أخبار البعثالشريط الاخباري

المفتاح: التاريخ يؤكد قدرة البعثيين على التحدي بالمعرفة والفعل المقاوم

قدّم الرفيق الدكتور خلف المفتاح عضو القيادة القطرية للحزب رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام إطار عمل لما يمكن أن يقوم به المشارك بدورة الإعداد الحزبي من فعل ثقافي وطني في وسطه الاجتماعي وتجاه قضاياه ومحيطه على الصعيدين اليومي والمرحلي.

وأضاف خلال لقائه المشاركين في دورة الإعداد الحزبي من فرع جامعة دمشق للحزب التي تنظمها مدرسة الإعداد الحزبي: يجب على المشارك أن يعي أن دوره الفعلي كفاعل اجتماعي في الأسرة والحي والعمل، وصولاً إلى الدوائر الاجتماعية الأوسع يبدأ بعد انتهاء الدورة مباشرة ودخوله في حوار تفاعلي مع المحيطين، وعلى أمل أن يتحول إلى عنصر مؤثر فيهم، معتبراً أن هذه المهمة تزداد أهمية في ظل عدوان إرهابي غير مسبوق نواجهه اليوم على الوطن والفكرة السورية وما تكتنزه من قيم وأخلاق وثقافة وحضارة جسّدها الإنسان السوري في مسيرته الحياتية منذ القدم وحتى اليوم.

ولفت إلى أن المعركة التي نخوضها اليوم، تقع في جانب هام منها، في الجانب الثقافي الذي نشهد فيه عدواناً على الفكرة الوطنية ومحاولة مستميتة لإقحام ثقافة لا تشبهنا وبعيدة عن أخلاقنا وقيمنا، ثقافة أفرزتها تجليات العولمة والثقافة الاستهلاكية والتحول نحو تفتيت الدول وإسقاط هوياتها الوطنية لصالح نبش هويات ما تحت وطنية.

واعتبر رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام أنه وفق هذا الفهم، فإن العدوان على سورية لا يستهدف إسقاط النظام السياسي أو الدولة والجيش والمؤسسات والبنى الثقافية، وإنما كل هذا المكون الحضاري الذي شكلته سورية عبر التاريخ وقدمته للعالم وإشغال الفرد والمجتمع بقضايا طارئة وخلافية هامشية، مشدداً على أن ذخيرتنا في المواجهة الثقافية هي الكلمة الصادقة المعبّرة عن نبض الشارع والحاملة لهمومه والمدافعة عن آماله، وهذا يدلل ما نحتاجه من زاد ثقافي وإيمان وثقة بما نحن عليه وما يجب أن نكون، ولقد أظهر الحزب عبر تاريخه النضالي أن البعثيين كانوا على الدوام  المؤهلين لخوض هذا التحدي وعبر المعرفة والفعل المقاوم المستند إلى الوعي، ووفق هذا الفهم، ندافع اليوم عن قضية وطنية نؤمن بها، ولو لم نؤمن بها لما كانت انتصارات جيشنا في يبرود  وكسب وما سبقها وسيليها.

وأضاف الدكتور المفتاح: لهذه الغاية نعمل على تطوير مدارس الإعداد الحزبي وملتقيات البعث للحوار والحوار الثقافي داخل الحزب ومع باقي قوى المجتمع وعبر المنابر الفكرية والتعليمية والتربوية ووسائل التواصل الاجتماعي، وينبغي أن يقترن تطوير الفكر مع تطوير الممارسة، وهذه من مهمات مدارس الإعداد الحزبي التي ليست مجرد مدارس لتبادل المعارف والاستماع للمحاضرات، وإنما لعكسها في السلوك الحزبي وفي الممارسة والأداء العام، وهنا لابد أن نراقب أداءنا، وهل أصبحنا أكثر تفاعلاً مع المهام الحزبية والوطنية وما هو انعكاس المعلومات التي تابعناها في الدورة على حضورنا في المجتمع، وهل ساهم ذلك في ملامسة هموم الناس أولاً وفي تدعيم دور الحزب ثانياً، كما علينا أن نسأل أنفسنا عما تحقق بعد كل محطة تنظيمية وثقافية، وما هي القيمة المضافة التي أنجزت، وما الذي فعلناه على صعيد توطين الفكر في المجتمع.

واعتبر الرفيق عضو القيادة القطرية للحزب أنه من الضروري تطوير الحزب وعندما لا يتجدد يصبح شيئاً من الماضي، والتطوير هنا ليس خروجاً عن النسق، وإنما تكيف مع الواقع الجديد، وإذا لم تكتسب الأحزاب خاصية التجدد تصبح أحزاباً كلاسيكية، مشيراً إلى أن الحزب حالة فكرية ثقافية توعوية وليست حالة وظيفية، والواجب أن نعيد النظر في خطابنا ومهامنا ودورنا كقيادات وقواعد، وكيف نفعّل الخلايا الفكرية وننتقل من التعبئة الحزبية إلى الوطنية.

وعرض رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام لما تمثله الجامعات من مساحات فكرية ومنابر معرفية تغني الوعي وتقدّم رؤى لما يجب أن يكون، وهنا من المهم أن نسمع صوت الشباب وأن نرى مشاركته وخاصة في ملتقيات البعث للحوار، وهي مشاركة تبعث على الحيوية والتجدد إلى جانب مشاركة أساتذة الجامعة التي تتسم بالخبرة والمعرفة، ونحو حالة فكرية سياسية، لافتاً إلى الموقف الوطني الذي سجلته جامعة دمشق وأساتذتها وطلابها في صد العدوان ومع باقي الجامعات السورية وعبر التصدي للتيار التكفيري ومواجهته وتعريته إلى جانب أبطال جيشنا العربي السوري وشعبنا وقيادتنا الحكيمة المتمثلة بالسيد الرئيس بشار الأسد.

وفي ردوده على أسئلة المشاركين، اعتبر الدكتور المفتاح أنه على الاجتماع الحزبي أن يؤدي وظيفته وأن يحقق الجانب الخدمي والثقافي منه، وأنه على صعيد علاقة الحزب بالسلطة، وكلما أنجزت السلطة التنفيذية على مستوى الحكومة والإدارة المحلية ما هو مطلوب منها في إطار الحاجات الخدمية للناس، كلما تفرغ الحزب لدوره الفكري والنضالي، ولهذه الغاية نؤكد في الحزب على اختيار قيادات جيدة للمهام المختلفة، ولكن قد يحدث أن البعض منها أساء، وهذا يجب تعريته وإبعاده مباشرة والإشارة إلى أنه هو المسيء وليس الحزب وهذه حالة تحدث في أي حزب وسلطة ودولة، وقد يقيِّم شخص ما دولته من خلال تعامله مع موظف، والمهم هنا أن نختار الأكفأ، وعلينا أن نمارس الدبلوماسية الشعبية وأن نتابع مدى تأثيرنا في المجتمع، وأن ننتبه إلى أن القوى الناعمة هي الأخلاق والإعلام.

وشدد عضو القيادة القطرية على أهمية عقلنة العمل الحزبي السياسي والوطني وتخليصه من النمطية والتكرار، وأن المشكلة ليست بالفكر، وإنما في ممارسة الفكر، ومن المنطقي أن الفرد متعدد الانتماءات، لكن ولاءه واحد وهو للوطن، ومن المفيد التذكير بأنه لو لم يكن حزب البعث في نضاله اليومي المعبّر عن هموم الناس والمنفذ لها، قائداً في المجتمع لما كان كذلك في الدولة.

كما أشار في ردوده على المداخلات إلى أن الإعلام أدى دوراً كبيراً في صد العدوان، ومع ذلك نريده أفضل، ونعمل على تطوير الإعلام الحزبي وسنطلق قريباً شبكة انترانيت داخلي لأعضاء الحزب وستبدأ بأكثر من 100 ألف عضو محمّلين على الشبكة، وسنكون على تواصل لحظي معهم في الموقف والتحليل والمعلومة والتغذية الراجعة والمقترحات وسيكون متاحاً للرفاق أن يحضروا الاجتماعات من خلالها وسنضعهم بصورة الموقف السياسي والتعاميم مباشرة، وهي خطوة ستزيد من الفاعلية الثقافية للحزب.

بدوره، الدكتور جمال محمود أمين فرع جامعة دمشق للحزب، أشار إلى أهمية دورات الإعداد الحزبي في تزويد المشاركين بمعارف فكرية في الحوار، وضرورة وجود برامج عمل معدة مسبقاً ولقاءات حوارية مع مختلف القيادات الإدارية والحزبية، ومع مراعاة ترميم هذه البرامج وفق ما يستجد والباحث مع المحاضر في ما يمكن أن يقدمه.

فيما قدّم المشاركون جملة مداخلات تناولت العلاقة بين القيادات والقواعد ومنهاج عمل الدورة وتجديد فكر الحزب، والتفريق بين الفكر والممارسة والتركيز على دور الإعلام وإغناء الفكر والعقل وتفعيل الاجتماع الحزبي وتشكيل مجموعات عمل في الشأن الثقافي والتوجه نحو العمل التطوعي وأن نقترب أكثر من الناس ومواجهة العدوان الثقافي والعمل بمسؤولية والانتباه إلى أن سلاح الفكر هو أهم سلاح لحاضر سورية ومستقبلها.

البعث ميديا –  البعث