منظمات أهلية

“بكرا إلنا” يعبد الطريق أما ممثلين صغار بدأت خطواتهم تتسع على المسرح

من الجميل بمكان أن تحضر عرضاً مسرحياً يصنف بحسب أصحاب المهنة على أنه جيد جداً ويكون أبطاله أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و 14 عام، يتنقلون على خشبة المسرح  ويعيشون الشخصية التي يجسدونها وكأنها حياة يومية، والذي يزيدك فخراً أن معظم تلك المسرحيات نتاج أفكارهم ووليدة متخيلاتهم وهي تتجه نحو حب الوطن والتضحية لأجله وترسل من خلال شفاههم الصغيرة رسائل للكبار عن ضرورة محبة الجميع دون تمييز، أولئك الممثلين الذين نتحدث عنهم هم أطفال مشروع “بكرا إلنا” الذي يثبت يوماً بعد يوم قدرته على جذب الصغار لأهدافه ومساعدتهم في رسم عالمهم الخاص وصقل مواهبهم لا سيما من لا يستطيع إنماء موهبته لأسباب مختلفة قد تكون “المادية ” أولها وليست آخرها، ولنجاح وتألق تلك النجوم لا بد وأنهم يحتاجون لخبراء وأكاديميين وفرتها إدارة المشروع بالمجان وكلها تصب في خانة الطفل بالدرجة الأولى .

مشروع بكرا إلنا الذي جاء وليد الأزمة كان من أهم أهدافه بحسب رئيس قسم التمثيل في “بكرا إلنا ” ألاء زادة هو الإمساك بيد الأطفال وتعليمهم معنى حب الوطن واحترام رموزه والمحافظة عليه قبل الاهتمام بموهبته التي تعتبر أساس العمل، زادة وفي حديها لـ “البعث ميديا ” أوضحت أن زرع حب الوطن بحسب لا يأتي من بوابة القوة والإجبار بل عن طريق التوعية والمشاركة بالنشاطات والفعاليات الخاصة التي يقوم بها بكرا إلنا، ومن أهم مزاياه رعاية الأطفال ممن تهجروا أو الذين لديهم شهداء من عوائلهم، وعندما نرى – كمدربين- فرحة الأطفال ولمعة عيونهم عند تقديمهم عروض مسرحية أمام أسرهم وذويهم وجمهور من الحضور نثق أكثر بما نعمله وبما يقوم به الصغار عبر مواهبهم وإبداعاتهم .

أما الجديد

وبيّنت زادة أن عدد الأطفال المميزين الذين تم اختيارهم بالمرحلة السابقة بلغ 112 طفل متميز تم توزيعهم على عدد من المراكز حسب السكن، في وقت مازال القسم يستقبل أطفال جدد للمرحلة الثالثة وبلغ عدد المبتدئين حتى لحظة كتابة هذا التقرير 602 مبتدئ، أما الجديد في هذه المرحلة فهو آلية العمل والتقييم حيث أصبحت بشكل مستمر من قبل المدرب وبشكل شهري عن طريق استمارة الطفل الشهرية لمعرفة مدى تطوره خلال المرحلة، بالجانب الآخر يتم تقييم المدرب من خلال تطور الأطفال والمبادرات التي يقوم بها، أما انتقاء الطفل للمواهب فقد أكدت زادة أنها من اختياره ولا يمكن لأحد إجبار طفل في سنواته الحياتية الأولى على مهنة وينجح بها فالنجاح الحقيقي عندما يكون العمل نابع من القلب وأطفال بكرا إلنا بعمر الورود ينتقون مواهبهم بمحبة ليبدعوا ويتألقوا في سماها.

وفيما يتعلق بعدد مراكز المتميزين فقد بلغت 8 مراكز  مقابل 32 مركز للمبتدئين، ونوهت زادة إلى التقرير الشهري الذي يتم إرساله فيما يخص العمل في المراكز بالإضافة للصعوبات التي يعاني منها أو المستلزمات هذا عدا عن الاقتراحات أو المبادرات التي يرغب المركز بإنجازها أو قام بها،أما على أرض الواقع فهناك لجنة متابعة تقوم بزيارة المراكز لمعرفة آلية سير العمل والوقوف على المشاكل إن وجدت .

صدى خيالهم

رئيس قسم التمثيل بينت أن أجمل ما في أطفال القسم قيامهم بكتابة مشاهد قصيرة تعبر عن حب الوطن وكيفية الدفاع عنه وهي ميزة قلما أن تتواجد بهذا العمر ولا بد لها من رعاية، وهنا كانت مهمة المشروع بالوقوف عند تلك الحالات وتنميتها وصقلها على يد الخبراء والأكاديميين، في حين يستعد الأطفال وبكل حماس لتقديم عمل مسرحي يحاكي عيد الأم وهم يقومون به من داخلهم باعتباره “مسج” لأم كل واحد فيهم يحاول أن يوصل محبته لوالدته إما كتابة أو تمثيل على خشبة المسرح.

وتطرقت زادة إلى مشاركات قسم التمثيل في احتفالية عيد الحب عبر عروض قدمها الصغار تعبر عن حب الوطن والرفاق والأهل، فيما تم استقبال وفد إعلامي رياضي من روسيا الاتحادية في وقت سابق وقدم عرض مميز باللغة الروسية على المسرح الأمر الذي ترك الأثر الإيجابي الكبير لدى الضيوف باعتبار الصغار ليسوا فقط ممثلين بل ومتقنين للغة الروسية .

وأثنت زادة على مشروع بكرا إلنا وقدرته على إخراج الطفل من الحرب ومعتبرةً أن أطفال المشروع أصبحوا قادرين على أن يكونوا مستقبل سورية لأن بكرا إلنا يعلم الأطفال محبة الآخرين بكل شفافية واحترام.

البعث ميديا || نجوى عيده