ثقافة وفن

المهند كلثوم للبعث ميديا: “ياسمين” صوت الضمير السوري إلى العالم

حَلم بأن يصبح طياراً حربياً كوالده الشهيد، لكن عشقه للسينما وميوله الفنية دفعته ليكون مخرجاً سينمائياً له رؤيته الخاصة للواقع، فهو يحمل شهادة بكالوريوس وماجستير في فنون الإخراج التلفزيوني والسينمائي من أكاديمية (خاركوف) الأوكرانية.

قدم العديد من الأفلام القصيرة في أوكرانيا، لكن فيلم (كافي) 2010 كان أهم أفلامه حيث تناول فيه العنصرية وحصل عنه على جائزة درع خاركوف، شارك في عدة مهرجانات سينمائية دولية منها: (الفيلم الفلسطيني الدولي) في شيكاغو (المرأة المسلمة) في روسيا، (أيام قرطاج السينمائية) في تونس و(الكاميرا العربية) في هولندا، ومؤخراً شارك مع فيلمه ياسمين في مهرجاني الخرطوم وكازان الدوليين

حوارنا مع المخرج السوري الشاب المهند كلثوم .

تحدثنا بداية عن جولتك الأخيرة في روسيا والسودان والجوائز التي حصلت عليه ؟

الجولة ابتدأت من السودان وشاركت كعضو في لجنة تحكيم مهرجان الخرطوم للفيلم العربي وتم تكريمي في هذا المهرجان لدوري في إنجاحه كوني من المهتمين بالسينما أينما كانت ، وبنفس الوقت كرمت بجائزة دهاقار للسينما والفنون ، وبعدها سافر فيلمي ياسمين لوحده إلى مهرجان الأرز للفيلم الدولي وحصد على تنويه لجنة التحكيم ومن ثم سافرت مع ” ياسمين ” إلى مهرجان كازان الدولي للسينما في روسيا وحصل على جائزة النقاد السينمائيين والصحفيين الروس وأثناء تواجدي في روسيا شارك فيلمي الأخر توتر عالي في مهرجان السماوة السينمائي بالعراق وحصل على أربع جوائز.

فيلم “ياسمين” وهو من نوع الوثائقي “ديكودراما” يتحدث عن معاناة الأطفال الذين عاشوا زمن الحرب في سورية ضمن نظرة تفاؤل بالمستقبل القريب ، تحدثنا أكثر عن ياسمين ؟

فيلم ياسمين هو صوت كل سوري سواء أكان كبيراً أم صغيراً فهو صوت الضمير السوري ليصل للضمير العالمي ، هو صوت من معاناة سورية ومن اصدق أناس  فيها وهم الأطفال ، الفيلم مدته 26 دقيقة استعرض أقصى حالات عاشها الأطفال من فقدان الطفل لذويه والإعاقة بسبب الحرب وفقدان المدرسة والحق في التعليم وفقدان الأصدقاء والتهجير وكما تم التطرق لحالة الأطفال الفلسطينيين اللاجئين والذين تعرضوا للتهجير مرة عبر كيان الاحتلال الغاصب والآن عبر الجمعات المسلحة التكفيرية ، ولحسن الحظ أن الفيلم صور في داريا وعند عرضه في المهرجانات كانت مدينة داريا محررة  لذلك شعرنا أثناء عرض الفيلم بفرحة الانتصار.

أوجاع الناس ومشاكلها وهمومها تشكل لي مخزوناً ثقافياً وسينمائياً لأفلامي .

من أين نبعت علاقتك بالسينما؟

علاقتي كانت بعيدة عن السينما فحلمي كان هو أن أصبح طياراً ولكن تم تغيير هذا الحلم فيما بعد ، و بعد البكالوريا اتجهت لدراسة السينما في أوكرانيا ، لكن علاقتي بالكاميرا وحب اللقطة آتت من الكاميرا الفوتوغرافية الفورية التي أهداني إياها والدي قبل استشهاده .

لماذا اخترت أوكرانيا لدراسة السينما ، وماذا حققت خلال فترة دراستك في أوكرانيا؟

أنا انتمي للمدرسة السوفيتية السينمائية واعتقد أن أي مكان يحمل النفس السوفيتي أو الفكر السوفيتي سألجئ إليه  ولذلك توجهت إلى أوكرانيا ، أما ما لذي حققته هناك فعملت على صقل موهبتي وبنفس الوقت أعطتني أوكرانيا حرية إنتاج أفلام عديدة لم أكن احلم في أي يلد بان أقوم بإنتاجها ، كما إنها أعطتني المعلومة الصحيحة وعلمتني أن السينما ليست دراسة وإنما عشق، فالموهبة والدراسة الأكاديمية مهمة لأي مخرج .

لماذا اخترت العودة لسورية ؟

العودة إلى  سورية قرار ليس ارتجالي واعتقد أن أي مواطن يحب بلده عليه العودة إلى وطنه ، ففي وقت الأزمات تكثر الهجرة ولكنني قررت أن أكون في بلدي في أزمته لأنه بحاجة لنا  جميعاً، كما إنني لا استطيع أن أنسى تضحيات ودماء الشهداء الذين ضحوا لهذا الوطن لذلك عدت.

“تجربة المغامرة السينمائية مشروع وليس مجرد نشاط”.

من خلال عملك السينمائي ماهي الصعوبات التي تواجه إنتاج السينما في سورية؟

هناك صعوبات كثيرة ونحن لا نضع كل الحق على المؤسسة العامة للسينما لأنها هي الجهة الوحيدة التي تنتج فيلم بكل عملياته الفنية ، أما ابرز الصعوبات نحن لدينا أزمة نص سينمائي فقلما نجد كاتب سينمائي يكتب بروح السينما ولدينا أيضاً أزمة إنتاج سينمائي والمؤسسة العامة هي الوحيدة التي تنتج الأفلام، لذلك يجب أن يكون هناك قطاع خاص،  كما إن هناك شح في الصالات السينمائية وليس لدينا جمهور سينمائي فجمهورنا متعلق بالدراما أكثر وان لم يكن هناك جمهور سينمائي يقدر الأفلام ويشاهدها  ما قيمة الأفلام ؟ ولكنني أرى أن هناك بوادر خير من خلال ما نشاهده من تعقب الكثير من الشباب السوريين لحضور السينما وحضور الندوات ، ومن الضروري  أن يعمل المجتمع المدني المهتم بالثقافة  على نشر السينما من خلال إنشاء مهرجانات سينمائية .

في ظل عزوف الإنتاج الخاص عن الدخول في إنتاج أعمال سينمائية كيف استطاعت السينما السورية الصمود والبقاء ؟

كل الشكر لوزارة الثقافة فهي صمدت وفي ظل الأزمة زاد إنتاجها ، فقبل الحرب كانت المؤسسة العامة للسينما  تنتج فيلمين طويلين وأربعة أفلام قصيرة ولكن نحن اليوم في ال2016 نجد أن المؤسسة العامة للسينما زادت إنتاجها ليصبح 5 أفلام طويلة و10 أفلام قصيرة، بالإضافة إلى دعمها لمشروع سينما الشباب والذي يستهدف الشباب الغير أكاديمي ، ولكن ماتقدمه المؤسسة العامة للسينما لا يكفي ولذلك يجب أن يتدخل القطاع الخاص ليكون هناك منافسة.

*ما الذي يلهمك ، وما الذي تريد تقديمه في أعمالك؟

مجرد تواجدي في أي مكان بسورية فهو يلهمني لفكرة فيلم ، أنا مع الناس بشكل دائم ومع الفعاليات المجتمعية والتطوعية والمجتمع المدني ، فأوجاع الناس ومشاكلها وهمومها كبيرة في هذه الحرب التي أثقلت كاهلنا جميعاً وهي تشكل لي مخزوناً ثقافياً وسينمائياً لأفلامي .

*هل لدى “المهند كلثوم” خطوط حمراء في التعامل مع النص الدرامي مع الجهة المنتجة أو الكاتب؟ وهل تطلب تعديلاً ما في النص؟

النص السينمائي نص غير مقدس يحتاج إلى تعديلات وأفكار وتنمية ولم أتعرض لأية خطوط حمراء ، وعندما يكون الكاتب والمخرج وطنيان ويخافون على البلد فليس هناك من خطوط حمراء سوى عزتنا وكرامتنا كسوريين وقداسة الجيش العربي السوري.

كمخرج شاب هل ترى أن جيل الشباب يحصل على الدعم الكافي ؟

عندما ندعم جيل الشباب ندعم بلدنا لان الشباب ثروة الأوطان ، هناك لا أخفيك دعم لجيل الشباب ولكن الشباب مهما تم دعمهم فهم بحاجة للمزيد لأنهم مستقبل الوطن ، واعتقد إن مشروع دعم سينما الشباب من الأمور المبشرة في طريق دعم الشباب.

*هل تحقق حلم ومشروع ” المهند كلثوم” الكبير الذي طمح لتحقيقه أم هناك مشاريع أخرى؟

باعتقادي دائما المخرج السينمائي عندما يقف طموحه عند حد معين فهو إنسان غير مبدع ، طموحي تحقق جزء  بسيط منه ولكنني مازلت في بداية الطريق وآمل أن أوفق في نقل أوجاع الناس وأفراحهم وأحلامهم عبر السينما وتكون أفلامنا سفيرة سورية بكل مكان، كما إنني احلم بانجاز فيلم يتحدث علن بطولات الجيش العربي السوري وتضحياته و بانتظار الجهة الإنتاجية التي ستتولى هذا العمل.

 

حدثنا عن تجربة المغامرة السينمائية ؟

تجربة المغامرة السينمائية هي التجربة الأولى في سورية وهي تدريب الأطفال على صناعة السينما في سن مبكر ، وباعتقادي أنها تجربة مهمة ومؤثرة واستفدت منها الكثير بحيث تعلمت من الأطفال فلسفة الحياة وتعلمت أن الطفل السوري قادر على كل شيء عندما نعطيه الإمكانيات اللازمة له ، في الدفعة سنخرج  مصورين ومخرجين وممثلين في حين أن الدفعة الثانية سنعمل لان تكون منظمة أكثر، كما وسيتم إنشاء أكاديمية السينما للأطفال لتعلمهم التمثيل والتصوير والإخراج السينمائي ، بالإضافة إلى أن تجربة المغامرة السينمائية مشروع وليس مجرد نشاط .

*ما هي مشاريعك الحالية والمستقبلية؟

اجري حالياً العمليات الفنية لفيلمي القصير على سطح دمشق نص الصديق سامر محمد إسماعيل وبطولة لينا حوارنة ووسيم قزق ولارا بدير ويامن سليمان وآخرين وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما ويحكي عن الحب في زمن الحرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولدي عدة نصوص قيد القراءة .

البعث ميديا || حوار: ميس خليل