قصة بطولة

الشهيد عبد الرحمن العبد.. «هاد وطني ياخيو وما أبيعو بالدهب»

الشهيد المجند عبد الرحمن العبد من ريف حلب استشهد في منطقة المسمية بريف درعا بتاريخ 18/12/2012 حين تعرضت وحدته العسكرية لهجوم إرهابي بأعداد هائلة.

كان الشهيد مع 4 من رفاقه في نقطة حراسة متقدمة في الساعة الخامسة والنصف فجرا حين قام عدد من الإرهابيين يزيد عددهم عن ألف وخمسمئة مسلح بالهجوم على القطعة العسكرية في المنطقة، وقد تعرضت النقطة التي كان الشهيد بها لهجوم بالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون وكان عدد الإرهابيين الذين هاجموا النقطة يزيد عن مئة يقابلهم خمسة عسكريين.

قاوم الشهيد عبد الرحمن ورفاقه ببسالة وعندما نفذت ذخيرة رفاقه رفض الشهيد الانسحاب من نقطته وآثر البقاء وتغطية انسحاب رفاقه بآخر الطلقات المتبقية معه… ونجح في ما أراد فرفاقه وصلوا إلى نقطة الحراسة التي تقع خلفهم ليتابعوا من تلك النقطة الاشتباك مع العناصر الإرهابية والتصدي لهم.

وبقي البطل عبد الرحمن يقاوم المسلحين لوحده أكثر من عشرين دقيقة… حتى تعرض لطلق ناري في ساقه اليسرى وآخر في صدره.

يروي الرقيب أول محمود، أحد بواسل الجيش العربي السوري الذين شاركوا في التصدي للهجوم على قطعتهم العسكرية، يروي عن الشهيد عبد الرحمن إقدامه وإيمانه العميق بالوطن وترابه الغالي… وأن عبارته التي كان يرددها دوما قبل استشهاده: “هاد وطني ياخيو.. وما أبيعو بالدهب”.

وعن المعركة، يستطرد الرقيب أول محمود: “عندما استطعنا رد هجوم المسلحين على نقطتنا، اتجهت ومن معي لتحرير النقطة التي كان فيها الشهيد… وبعد اشتباك استمر بعض الوقت وصلنا إلى النقطة، لكن الشهيد أحمد كان قد صعد للسماء”، مضيفا: “كنت أول من رآه… مبتسما وعيناه لاتزالان مفتوحتان ويضع كعادته (سُلُك) أحمر اللون على رأسه. أغمضت له عينيه ثم حملنا جثمانه إلى داخل المعسكر”.

الجدير بالذكر، والحديث للرقيب أول محمود، أن الشهيد تحدث مع أمه قبل يوم من الهجوم وقالت له أنها خطبت له إحدى بنات القرية فقال لها: “بس الله يسر ونرجع منتصرين”.