ثقافة وفن

الطفولة والتراث والطبيعة.. في مشروعات خريجي “أدهم إسماعيل”

هيمنت الواقعية المدهشة على مشروعات خريجي معهد أدهم إسماعيل التي عُرضت في صالة المركز الثقافي العربي-أبو رمانة- ليس لموضوعات لوحاتهم فقط، وإنما لظاهرة البورتريه وتجسيد أشخاص موجودين فعلاً سواء في دائرة الأسرة أم من المحيط، فتناولت جوانب تربوية وأخلاقية وتأملية مثل لوحة الابن والأب، ولوحة الطفلة التي تقرأ للتشجيع على القراءة، ولوحة الرجل الذي يطالع كتاباً وبجانبه فنجان القهوة، لتشغل الطفولة بصورمختلفة حيزاً من المعرض لاسيما الطفولة المشردة المعذبة، لينتقل مشهد الواقعية إلى تجسيد أجزاء من المنزل الدمشقي في لوحة تتبعها لوحات عدة تصورأماكن من باب الجابية وسوق الصالحية وباب مصلى والتكية السليمانية، لتمتد تلك الواقعية إلى التراث المادي للأشياء البسيطة لبعض المهن اليدوية ودلة القهوة.
وفي جانب آخر أفردت مساحة لمشاهد الطبيعة والورود، والملفت أيضاً لوحة تصورآلام الفقد بحضورالأم والابن وصورة الأب إيماءة إلى الحرب السورية، ليأخذ هذا المشهد الإنساني صورة ثانية بتجسيد آلام الحرمان بفقد الأم.
وقد توقفت البعث ميديا مع المشاركة منيرة شياح التي جسدت بلوحاتها مشهداً جماعياً لمجموعة المولوية تتبعها بلوحة إخرى لرقصة إفرادية لأحدهم، وكما ذكرت فإنها أرادت توثيق التراث الدمشقي الشعبي من خلال صور المولوية معتمدة على ألوان واقعية واختارت الإضاءة المظلمة لتظهرمناجاتهم الخالق وروحانياتهم، مستخدمة الريشة وألوان الزيتي دون أية لمسات انطباعية.
أما المشاركة لمى قباني فاختارت الورود بألوان زاهية لتعبّر من خلالها عن إحساسها بالحياة مستخدمة تقنية ضربة السكين بإظهار كثافات لونية بارزة مع الريشة لتجسيد صورمن الطبيعة الصامتة بشكل لطيف.
في حين شاركت منال أرنورس برسم وجه طفلة يشاركها الحمام في الجانب الآخرمن اللوحة، وأوضحت بأن الطفولة تعبّرعن الأمل وعن الاستمرارية بالحياة، استخدمت الألوان القاتمة ألوان الحزن ثم تأتي الإضاءة تعبيراًعن التفاؤل بغد أفضل تترافق مع ابتسامة الطفلة، وأضافت أرنوس بأنها تعرفت إلى كثيرمن الأطفال حتى اختارت هذه الطفلة لتكون محور لوحتها، أما عن الكثافات اللونية في مواضع فبيّنت بأنها مسحات لونية انطباعية تعبّرعن تعاطف المجتمع مع الطفولة.

البعث ميديا || ملده شويكاني