ثقافة وفن

“المخطوط العربي كنز نفيس”.. المكتبات سورية ثرية به

يمثل المخطوط العربي رصيدا معرفيا ذا أهمية بالغة للحضارة العربية والإسلامية إضافة إلى كونه هوية حضارية عالمية شاركت في انتاجها وإثرائها شعوب وأديان مختلفة وجغرافيا واسعة وتاريخ ممتد.

قال الباحث الدكتور محمود الربداوي: مجرد تكريس يوم للاحتفاء بالمخطوط العربي فإننا بذلك نرسخ أهمية التراث العربي المكتوب والمتمثل في المخطوطات العربية كجزء عضوي في الثقافة العربية المعاصرة ونقل هذا التراث من الخاص إلى العام بمعنى أن يكون قريبا من المثقف العربي العام وليس حكرا على الدارس المتخصص.

وأوضح الربداوي أن المخطوطات العربية الإسلامية انتشرت في العالم كله وتحتوي المكتبات في سورية قسما مهما من نفائس المخطوطات كمكتبتي الأسد الوطنية والظاهرية، مشيراً إلى أن أكثر من 30 بالمئة من المخطوطات العربية موجودة في المكتبة الوطنية بإسبانيا وإلى سرقة الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 30 ألف مخطوطة في مكتبات القدس الشريف لتحريف ما جاء فيها ونسبه إليه.

وعن خارطة توزع المخطوطات العربية حاليا لفت الربداوي مؤلف كتاب “انتشار اللغة العربية في القارات الخمس” إلى أن الكثير من هذه المخطوطات قامت انكلترا وفرنسا إبان احتلالهما لأقطار عربية بالاستيلاء عليها ونقلها لمكتباتها ولا سيما في سورية والعراق والجزائر مشيرا إلى أن مكتبات الهند وإيران تحتوي بدورها على الكثير من أمهات المخطوطات العربية لأبرز العلماء العرب والمسلمين ومطالبا بإرسال البعثات التعليمية في اختصاصات التوثيق إلى هذه البلدان لنيل العلم على أصوله.

فيما أشار الباحث أحمد المفتي إلى أن سورية تحوي الكثير من المخطوطات التي تفيد في معرفة تاريخ المناطق السورية وخاصة غوطة دمشق المذكورة في الكثير منها التي تناولت قراها الداثرة والباقية حيث توجد عنها 39 مخطوطا كانت في المكتبة الظاهرية وانتقلت الى مكتبة الأسد الوطنية.

ويشار إلى أن يوم المخطوط العربي الذي يصادف في الـ 4 من نيسان من كل عام تم إقراره من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو” منذ عام 2013 من خلال معهد المخطوطات العربية التابع للمنظمة حيث تنظم سنويا احتفاليات على مستوى المؤسسات البحثية ومراكز المخطوطات والجهات المعنية بالمخطوطات في الوطن العربي.