ثقافة وفن

الشاهر: الأزمة في سورية لها تأثيرها على النطاق الإقليمي

نظراً لأهميته البالغة في فهم حقيقة ما يجري ووضع استراتيجيات تجابه المخاطر التي تطال الدول العربية من جهة، ولضغط الأحداث في المنطقة من جهة أخرى فقد أعاد البحث والتحليل السياسي إلى الواجهة.

وحتى يكون البحث السياسي أقرب للموضوعية يؤكد الدكتور والباحث شاهر الشاهر ضرورة أن تأخذ القراءة السياسية بعين الاعتبار المتغيرات الدولية وقراءة المحلل السياسي لها رغم أنها قد تخضع أحيانا لعوامل ذاتية يصعب ضبطها.

ويرى الشاهر أن العلوم السياسية فرع من فروع العلوم الإنسانية ومنهج بحثها من حيث المبدأ لا يختلف عن منهج البحث في العلوم الإنسانية ولكنه يختلف في أدوات التحليل ووحداته.

وعن الخطوات التي يجدر بالباحث القيام بها لدى دراسة أزمة أو ظاهرة سياسية يقول مؤلف كتاب (الدولة في التحليل السياسي المقارن): “أهم عنصر في التحليل هو تحديد الفواعل والباحث الجيد هو الذي يحقق معادلة عمق الأفكار وبساطة الأسلوب كما على الباحث السياسي أن يتصف بالحصافة في قراءة المشهد والحساب الدقيق للمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية”.

كما يرفض مدير المركز الوطني للبحوث والدراسات اعتماد بعض الباحثين على وسائل الإعلام في قراءة المشهد السياسي لأن وسائل الإعلام برأيه لم تعد ناقلا للحدث بل صانع له وتسارع في كثير من الأحيان إلى تحويل الحدث لقضية.

ولا بد للعامل الذاتي برأي الشاهر أن يحضر عندما يتعامل الباحث السياسي مع الأزمات داخل بلاده مهما حاول توخي الموضوعية والضبط في العوامل غير أنه يشير إلى أن الباحث قد يدرك عوامل دقيقة ومؤثرة داخل المشهد في بلاده ستغيب عنه عند لدى دراسة ظاهرة في بلاد أخرى.

وعن الحرب على سورية من وجهة نظر التحليل السياسي يقول مؤلف كتاب (السياسة الخارجية السورية 2000-2010): “كما استوعبت الأزمة السورية كل الضغوط الاقليمية في المرحلة السابقة فإن مخرجاتها ستؤثر على كل النطاق الاقليمي وأكبر انتصار في الحرب على سورية هو بقاء الدولة السورية حيث فشلت أدوات الحرب في تقسيمها أو إنهاء وجودها”.

وحول الدور الأمريكي بدعم تيارات التطرف الديني في سورية والمنطقة يلفت مؤلف كتاب (أولويات السياسة الخارجية الأمريكية بعد أحداث 11 أيلول) إلى محاولة الولايات المتحدة إشعال فتيل الصراعات والنعرات في المنطقة وتغذيتها مادياً وإعلامياً وسياسياً وعسكرياً سعيا منها لاستمرار الصراعات لأطول فترة ممكنة إضافة إلى تحريض قنوات إعلامية لنشر وبث سموم الفكر التكفيري.

ويؤكد تعدد التنظيمات الإرهابية التكفيرية في سورية بحسب الشاهر على المخطط الغربي المراد لهذا البلد عبر تسليح هذه التنظيمات وتغذية الصراع فيما بينها لتأجيج الحرب ودفعها إلى نقطة لا رجعة منها.

ويدعو الشاهر في مرحلة ما بعد الحرب لأن تمارس النخبة الأكاديمية مهمتها في إنتاج الخطاب وبناء الاستراتيجيات ولا سيما في قطاع التربية والتعليم لبناء المواطن الممتثل لقيم المواطنة الحقيقية والاستفادة من التاريخ ومن تجارب البلدان الأخرى التي استطاعت بالتربية تجاوز كل الظروف التي مرت بها.