كرّم فريق «المحبة والسلام» الثلاثاء الماضي باقة من أمهات الشهداء في بلدة بيت ياشوط بمدينة جبلة، تحت رعاية وزارة العدل وبالتعاون مع وزارات “السياحة والشؤون الاجتماعية والعمل والإدارة المحلية والبيئة والزراعة”، بحضور رسمي وأهلي.

وقد ذكرت أمهات الشهداء أنهن يفتخرن باستشهاد أبنائهن وشهادتهم وسام لهن على تلك التربية الصالحة التي أنشأن أبناءهن عليها، وقلن نحن أودعناهم عند الرحمن الذي وهبنا إياهم، وكما تربينا على حب الوطن ربينا أولادنا وسنبقى، وكما أكرمونا في حياتهم أكرمونا باستشهادهم، وغرسنا هذه الأشجار لتعطي للأجيال القادمة التشبث بالأرض كجذور هذه الأشجار.

وجيهة مرشد حسن أم لثلاثة شهداء “صفوان-ماهر-عمار عثمان” ولديها ولدان آخران في خدمة العلم قالت: قدمنا أبناءنا كرمى للوطن وعندما يأتون لمعايدتنا فهذا دليل على أن سورية تكبر بأبنائها، الذين يضحون بدمائهم وأرواحهم من أجلها.

وكذلك أم الشهيدين محمد وحسن أسعد نجاح شاهين وجهت تحية كبيرة لرجال الجيش العربي السوري، وقالت: بقي لدي ولد وحيد لم يقبل التخلي عن واجبه تجاه وطنه، الأبن غالٍ لكن الوطن أغلى، وهذا التكريم يظهر أن هناك مَن يشعر بنا  وبآلامنا.

وقالت أم الشهيد غدير نزار أسعد عليا عيسى ما يصبرنا على فراق أرواحنا وفلذات أكبادنا أن دماءهم لم تذهب هدراً لأنها أزهرت وروداً ورياحين، والنصر قريب بفضل دمائهم، وهذا التكريم دليل على أن الشعب السوري يد واحدة.

أم الشهيد علي فايز سليمان فوزية أحمد حجلي قالت: الجنود الصامدون الذين يدافعون ببسالة عن وطننا ويقضون على الإرهاب هم مَن أبقونا مستمرين بالحياة، وتقول لولدها الشهيد /سلام لروحك الطاهرة من قلبك الصغير وضحكة عينيك استمد قوتي.

وقالت الإعلامية في فريق التكريم عواطف أحمد مكنا: إن تكريم أمهات الشهداء اليوم هو تعبير عن الحالة الإنسانية التي يتحلى بها الشعب السوري، وتليق بهذه الأم التي قدمت أغلى ما تملك، ومهما قدمنا لهن لن نفيهن حقهن، وما هذا التكريم المعنوي والمادي الذي قدمه الفريق إلا تكريم رمزي لعطائهن، ولكن أردنا من خلاله القول نحن وكل مَن ساهم في هذه الفعالية من أياد بيضاء وجهات رسمية وأهلية، إننا مدينون لدماء أبنائكن التي جعلتنا نستمر في الحياة التي تليق بنا كسوريين.

من جانبهم قال أطفال فريق “المحبة والسلام”: أردنا في عيد الأم أن نعيد أمهاتنا هذه السنة بطريقة مختلفة عبر أمهات الشهداء في هذه البلدة الجميلة.

وقد أشار قائد الفريق أنور علي محمد إلى أن ما قدمه الفريق عبر العشرين طفلاً، ما هو إلا تمجيد لتضحيات الشهداء، ليعلو صوت لحن الحياة على صوت أزيز الرصاص، ولنؤكد على استمرارية الحياة التي أحياها هؤلاء الشهداء بدمائهم، غرسنا ألف شجرة حراجية في المناطق التي أُحْرِقت في بلدة بيت ياشوط من قبل أمهات الشهداء وطاقم الفريق والجهات الرسمية والأهلية، تكريماً لأم الشهيد وللطبيعة ولأول أم شهيد هي سورية، وكعربون عن الوفاء من أبناء الوطن باختلاف أطيافهم لهذا الشهيد، وقد تمت تسمية كل شجرة باسم شهيد من المنطقة، حيث إن هذه المنطقة تسمى أم الشهداء الذي يفوق عددهم الألف شهيد، ولكي تكون هذه الشجرة الراسخة في جذور الأرض منارة لكل طفل سيحيا عليها كما كانت دماؤهم منارة لسورية.