ثقافة وفن

الملتقى التشكيلي يحتفي بالخط العربي في ثقافي أبو رمانة

احتفى ملتقى الفن التشكيلي المقام ضمن فعاليات الدورة الثانية لملتقيات دمشق الثقافية بالخط العربي عبر ندوة شارك فيها الباحث أحمد المفتي والخطاط عدنان الشيخ والتشكيلي الحروفي محمد غنوم بإشراف التشكيلي الحروفي أكسم طلاع في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة.

وتناول المفتي في مداخلته أهمية الخط العربي في الحضارة العربية والاسلامية، مبينا أن الدراسات التاريخية والآثارية أثبتت أن الحرف ولد في سورية مع حضارات اوغاريت ووادي الرافدين حيث قدمت هذه الحضارات مكتبات معجمية كبيرة جدا ضمت آلاف النقوش التي نقلت لنا فكر انسان ذلك العصر وحضارته.

وذكر المفتي أن هناك فرقا بين الكتابة التي جاءت قبل عشرة آلاف عام من ميلاد السيد المسيح وبين الخط الذي ولد مع الحضارة العربية الاسلامية متناولا عددا من أسماء الباحثين والمؤلفين الذي برزوا في تحليل الخطوط والكتابات القديمة ومنهم ابن مقلة وأحمد بن وحشي النبطي الذي الف كتاب “شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام” والذي اعتمد عليه العالم البريطاني شامبليون في فك رموز حجر رشيد الهيروغليفية في مصر عام 1822.

بدوره أوضح الخطاط الشيخ في مداخلته علاقة كل من الموهبة والاكتساب في الخط العربي، مشيرا إلى أن فن الخط يعتبر من أرقى الفنون التجريدية ويتميز بملازمة الموهبة والاكتساب معا بالنسبة للممارسة كي يبدع في هذا العالم الفني، لافتا إلى أن ممارس فن الخط يحتاج الى فترة ليست بالقصيرة لاكتساب الخبرة العملية عن طريق محاكاة نماذج خطية قوية من قبل استاذه المباشر لتختزن ذاكرته هذه الاشكال وتتمرس يده في تنفيذها.

وحول جماليات الخط العربي قال الحروفي غنوم: في الخط العربي اسلوبان اساسيان ولكل منهما تشكيلات تتسم بالجمالية التي تميزه فالاسلوب الهندسي أو ما يطلق عليه باليابس او الجاف يضم مختلف انواع الخطوط الكوفية والهندسية من مربعة وغيرها ما يبعث على الهدوء والسكينة الى جانب الصرامة في المقاييس والدقة الكبيرة لما يتمتع به من رياضيات بصرية ومقياس عادل بين اطوال الحروف وعرضها كأن الكلمات بناء هندسي متماسك ورصين.

أما الاسلوب الثاني وهو اللين وفق غنوم فيضم في جنباته خطوطا عدة من اهمها الثلث والنسخ والتعليق والاجازة والديواني بنوعيه والرقعة مبينا ان اللونين الغالبين في تحقيق اللوحات الخطية العربية هما الابيض والاسود بما يمتلكانه من اظهار التضاد اللوني والبصري.

وعن هدف الملتقى والندوة قال التشكيلي طلاع: تراجع الخط العربي قليلا في الساحة الفنية السورية وقل الاهتمام بمعارضه وانشطته وملتقياته في الوقت الذي شهد فيه الفن التشكيلي نشاطا ملحوظا وتطورا على أكثر من صعيد لدينا والسبب يعود لانحسار الخط العربي كمهنة حرفية ورحيل عدد كبير من فنانيه ومبدعيه وتخلي البعض عنه لصالح مهن أخرى.

وتابع طلاع: إن من واجب المعنيين بالفن التشكيلي السوري زيادة الاهتمام بالخط العربي وفنانيه واقامة المعارض والملتقيات والندوات التي تنشط العمل في مضمار الخط العربي لأنه أحد أهم عوامل الحفاظ على الهوية الثقافية والحضارية للعرب في ظل الهجمة الشرسة على الغاء وتشويه هذه الهوية وقال: علينا التمسك بقيمه ومعانيه وجمالياته.

وبين طلاع أن الخطاطين السوريين من الأهم في العالم وهم يحصدون الجوائز الأولى دائما في أي نشاط فني للخط العربي يقام دوليا، لافتا إلى أهمية إقامة ملتقيات دولية للخط العربي في سورية وتكريم الخطاطين السوريين الرواد.