الشريط الاخباريثقافة وفن

الفنان طلال معلا يعود إلى اللاذقية ويعلن انتهاء زمن الصمت

بعد خمسين عاما حبلى بالمعارض الفنية عاد الفنان السوري العالمي طلال معلا إلى مسقط رأسه مدينة اللاذقية ليقدم معرضه الفني الأول فيها بعد أن انتقلت معارضه بين مدن وعواصم عربية وعالمية منتقيا أعمالا نفذها خلال 15 عاما الأخيرة رغبة منه في متابعة جمهور الحركة الثقافية في اللاذقية تجربته الفنية.

ورغم انقضاء هذه الأعوام على إقامته للمعارض يبقى هذا الجانب بالنسبة للفنان معلا هواية بينما الاحترافية تتلخص بالموضوعات التي يطرحها كما يقول، فهي دائما تدور حول الإنسان “وكلما اقترب من مشاكل الإنسان وقضاياه اقترب من الوجه الإنساني أكثر”.

المعرض الذي يقدمه معلا جاء بوجوه إنسانية حملتها نحو 35 لوحة بأبعاد مختلفة تصل بعضها لأكثر من 5ر1 متر. إلا أن البعد الأساسي في لوحاته كان في اقتراب الوجوه التي رسمها إلى عين المشاهد أو بعدها عنها حسب الحالات التي أراد منها إظهار القضية التي يطرحها.

وكأول معرض له في مدينته اللاذقية اختار الفنان معلا “أعمالا نفذها بالفترة بين العامين 2004 و2018 ليظهر تطور أدواته خلال هذه الفترة”، لكنها أظهرت في الوقت نفسه انعكاس الحرب التي تتعرض لها سورية على ريشة الفنان وألوانه وهو ما تشير إليه بعض لوحات نفذها زمن الحرب وتظهر بعض القسوة في الوجوه والألوان حيث أنها برأي معلا تنقل السؤال ذاته الذي يدور في ذهن المشاهد “لماذا نحن نستهدف بهذا الشكل الهمجي .. لماذا تستهدف الآثار والثقافة والمكونات الحضارية للإنسان السوري”؟.

وفي الوقت نفسه يرى الفنان أن المعرض يحمل أيضا الإجابة عن التساؤلات التي تدور في ذهن المشاهد واللوحات مع عودة الأمان لأنها “مناسبة ليقول كل مثقف قولته عن هذا الجانب”.

ويعتبر الفنان معلا أن ما يميز المعرض انتقاله من مرحلة الصمت التي سادت معارضه الـ 12 السابقة والتي لا تعني بالمطلق عنده السكوت أو الشكل السلبي للكلمة بالتغاضي عن القضايا التي نتعامل معها بقدر ما هو تأمل في الأزمة والخروج منها بشكل عام إلى مرحلة البوح مع انتهاء فترة الصمت، مبينا أن “المعرض ينتمي إلى فترة انتهاء زمن الصمت ولا بد أن نتكلم جميعا”.