منظمات أهلية

بكرا إلنا في مرحلته الثالثة.. عيّاش: غايتنا إخراج الطاقة الكامنة داخل الطفل

تحويلهم لفراشات تتنقل بخطى رشيقة وتخرج ما في دواخلهم من طاقات على إيقاعات الجسد، كانت غاية قسم الرقص في مشروع بكرا إلنا الذي حول الطاقة الكامنة في براعم غضة لصور تملأ العين فخراً عند مرآها، ليتمايل الأطفال يمنة ويسرة ويقفزون ويتطايرون وكأنهم يحاولون التقاط النجوم ودعوتها للرقص، ليس غريباً على البعض أن يأخذ به الخيال عند ذكر كلمة “الرقص” ليضع تحتها خطوطاً حمراء اعتقاداً بأن الرقص مازال ضمن الإطار الخاطئ الذي تعمد البعض تأطيره فيه، وكما هو معروف مازال جزء من المجتمع يتحفظ على هذا الفن رغم الاعتراف به عالمياً بأنه لا يقل أهمية عن باقي الفنون، وهنا يكمن التحدي إن صح التعبير أمام إدارة بكرا إلنا في نشر ثقافة الرقص بطريقة سليمة بدت لنا ناجحة بعد لقاء “البعث ميديا” رئيس قسم الرقص سالي عياش التي تنقلت بمخيلتنا بين المراكز التابعة للمشروع وشرحت لنا مهمتهم في إحياء مواهب الأطفال وإيصال فكرة صحيحة عن هذا الفن بأنواعه للأهالي بالدرجة الأولى باعتبارهم حاضنة لأبناءهم لينتقل المشروع بعدها للصغار لضمهم بقوة لعالم الرقص والإبداع.

عياش بيّنت أن قسم الرقص يتضمن شقين قسم المميزين وهو حصيلة المرحلة الثانية التي يبلغ عددها 50 موهبة مابين راقص وراقصة وقسم المستجدين ممن انتسبوا حديثاً، وفيما يتعلق بالمتميزين فهم حصيلة المرحلة الثانية حيث تتابع أمورهم بعناية ودقة عالية سواء من ناحية الرعاية أو الاختصاص وضمن خطط تتم بالتعاون مع مستشارين وخبراء من المعهد العالي قسم الرقص، ويتم تعليم الطفل كل أنواع الرقص بحيث يكون شامل وليس محصوراً بنوع معين، بالتزامن مع إتباع خطة عمل متكاملة مع مستشار القسم ضمن تكنيك خاص حول إيحاءات الجسم ونظافة الحركة إضافة للتفاعل المسرحي والكاريزما، وأشارت عياش إلى المرحلة الثالثة والمستجدين اللذين يرغبون التسجيل في الرقص، والبدء معهم بطريقة اجتماعية قائمة على أهداف المشروع، إذ أن المدربين القائمين على المتميزين يختلفون عن مدربي المستجدين الذين يركزون على تطبيق أهداف المشروع في المرحلة الثالثة وتجسيدها وانتقاء مميزيها.

وعن كيفية اختيار نشاط الرقص أمام المواهب الأخرى أكدت رئيس القسم أنها اختيارية وتعود للأطفال ممن يملكون طاقة وحركة وهم بعكس الذين يحبون الألعاب الأخرى،أما من يختار الرقص – بحسب عياش – فهو يملك تناغم بجسمه وطاقة كبيرة يمكن توظيفها في الرقص الذي يتميز بامتلاكه روح جماعية تتضح على المسرح وتساعد الطفل في إخراج طاقته الموجودة داخله، في وقت اعتبرت الرقص باب لإعادة بناء الأجيال يبدأ بزرع الثقة في نفس الطفل، وعندما يشعر الطفل بأنه ينتج وينجز عروض على المسارح أو بمدرسته أمام أصدقائه وزملائه تعيد ثقته بنفسه وتنسيه نوعاً ما مارقنا فيه خلال الحرب على حد تعبيرها وأردفت قائلة ” اليوم وبعد مرور وقت على المشروع تمكنا من تحقيق أهداف بكرا إلنا لاسيما عندما نرى الأطفال يتطورون يوماً بعد الآخر يحبون المشروع ويبتعدون بمواهبهم عن الحرب الدائرة في بلدنا “، مبينةً في الجانب الآخر أن احتضان نجاح الطفل من قبل أهله اللذين هم مرجعه الأول والأخير إلى جانب تلاقي الأفكار والرؤى بين القائمين على المشروع وذوي الأطفال يؤكد تحقيق الأهداف الأساسية لبكرا إلنا في المحبة واحترام الآخرين وزرع القيم في داخله وحب الوطن ورموزه.

وأضافت عياش كنا نجد صعوبة بأن يختار الطفل الرقص لأن المتعارف عليه عند البعض أنه بمجمله شرقي أو شعبي لذلك قمنا بالبداية بزيارات إلى المراكز للتعريف الحقيقي بالرقص وما تحمل هذه الكلمة في طياتها من اختصاصات وأنواع وكان لدينا حوارات مع الأهالي لتعريفهم أكثر بهذا الفن باعتبارهم نقطة الولوج لعالم الطفل، وتمكنّا- والحديث لعياش- من تحقيق الثقة لدى الأهالي وبأننا مؤتمنين على صغارهم ولاحظنا الإقبال الكبير في كل المراكز لذا تحاول إدارة بكرا إلنا فتح مراكز جديدة دون انتقائية وبكل بقاع دمشق مع إيلاء الاهتمام الأكبر للمراكز التي تحتضن أطفال لديهم أوضاع مادية سيئة وغير قادرين على إنماء مواهبهم و توظيفها فكان بكرا إلنا جسر العبور باعتباره مجاني بكل نشاطاته.

وعرجت عياش على مشاركة للأطفال المميزين بالعروض الكبيرة وبالتتالي سواء لمركز النادي أو المراكز التابعة له في دار الأوبرا و المراكز الثقافية معتبرة زيارة الوفود امن قبل الدول الصديقة لنادي المحافظة واطلاعهم على مواهب أطفال بكرا إلنا تفتح المجال أمامهم للمشاركة الخارجية.

البعث ميديا