الشريط الاخباريسلايدسورية

السيد نصر الله: الجيش السوري هو من يقاتل في القلمون وتدخلنا محدود في سورية

أكد  السيد حسن نصر الله إلى أن “موقف حزب الله من الملف السوري تدرج ومنذ بداية الأزمة تريثنا ريثما تنجلي حقيقة الصورة وما يجري هناك”، وأضاف “عندما بدأت الإحداث بسوريا كنا نحاول توظيف صداقاتنا لتجنيب سوريا وكل القوى في المنطقة الذهاب في المسار الذي حصل”، ولفت الى انه “بطريقة غير مباشرة تواصل حزب الله مع الدول التي تدعم بعض المجموعات المسلحة في سورية في محاولة لتجنيب سورية كل ما يحصل فيها”.

وأوضح السيد نصر الله “تواصلنا في الوقت نفسه مع القيادة السورية ولقينا تجاوبا كبيرا من الرئيس الأسد فيما يتعلق بالإصلاحات”، وأضاف “رغم كل ذلك لم يبقى اي من اطراف المعارضة في سوريا وبعض قيادات الإخوان وبعض الجهات المتطرفة كلها قامت بتهديدنا”، وتابع “مع ذلك في بداية الأحداث بسوريا أصدرنا موقفا بالدعوة للحل السياسي وتجنب الخيار العسكري لكن منذ البداية كان هناك قرار عند دول كبرى وأخرى في المنطقة باسقاط النظام في سوريا عسكريا”.

لافتا الى انه “في البلدات التي يسكنها لبنانيون في منطقة القصير عندما كان هناك وجود للجيش السوري لم نتدخل لكن عندما اضطر الجيش للانكفاء اهل المنطقة لجأوا الينا وكان هناك 30 الف لبناني امام خيارين اما ترك قراهم واما ان يأخذوا قرارا بالدفاع عن قراهم واخذوا القرار الثاني”، واضاف ان “الدولة اللبنانية قصرت بحق اللبنانيين في قرى ريف القصير فأخذ سكانها قرار الدفاع عن أنفسهم”.

واشار الى ان “الدولة اللبنانية تركت الحدود مفتوحة واغلب السلاح الذي دخل الى المسلحين في القصير كان يدخل من البقاع والشمال”، واكد ان “الذي دعا حزب الله للدخول الى ريف القصير هو وجود مخطط لاجتياح هذه القرى من قبل المسلحين”، واوضح “ارسلنا في البداية 40 الى 50 فردا فقط الى منطقة السيدة زينب لمساعدة من كان هناك للدفاع عن المقام”، ولفت الى ان “هدم مقام السيدة زينب (ع) من المسلحين لكان تسبب بفتنة في المنطقة”، ولفت الى ان “عشرات اللبنانيين قُتلوا مع المسلحين في سوريا ولم يتم الاعلان عن ذلك ولكن نحن نعلن عن شهدائنا ونفتخر بهم ونشيعهم في وضح النهار”.

مؤكدا ان “تدحرجنا في سوريا كان منطقيا وواقعيا ولم ندخل الى سوريا بقرار إيراني بل بقرار ذاتي وما قيل عن طلب ايراني منا للتدخل غير صحيح”، ولفت الى ان “الصورة التي التقطت له مع الإمام السيد علي الخامنئي تعود إلى عامين قبل معركة القصير”، واشار الى ان “صحة للكلام عن ان النظام السوري سحب جيشه لاستدراجنا للتدخل بل ان واقع الجيش السوري وطبيعة المنطقة دفعاه الى الانكفاء عن بعض المناطق”.

وحول تأثيرات الازمة السورية على الوضع الامني في العراق ولبنان، اوضح السيد نصر الله انه “منذ بدء الاحداث السورية زادت الاعمال الامنية في العراق فأغلب المناطق الحدودية والقرى والمدن السورية المحاذية لحدود العراق سيطرت عليها الجماعات المسلحة وتحولت الى معسكرات وتم ارسال السيارات المفخخة الى العراق”.

وسأل السيد نصر الله “اذا سقطت سوريا بيد الجماعات المسلحة ما هو مستقبل لبنان؟”، واشار الى ان “السيارات التي انفجرت بلبنان جاءت من يبرود والنبك عبر عرسال وجرودها ولو سيطر المسلحون على المناطق الحدودية مع لبنان لكنا عرضة لعشرات السيارات المفخخة”، ولفت الى انه “تم العثور على 3 سيارات مفخخة معدة للإرسال إلى لبنان في بلدة النبك السورية”، وتساءل “اذا سقطت سوريا في يد الجماعات المسلحة ما هي الضمانات التي فريق 14 آذار تقدمونها للبنانيين؟”.

وأكد السيد نصر الله انه “سيأتي يوم نُشكر فيه على تدخلنا بسوريا”، ولفت الى ان “نسبة التأييد عند الشعب اللبناني لتدخلنا في سوريا اعلى من نسبة التأييد لحركات المقاومة من 1982 الى التسعين”، واضاف ان “سعد الحريري وعقاب صقر متورطان في إرسال مقاتلين وسلاح الى سوريا”.

وحول حجم التدخل المباشر لحزب الله في سورية، لفت السيد نصر الله الى ان “هناك الكثير من المبالغات في لبنان حول حجم التدخل العسكري لحزب الله في سوريا”، وأكد ان “محافظات درعا والسويداء والقنيطرة ودير الزور وشمال حلب وشمال ادلب ليس فيها اي مقاتل من حزب الله”، وأوضح “تواجدنا بسوريا ينحصر في دمشق وحمص والمناطق المجاورة للبنان”، واضاف “وجودنا له اهمية بسوريا وهو عامل مساعد ولكن على قاعدة البحصة التي تسند الخابية”، واشار الى ان “من يقاتل في سوريا من جانب النظام هم الجيش وقوات الدفاع الوطني والجيش السوري هو من يقوم بالعمليات اليوم في القلمون اضافة الى قوات الدفاع الوطني”.

ورأى السيد نصر الله انه “نسبة لطبيعة المعركة في سوريا والتهديد اعتقد انه سقط لحزب الله شهداء اقل مما كنا نتوقع”، وأكد انه “ليس هناك اي اسير لحزب الله في سوريا ولكن هناك اجساد شهداء تم اسرها ونحن لا نتركها”، واستغرب ان “بعض صحف 14 آذار قالت إن 600 مقاتل من حزب الله قتلوا بالغوطة وهذه امانيهم”.

وبالنسبة للحل في سورية، أكد السيد نصر الله ان “إسقاط النظام عسكريا انتهى والعالم يريد الذهاب إلى حل سياسي ولا يزال هناك عقدة السعودية فهي ما زالت مصرة على القتال حتى آخر قطرة دم ولا تتحمل اي حل سياسي”، ورأى انه “حتى يحين موعد جنيف -2 هناك دفع إنتحاري سيكون مصيره الفشل كما فشل في غوطة دمشق”، واشار الى ان “الشعب السوري يعاني اليوم من المقاتلين من خارج سوريا والذين يحملون فكرا إلغائيا”، ولفت الى ان “أغلب الدول الاوروبية والعربية تعيد فتح الخطوط مع النظام السوري”، واعتبر انه “لا بد من حل سياسي يصنعه السوريون انفسهم”، واضاف انه “لو كان النظام السوري يستند الى القوة العسكرية فقط لما صمد 3 سنوات وهناك قاعدة شعبية كبيرة يستند اليها”.

وحول الوضع اللبناني الداخلي، قال السيد نصر الله إنه “منذ العام 2005 البعض في لبنان يتحدثون عن سلاح المقاومة ويأخذونها كشمّاعة واليوم التدخل في سوريا يتخذ كذلك”، واضاف “لا اعتقد ان ما يجري في لبنان بسبب تدخل حزب الله في سوريا بل بسبب مشروع كبير في المنطقة”، وذكّر انه “قبل تدخل حزب الله في سوريا كان تحصل جولات من القتال في طرابلس”، وتابع “لو لم نتدخل في سوريا لكان هناك 30 او 300 سيارة مفخخة بدل 3 سيارات”.

واوضح السيد نصر الله “نحن قللنا من تداعيات الوضع السوري على لبنان”، واضاف ” نصدق تبني كتائب عبدالله عزام لتفجير السفارة الايرانية وقناعتي هي أنها تحت إدارة المخابرات السعودية”، وتابع ان “المخابرات السعودية تقوم بتشغيل بعض فروع القاعدة وأنا أعتقد ان عددا كبيرا من التفجيرات في العراق تحصل تحت إدارة المخابرات السعودية”.

وذكّر السيد نصر الله ان “حزب الله أول من دان تفجيرات طرابلس”، ولفت الى انه “يوم التفجيرات في طرابلس كنت اشد حزنا من تفجيرات الرويس وبئر العبد لأنه كان واضحا ان هناك من يريد اخذ البلد الى فتنة”، واشار الى انه “حتى الىن هناك اتهام لسائق النائب السابق علي عيد بأنه نقل شخصا وهرّبه الى سوريا ولنفترض ان هذا الكلام صحيح فلا شيء يشير الى ان عيد يعلم”، واضاف ان “هناك تهم وجّهت الى الشيخ هاشم منقارة بدون أدلة ولولا تدخل اصدقاء وحلفاء الشيخ منقارة لكان اتُهم بتفجيرات طرابلس”.

وفي  الجامب الإيراني اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان شعوب المنطقة هم الرابح الأول من الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة دول(5+1). ولفت الى ان “هذا الاتفاق له آثار وتداعيات مهمة جدا على المنطقة ككل”.

ولفت السيد نصر الله الى ان “من نتائج الاتفاق النووي الايراني ودول (5+1) انه دفع خيار الحرب الى امد بعيد”، واضاف “عندما أتحدث هنا عن الحرب أقصد الحرب الغربية او الاميركية وحتى الاسرائيلية على ايران لذلك فالرابح الاقوى من هذا الاتفاق هو شعوب المنطقة من خلال استبعاد خيار الحرب”.

وقال السيد نصر الله إن “هذا الاتفاق كرّس تعدد الاقطاب في العالم وهذا يعني عدم تفرد قطب واحد بالعالم أجمع ولا حتى قطبين وهذا يفتح باب للمناورات وإعطاء هوامش للتحرك في كثير كمن المجالات”، واوضح ان “هذه الاقطاب يوجد بينها تناقضات او مصالح مما يعني امكانية استخدام قطب بوجه قطب وهذا ينتج حلول في كثير من الاماكن”.

واشار السيد نصر الله الى ان “هناك جهات إقليمية ودولية كانت تدفع خلال السنوات الماضية باتجاه خيار الحرب من ايران وكان لخيار الحرب عليها تداعيات خطيرة على المنطقة لكن ايران ليست دولة ضعيفة او معزولة”، واضاف “لا اعتقد ان اسرائيل قد تقدم على قصف المنشآت النووية في ايران دون ضوء اخضر اميركي”.

ولفت السيد نصر الله الى ان “ذهاب العالم الى قيادة متعددة الاقطاب يمنع الهيمنة والاستبداد الدولي وهذا يعطي فسحة لدولة العالم الثالث”، ورأى ان “هناك تحولات كبيرة في السياسة الاميركية في المنطقة والعالم”، وذكّر ان “الحرب الاميركية على العراق فشلت وفي افغانستان وصلت اميركا الى حائط مسدود وفي لبنان وغزة فشل مشروع الشرق الاوسط الجديد وحتى الآن فشلوا في سورية اي ان الاميركي فشل في كل المنطقة”.

واعتبر السيد نصر الله ان “الاتفاق النووي مرحلي لكن البعض سارع للقول ان الاتفاق بين ولي الفقيه والشيطان الاكبر”، واكد ان “ايران صمدت بوجه العقوبات ولم يستطع الاميركي اسقاط النظام في ايران واليوم هناك واقع اوروبي وأميركي جديد والولايات المتحدة لا تريد ان تذهب الى حرب وهي تعبت من الحروب”.

واوضح السيد نصر الله ان “الايرانيين اصروا على ان يكون التفاهم على الملف النووي فقط وهم من طلب حصر النقاش بالموضوع النووي وتأجيل البحث في الملفات الأخرى”، واضاف “بحسب معلوماتي فإن الأميركيين كانوا جاهزين لفتح ملفات أخرى في المفاوضات مع إيران”، واعتبر انه “من المبكر جدا ذهاب إيران نحو تطبيع العلاقات مع اميركا لان هناك الكثير من الملفات العالقة”، ولفت الى ان “هناك تحولا عند الاميركي لكن الايراني لا زال حيثما كان”، واكد ان “الموقف الايراني من اسرائيل حاسم ولم يتغير”.

وقال السيد نصر الله إن “جوهر الموقف الإيراني يقوم على طمأنة دول الخليج بأن التفاهم مع واشنطن ليس على حسابها”، وذكّر ان “ايران لم تقطع يوما العلاقات مع جيرانها ولكن المشكلة عند الفريق الآخر”، ولفت الى ان “ايران منذ سنوات تسعى لفتح الابواب مع السعودية وللتحاور ولكن كل المحاولات لفتح الابواب فشلت”، واشار الى ان “السعودية هي التي تقفل كل الابواب وحصلت مبادرة وساطة باكستانية قبلتها ايران لكن السعوديين رفضوها وقبل وفاة الامير نايف زار وزير الامن الايراني السعودية والتقاه وكان يحاول خلق جو للتفاهم لكن الجو كان سلبيا مئة بالمئة”.

ورأى السيد نصر الله ان “مشكلة السعودية هو أنها تعاطت منذ البداية مع إيران على أنها عدو والسعودية لا تمتلك جرأة الذهاب إلى حرب لكنها تخوض بالمال حروبا بالواسطة”، واضاف ان “الحرب السعودية على ايران لم تهدأ منذ العام 1979″، وشدد على ان “مشكلة السعودية مع ايران ليست مذهبية والدليل ان السعودية سابقا كانت لديها مشكلة مع مصر ومع اليمن ومع سوريا”، واوضح ان “كلام الوليد بن طلال ليس رأي اهل السنّة والجماعة”، وأسف ان “السعودية لا تقبل شريكا او صديقا بل تريد ان تكون كل دول المنطقة العربية تابعة لها”.

وحول العلاقة بين قطر وحزب الله، قال السيد نصر الله “استقبلت في الفترة السابقة موفدا قطريا حيث ان قطر في الآوانة الاخيرة ربما تعيد النظر بموقفها في المنطقة واستراتيجيتها”، واضاف “بحثنا مع قطر في العمل للحل السياسي في سوريا ثم تكلمنا عن ابعاد لبنان عن المشاكل”، وتابع “بقي خط بيننا وبين قطر دائما رغم اننا مختلفون في السياسة”، واكد ان “الخيار العسكري في سوريا غير مجدي واسقاط الوضع القائم غير مجدي لذلك أدعو كل الدول التي لها علاقة بما يجري في سوريا للعمل لحل سياسي”.

وحول العلاقة مع تركيا، اوضح السيد نصر الله “لم تنقطع اتصالاتنا مع تركيا وكانت تحصل لقاءات مع السفير التركي في لبنان ولا شيء جديد بعلاقتنا معهم ونحن ما زلنا مع الاتراك على ما كنا عليه”، ولفت الى ان “تركيا تضررت خارجيا وداخليا في الموضوع السوري”، واضاف ان “تركيا قبل الازمة السورية كانت علاقتها جيدة مع كل دول المنطقة سواء ايران وسورية والعراق وكذلك مع كل محور المقاومة وكل مصالحها في كل المجالات كانت تسير بشكل ممتاز”، واشار الى ان “هناك محاولة واضحة من الاتراك بعد تطورات سوريا لاعادة ترتيب العلاقات”.

وحول العلاقة الاميركية الاسرائيلية، قال السيد نصر الله ان “الولايات المتحدة الاميركية ملتزمة قطعا بمصالح إسرائيل لكن هناك مصالح أميركية لها الأولوية”، ورأى ان “مسار التفاوض مع العدو الإسرائيلي لم يوصل إلى الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية”.

وحول علاقة ايران بالمقاومة، اكد السيد نصر الله ان “موقف ايران من المقاومة وفلسطين لن يتغير وكذلك موقفها من إسرائيل لانه موقف عقائدي لا يتغير وهو غير قابل للتعديل”، واشار الى ان “ايران دولة اقليمية كبرى وهي الاشد تأثيرا بالمنطقة اليوم وهي تتشاور معنا وهناك أمور قد تتبنى رأينا بالكامل”، وأضاف “إيران أخذت ما تريد بالاتفاق حول الملف النووي وهو لن ينعكس سلبا على سوريا ولا على لبنان”.

وقال السيد نصر الله “نحن في الملفات الداخلية لا نسأل إيران ولا نستأذنها وايران تريد ان يتفاهم الناس في لبنان مع بعضهم وان لا ينجر لبنان لحرب”، وتمنى “لو ان علاقة 14 آذار بالسعودية هي كما علاقتنا بإيران فعندها بالتاكيد ما كان هناك مشكلة في لبنان”.

البعث ميديا –  وكالات