ثقافة وفن

اللحية والبوتوكس.. أهم أدوات الممثل في هذا الزمن!!

شوهت النصوص الدرامية التي عرضت في السنوات الأخيرة الحالة العامة التي يعيشها العالم العربي حاليا، وللأسف حتى تاريخه. فوضى منظمة في قلب الحقائق وتزوير عن قصد.
“باب الحارة” الذي أصبحت، بقدرة مروان قاووق وبسام الملا وبرعاية “ام بي سي”، شخصياته هم الوطنيون والمجاهدون الذي حرروا سورية من الانتداب الفرنسي، أزعر وجاهل وزير نساء يدير معارك لتحرير الأرض!! الشخصيات كثيرة وباب الحارة ليس الوحيد ولكنه الأشهر للأسف!! مسلسلات تحاول ردم وسرقة التاريخ النضالي والإرث الشعبي والتطور الاجتماعي لأهل دمشق.
وإذا كان مضمون النص يناسب فئة معينة من الجمهور، الذي يطلب تقديم إطار معين تدور فيه الأحداث، فان مقولة “الجمهور عايز كدا” نجحت في إحداث مسخ في الدراما المعاصرة والفنتازية والتاريخية والكوميدية.
ولأن الجمهور عايز كدا، يظهر الممثلون معظمهم بأدوات تمثيل جديدة لم تعتدها مدارس التمثيل وهي اللحية و”تي شيرت” أو القميص الضيق وبعودة الجاكيت الجينز أو الجلد مع سروال ضيق و”زاحط” قليلاً وممزق، ليس لشيء ولكن ليظهر الممثل على الموضة.. وكأن الرجال العرب يتبعون نفس الأسلوب!! وهذا ليس صحيحا.. فبطبيعة الرجل انه عملي ويركض وراء لقمة عيشه وعيش عائلته، لباس الممثل جزئية بسيطة تفرضها ظروف وبيئة وطبيعة الشخصية، ولكن الإبهار في اختيار ممثلين لديهم قاعدة معجبين ومعجبات ليس لأدائهم بل لشكلهم الخارجي وطريقة لباسهم باتت هي المعيار للكاستينغ!!
نجد ممثل “فلان” أو “علتان” يقدم نفس الأداء في كل شخصية، وبذلك يقع في فخ النمطية والتكرار. حتى يأتي ممثل آخر ب”لوك جديد” وسن اصغر فيسحب البساط من تحته.. وهكذا دواليك!!
أما الممثلات الشابات وحتى المسنات فلم نعد نفرق بين ابنة العشرين والأربعين وحتى الستينية، واحترنا لمن نقول “مدام وستي وخالتي”!!
البوتوكس والفيلر والليفتينغ، مجاميع ادوات ليست جزء من المبادئ التمثيلية التي قدمها المسرحي الروسي قسطنطين ستانيسلافسكي في كتابه “إعداد الممثل” بل هي إعدادات مجانية تقدمها ممثلات الدراما السورية والعربية عموما للفوز ولو بمشهد في احد المسلسلات التي ستعرض على القنوات الفضائية العربية وخاصة “الخليجية” التي تدفع كثيرا للوجوه الحسناء مقابل أداء سخيف لا يؤديه حتى الهواة في مسارحهم الجامعية أو في أحيائهم.
أدوات الممثل في المدارس الثلاث الكلاسيكية والاسلوبية والحديثة، لم تجد طريقها إلى ممثلي هذا الجيل في العالم العربي، والحق أنهم جمعوها وتركوها ورائهم معتمدين على أنفسهم في التمثيل بحركات الجسد والأصوات والإحساس والانفعال والتفاعل والتغيرات النفسية للشخصية، فخرج علينا فلان ب”عنتريته” و”زعرنته” التي نراها في المقابلات التلفزيونية في الأعمال الدرامية ونفس الشيء مع فارق بسيط في الدلع والغنج بالنسبة للممثلات.

سلوى حفظ الله