السيطرة على عقد الطُرق، وتأمين الطرق الرئيسية… مثل طريق الرصافة – أثريا- السلمية في محافظة حماة، وطريق حلب-الرقة، والأهم طريق تدمر-السخنة-دير الزور.

ومن الناحية الاستراتيجية، فإن معركة البادية بحد ذاتها والانتصارات المتحققة والتي ستتحقق لاحقا تنهي وإلى الأبد مقولة “سورية المفيدة” التي حاول دعاة التقسيم الترويج لها بهدف تهيئة الرأي العام وقبوله بالتقسيم، حيث تنتهي هذه المقولة بمجرد إعادة ربط المنطقة الوسطى والساحلية بعمق المنطقة الشرقية وتصفية الوجود الإرهابي الداعشي فيها.

البعث ميديا || وحدة الرصد