الشريط الاخباريثقافة وفن

انطلاق مهرجان الشيخ صالح العلي غداً الأحد في الشيخ بدر

كما الروح هي سورية وطن محبة لا ينتهي .. كانت ومازالت إلى اليوم بلد الأبطال وموطنا للنبلاء والمخلصين الذين جاهدوا وصابروا ونالوا مرتبة الشرف الرفيعة في معارك العزة ضد المستعمر الفرنسي ليدرك من سار على خطى المستعمرين وأطماعهم في كل حين أن النيل من وحدة وعزيمة الشعب السوري محال.

وإلى مدينة قائد ثورة الساحل في وجه المستعمر الفرنسي يحيي أهالي الشيخ بدر مهرجان المجاهد الشيخ صالح العلي السابع عشر غدا الأحد بالتزامن مع الاحتفالات الوطنية بعيد الجلاء ليؤكد تمسك السوريين بإرث أبطالهم التاريخيين مستلهمين منهم قيم الصمود والمقاومة والحفاظ على الثقافة والأصالة بمكوناتها العريقة المتجذرة في المجتمع السوري.

وتستعد الشيخ بدر لإضفاء مزيد من التألق على المهرجان الذي يستمر لأربعة أيام ويتضمن مزيجا ثقافيا فريدا من المعارض الفنية والتراثية وندوات الشعر والحفلات الموسيقية والحوارات المفتوحة حول معاني الجلاء ودور سورية التاريخي في مواجهة الغزاة إضافة إلى الصراع الحالي على الطاقة كمدخل للحرب على سورية.

وكمنبر لثقافة المقاومة يكتسب المهرجان هذا العام أهمية مضاعفة مع زيادة الوعي بأبعاد الحرب الإرهابية على سورية والحاجة إلى التمسك بعوامل الصمود سياسيا وثقافيا وقيميا واستلهام النماذج المشرفة التي أرست معاني الثورة على الظلم وتحدي الغاصب والتضحية في سبيل طهارة تراب الوطن من كل دنس.

ويشير مدير الثقافة بمحافظة طرطوس شاهين شاهين إلى أن قيمة مهرجان الشيخ المجاهد صالح العلي تأتي من معاني المقاومة التي آمن بها هذا البطل لافتا إلى أن إباء الشيخ المجاهد تجلى خصوصا في رفضه العرض الفرنسي لإقامة دولة في الساحل السوري وإصراره على ضم الجبل إلى حكومة دمشق.

ويوضح شاهين أن الشيخ صالح العلي لم يتخل عن الخطاب الوطني والقومي لافتا إلى ما قاله في الحفل التكريمي الذي أقيم يوم السابع عشر من نيسان عام 1946 إن المجاهدين السوريين لا يعتبرون أن واجبهم انتهى ما لم تجل الجيوش الأجنبية عن كل الأراضي العربية داعيا إلى ضرورة الاقتداء بالقيم الوطنية والمسيرة النضالية لأولئك المجاهدين.

وتطرق شاهين إلى الخطاب الأصيل والمتواضع الذي تجسد خصوصا في قول الشيخ المجاهد عام 1954 “إن ما قمنا به من الجهاد في سبيل الاستقلال ليس إلا جزءا يسيرا مما يترتب علينا القيام به تجاه هذا الوطن العزيز”.. و”إن البلاد الآن بأمس الحاجة إلى جهود ابنائها العاملين ورجالها المخلصين لإصلاح ما أفسد المستعمر وللقضاء على كل طائفية بغيضة ورجعية مقيتة”.

ويلفت مدير الثقافة إلى أن اهتمام أبناء محافظة طرطوس بإحياء هذا المهرجان منذ سبعة عشر عاما نابع من الإيمان بأن الروح التي هي أغلى ما يملك الإنسان ترخص أمام محبة الوطن والدفاع عنه ليكون المهرجان بالتالي عرفانا وتقديرا لأرواح المجاهدين الأبطال الذين حرروا تراب الأرض من المستعمر.

واليوم يؤكد بواسل الجيش العربي السوري والقوات المسلحة تمسكهم بالقيم التي حملها الشيخ صالح العلي والشهيد يوسف العظمة وابراهيم هنانو وقائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش وغيرهم الكثير من أبطال الاستقلال والإرث النضالي الأصيل الذي حملوه في حب الوطن والاستعداد للتضحية فداء لعزته وكرامته.

وقاد المجاهد الشيخ صالح العلي ثورة وطنية شملت الساحل السوري وجباله على مدى ثلاث سنوات ونصف السنة ملقنا الاستعمار الفرنسي درسا لا ينسى ومسجلا للتاريخ نضالا وطنيا وقوميا بغاياته وأهدافه من خلال التعاون مع أبطال الثورة ضد المستعمر الفرنسي في كل المناطق السورية ليجسد الوحدة الوطنية في أسمى معانيها.

البعث ميديا – سانا