ثقافة وفن

تاريخ وطن مشبع بالضوء والنور في معرض لسموقان بعنوان «قيامة سورية»

الإنسان والطبيعة والأسطورة الحاضر الأكبر في معرض الفنان التشكيلي سموقان الذي حمل عنوان “قيامة سورية” وتستضيفه صالة لؤي كيالي بالرواق العربي في دمشق.

واختار الفنان القادم من اللاذقية شجرة الحياة لتكون ثيمة كرسها في معظم لوحاته في تعبير عن التاريخ السوري، حيث يعد هذا الرمز جزءا من تراثه لما تحمله من تجدد واستمرارية وارتباط بطقوس الحياة الاجتماعية للإنسان السوري.

وبعد عشرات المعارض الفردية لسموقان منذ سبعينيات القرن الماضي يجد في معرضه الحالي نوعا من مقاومة ما تمر به سورية حيث قال في تصريح لسانا: يجب على الفنان بعد المعاناة والحرب على سورية أن يعمل على الناحية الجمالية ويقاوم هذه المأساة من خلال عمله باللون ويقدم لونا جميلا من خلال إبراز الناحية الثقافية التاريخية لسورية الحضارة المرتبطة بالأسطورة السورية عن اوغاريت وجلجامش وبلاد الرافدين.

ورغم ان سموقان يستمد روح أعماله من الأساطير السورية والأوغاريتية تحديدا منذ ثمانينيات القرن الماضي إلا انه بات يعمل عليها حاليا بطريقة غير مباشرة فقال: عندما ارسم الغابة لا تكون موضوعي المباشر بل كيف ارسم هذا اللون بأسلوب يمت إلى سورية الحقيقية من خلال توضع الأشكال واللون الذي يتصف بالإضاءة يكون الأساس بالنسبة لي فتاريخ سورية أراه مشبعا بالضوء والنور.

هذه الأسباب دفعت بسموقان أن يختار عنوان معرضه الحالي بـ “قيامة سورية” لأنه ليس مجرد تعليق للوحة على جدار على حد تعبيره بل هو أعمال لها علاقة بالأسطورة السورية من قصة الإله بعل وأوغاريت وغيرها.

وأعرب عن سعادته عن إقامة معرضه اليوم في دمشق الذي تلا معرضه الأخير في جبلة بعنوان “المحبة لسوريانا”، مؤكدا أن اللوحة عنده هي فكرة لها دلالاتها المختلفة حسب المشاهد ومستواه الفكري لأنه يعتبر كل مشاهد مشاركا في عمله الفني.

رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين الدكتور إحسان العر أكد أن تجربة الفنان سموقان تجربة خاصة وفريدة لأن لديه هدفا يعمل على تحقيقه منذ عشرات السنين كما يعمل على موضوع محدد وهو الأسطورة، إضافة إلى اختياره عناوين تربط الموضوع مع التشكيل.

ولفت العر إلى أن التقنية في أعمال سموقان تجعل المتلقي يقف أمام اللوحة التي عمل عليها ويفكر بأسلوبه المتفرد إضافة لامتلاكه تقنيته الخاصة في الألوان بطريقة محترفة.

الناقد والفنان التشكيلي أنور الرحبي أشار إلى أن أعمال سموقان تحمل فعلا دراميا حقيقيا كونه يقوم على مبدأ صياغة الفعل الذي هو عنده حركة وحياة تصطبغ بكثير من المثيولوجيات البحرية الناجمة عن اعتقاده المسبق أن هذا البحر في خفاياه هو الإنسان.

ويحتاج المشهد التشكيلي لدى سموقان من المتلقي برأي الرحبي إلى لمس القيمة الفكرية لا سيما انه يتضمن قراءات مثيولوجية تقريبية تمتزج بالواقع اليومي يأتي الإنسان فيها بالطليعة لان الإنسان صياغتها الأساسية وبناؤها الدرامي المتصاعد الذي يبدأ من الشكل وينتهي بالحس والعاطفة والحياة واصفا تجربة الفنان سموقان بالإبداع الشبابي الدائم.

يذكر أن للفنان التشكيلي سموقان الكثير من المعارض الفردية والجماعية ومنها عام 1972 معرض في الهواء الطلق باللاذقية ومعرض عن حضارة أوغاريت عام 1981 ومعرض تحية للفنان سلفادور دالي عام 1982 ومعرض في معهد غوتة لجمهورية ألمانيا الديمقراطية بدمشق عام 1984 وبالعام نفسه معرض في معهد سرفانتس في المركز الثقافي الإسباني بدمشق.

وفي خارج سورية لسموقان عام 1986 معرض في صالة آرماتان بباريس وعام 1997 معرض في صالة المركز الثقافي السوري بباريس وفي عام 2017 دعي للمرة الثانية للمشاركة في معرض دولي بمتحف اللوفر بباريس.

أما المعارض الجماعية فمن أهمها مشاركته عام 1993 بمعرض في صالة المركز الرئيسي بموسكو وعام 1994 بمعرض في صالة المركز الرئيسي للفنون في بطرسبورغ وعام 1999 بمعرض في فندق الكومودور ببيروت بالإضافة لكون سموقان يكتب الشعر والقصة والنقد التشكيلي.