أخبار البعثالشريط الاخباريسلايد

«الشهادة والشهداء في عيون السوريين» عنوان ملتقى البعث للحوار

أكد المشاركون في ملتقى البعث للحوار أن الشهادة مدرسة تربوية وأخلاقية وجسر للعبور نحو الانتصار وأن ما يقدم لذوي الشهداء لا يمكن أن يعادل أبدا ما قدمه أبناؤهم من تضحية وبذل وعطاء مشددين على أهمية ترسيخ معاني وقيم الشهادة والوفاء بين أبناء الشعب السوري.

ورأى وزير الإعلام عمران الزعبي في كلمة له أمام الملتقى الذي يقيمه فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي تحت عنوان “الشهادة والشهداء في عيون السوريين” في قاعة السابع من نيسان بمقر الفرع “إن الشهداء هم سبب وجود سورية واستمرارية الحياة فيها” وأنه لا يوجد تضحية ووفاء اكثر مما قدموه من أجل عزة الوطن وكرامته.

وقال الزعبي “إن سورية كانت سباقة على غيرها من الدول في الانتباه إلى دور الشهادة في المجتمع وتقديم العون والمساعدة لعائلات الشهداء” مؤكدا في الوقت ذاته أنه مهما بلغ ما يقدم لعائلاتهم من عطاء إلا أنه لا يمكن أن يعادل حجم التضحية التي قدمها أبناؤهم.

وأشار وزير الإعلام إلى أن العدوان على سورية كان مدبرا ومبيتا ومستترا منذ بدايات الأزمة وسرعان ما أصبح علنيا ومفضوحا موضحا أن الشهداء الذين ارتقوا منذ بدايات الأزمة حتى اليوم لم يكونوا ليتمركزوا في الخطوط الأولى للدفاع عن وطنهم “لولا قيم التربية والعقيدة والإيمان والأخلاق وحب الوطن التي تشكل بنيتهم الفكرية”.

من جانبه أكد سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون في كلمته أن المتآمرين على سورية” خططوا لتمزيقها وتقسيمها إلى كانتونات واثنيات منذ أن رفع حزب البعث العربي الاشتراكي في سورية شعاره العظيم “أمة عربية واحدة” ” مبينا أنه سبب رئيسي وراء الثمن الكبير الذي دفعته سورية باستشهاد أبنائها في الحرب التي فرضت عليها.

وأوضح حسون أن ثقافة الشهادة هي ثقافة عقائدية منذ بداية الخليقة وحتى اليوم ويجب التركيز عليها أكثر من ذي قبل ولا سيما أن المتآمرين حاولوا التشكيك بها عقائديا وروحيا وسياسيا مؤكدا أن “الثقافة الدينية تنظر إلى قضية الشهادة نظرة سامية لا يفوقها نظرة وأن الشهادة تمثل حياة فورية للشهداء منذ لحظة استشهادهم فمن يطلبون الموت توهب لهم الحياة”.

وأشار حسون إلى الحاجة الماسة لتكريس ثقافة الشهادة في جميع نواحي المجتمع من مدارس وجامعات وغيرها وأن واجب المجتمع تجاه ذوي الشهداء يجب أن يسبق واجب الدولة تجاههم موضحا أن ما شاهده ولمسه من قيم الإيثار والتضحية والعطاء في سورية هو ما جعلها تصمد وتبقى في مواجهة أعدائها.

وفيما يتعلق بالدول الداعمة للإرهاب في سورية رأى حسون “أن قرار هذه الدول الصغيرة التي تدعي أنها عربية ليس بيدها وإنما هو موجود في السفارات الأجنبية” خلافا لسورية التي تمتلك بنفسها قرارها السيادي والحر والمستقل مبينا أن “من يحكمون الناس باسم الدين مخطئون في ذلك إذ لطالما كانت العلمانية خادما للدين وليس العكس”.

من جانبها تحدثت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة سابقا عن أن اللغة العربية رفعت من معنى الشهادة والشهداء إلى أعلى مكانة حيث لا تعلوها ولا تفوقها أي معان أو قيم موضحة أن الشهادة فعل لا يضاهيه بالسمو فعل وعمل أخلاقي ومعنوي لا تضاهيه قيمة والشهيد إنما يقدم للمجتمع دروسا عملية في التضحية والحب هو المادة والمثل فيها.

وأكدت مشوح أن الشهادة مدرسة تربوية وأخلاقية وجسر لعبور سورية نحو الانتصار داعية إلى تمثل القيم النبيلة والمحبة الخالصة التي تجسدها الشهادة في المجتمع والاقتداء بالشهداء من خلال احترام الواجب والإخلاص في العمل كل فرد في اختصاصه سواء كان طبيبا أو فنانا أو رجل دين.

وبينت مشوح أن من حق الشهداء على السوريين احترام نهجهم وسلوكهم الذي أفضى بهم إلى الشهادة والوقوف وقفة ضمير من خلال بناء الدولة وترسيخ القيم الخلاقة في المجتمع وإرساء دولة القانون والمؤسسات مبينة أنه كان للإنسان النصيب الأكبر من الأذى الذي تسببت به الحرب الهمجية التي شنت على سورية والمرأة أكبر المتضررين حيث كابدت الآلام والمصاعب وما زالت صامدة مرابطة إلى حين انجلاء الأزمة.

بدوره تناول نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان بعض التجارب والقصص التي تبين دور الشهادة في المجتمع مؤكدا أن الحرب الكونية الظالمة التي تشن على سورية تستهدف وحدة أبنائها وتلاحمهم وقرارها الحر المستقل و تستهدف أيضا الحجر والبشر والتاريخ وحضارة سورية الضاربة في القدم وتدل على فكر تلمودي صهيوني حاقد يستهدف دورها المقاوم والممانع في المنطقة.

وكرم المشاركون في ختام الملتقى عددا من أهالي وذوي الشهداء.

حضر الملتقى أعضاء قيادة فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي ورؤساء المنظمات والاتحادات الشعبية والمهنية وحشد كبير من الحزبيين والمواطنين.