الشريط الاخباريدولي

الوطن العمانية: «نتنياهو» كاذب.. المقاومة الفلسطينية ستنتصر

حتى كتابة هذه السطور فإن المعركة ورطة كبرى للإسرائيلي، ولهذا السبب فهو يكذب إعلاميا على شعبه، بعدما ألغى من المعركة كل ما يمت بصلة إلى الاعلام، باستثناء ما تديره الرقابة العسكرية الاسرائيلية وما ينتج عنها ـ نقول هذا الكلام ونحن على علم بفداحة ونتائج العدوان الهمجي الاسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة ـ لكنها ضريبة تحرير الأوطان التي لابد من دفعها حين تعدم الوسائل الأخرى.

والحقيقة التي وصلتنا حتى الآن، أن قوات نتنياهو سقطت في مستنقع لن تعرف الخروج منه، وهي كلما تمددت ستغرق أكثر، بل كلما زادت من عددها انقلب الوضع عليها .. فالفكرة التي أخذت إسرائيل إلى المعركة البرية ليست مسألة تدمير الانفاق، بل اكتشاف الطريق الممكنة لاحتلال القطاع بأكمله، اذ ليس هنالك معارك صغرى عندما لايمكن حسم الأمور من خلالها، لذلك دخل المعتدون الإسرائيليون وفي ذهنهم كيفية الوصول إلى إنهاء المقاومة كليا وبتغطية عالمية وبعض العرب، لكن الاحتلال الإسرائيلي لم يعرف حتى الآن كيف هي أوضاع المقاتلين في الداخل وماهو سلاحهم وكيف حساباتهم، والأهم ما غرفة العمليات المشتركة التي تدير المعركة ومن هي القوى الاستراتيجية فيها.

يكذب الاسرائيلي كعادته، لم يعط حتى الآن أرقاما صحيحة لقتلاه وجرحاه ولطبيعة تقدمه في الميدان ولآلياته التي تحترق. فقتلاه تجاوزوا العشرين وجرحاه ارتفعوا حتى هذه الكتابة إلى أكثر من خمسين وعدد آلياته المحترقة والمدمرة تجاوزت العشر، واما في الميدان فهو متعثر، حتى اللحظة وبرغم كل الأطنان التي صبها من القذائف على منطقة صغيرة جدا تدعى الشجاعية لم يستطع التوغل اكثر من ثلاثمئة متر يتقهقر فيها ويتقدم. اما المفاجآت التي تنتظره فهي كثيرة، وأهمها أن المقاومة وضعت مخططاتها ضمن حسابات مقاتلة المائة الف جندي ومئات الدبابات. الآن ونحن نكتب ثمة معلومات ان قوى المقاومة الفلسطينية تقاتل خلفه ضمن جيوب صغيرة، وقد فعلتها عندما تمكنت من تفجير خلف خطوطه القتالية أدى إلى سقوط عدد كبير من قتلاه.

هو يكذب كعادته، لكنه مكشوف في الداخل، خطة نتنياهو أنها الفرصة الوحيدة التي يجب ان لا تسقطه من على الشجرة التي يجلس عليها متربعا مغرورا وفي ظنونه أنه يملك السحر العسكري لانهاء المقاومة التي لانخفي سرا أنها من جره إلى المعركة البرية كي يتعلم أن لايضرب رأسه بحائط صلب صلد لايمكن اختراقه ، وبأنها من يملك عامل التوقيت عندما ترى ذلك لمصلحتها.

ثم هو يكذب كعادته كي يتمكن من الافلات من المحاسبة عندما تدق في كيانه. فالمعركة إذن طويلة، ولا نخفي القول إن الاجتماعات المكثفة بين فصائل المقاومة التي سبقت العدوان وضعت حساباتها على أساس أن تتمكن من الصمود والقتال مهما كان نوعه بين ثلاثة إلى ستة شهور وربما إلى سنة، وغرفة العمليات التي تشرف على المعركة تقول أكثر من ذلك، خصوصا وأن معركة غزة ستكون أكبر معارك العرب، بل سيترتب عليها تصور سياسي جديد للمنطقة برمتها، تماما كما فعلت حرب العام 2006 ومنهم من يقول أكثر.

لهذا السبب فقد سقط نتنياهو في المستنقع، ولكيلا يسقط في الداخل ذهب إلى أقصى معايير الكذب على شعبه الذي ينتظر الخلاص، لكن دفاتر الحساب قد فتحت ضد رئيس وزراء اسرائيل ولن يخرج معافى من هذه المعركة التي مثلما طالت حرب العام 2006 كل قيادة إسرائيل آنذاك ورمتهم خارج الحكم، فهي أيضا ستحرم نتنياهو من شراهته للحكم وغطرسته المتناهية.

فتحية لسواعد المقاومين الذين نؤمل منهم أن يغيروا الكثير من الوقائع السائدة في المنطقة وهم إلى ذلك ذاهبون.

رأي الوطن

 

البعث ميديا – سانا