الشريط الاخباريسورية

تدمر.. المشاهد الأخيرة قبل السقوط 2015

في فرع البادية في قلب تدمر.. رغم أصوات المعارك وقوة صداها فالأمور هناك توحي بطابع الهدوء والذي بدا واضحا على وجه العميد “رئيس الفرع” وعشرات الأعين من الصحفيين والكاميرات تراقب وجهه المتبسم وهو يشرح أهمية تدمر ومعاركها وكيف تمكن الجيش السوري من تحريرها خلال يومين..

أسئلة بالجملة تطرح ويجاوب.. سؤال واحد كان الحاسم في اللقاء..

يسأل كامل صقر أحد المرافقين مع الوفد الإعلامي إلى تدمر: سيادة العميد هل سنشهد تكراراً لسيناريو الطبقة في تدمر؟

العميد بكل ثقة: لا.. الأمور أفضل وإن شاء الله الخطر قد زال.. ويقطع الكلام رنين هاتف يرفع السماعة وعيناه إلى ورقة أمامه..

العميد: طبعاً نحتاج مؤازرة.. كم العدد.. – وبدهشة – سترسلون 19…. ويغلق السماعة.

الجميع في حالة ذهول مما حدث.. يخاطب العميد الجميع أسرعوا بإكمال برنامجكم وانصرفوا..

في باحة الفرع وضع الجنود أسلحة كانوا قد صادروها من مسلحي داعش وبعض زجاجات المياه والأطعمة ذات المصدر السعودي.. علامات الفرح واضحة على أوجه المقاتلين.. لاشيء يخيفهم رغم الخوف المتربص بالمكان..

على بعد 100 متر الحارة الشمالية لتدمر ندخلها كما الأبطال تدخل.. لا شيء يخيف السكان.. والدخان يظهر من وسط المدينة.. عبارات التفاؤل والأجواء لاتوحي بمعركة خاسرة حتى اللحظة.. التأييد واضح للدولة وأبناء المدينة يتحدثون كيف قاتلوا داعش وكيف سيقاتلونه مع الإصرار على البقاء مهما حصل..

أمام فرع البادية تظهر قلعة تدمر شامخة… على الطريق الواصل بينها وبين الفرع عشرات المقاتلين متجمعين وسيارات الصواريخ والدبابات لاتهدأ في ضرب المسلحين الذين كانوا على بعد 800 متر من المدينة وتحديداً في قرية العامرية..

المقاتلون بكل فخر يتحدثون عن معركة القلعة التي حسمت في ذلك الحين المعركة لصالح الجيش وفر مسلحو داعش منها.

احد المقاتلين كان قد لبس لباسه الميداني وأتى بزوجته وابنته الصغيرة يسأل عن أي أحد يقله وزوجته إلى حمص وبعد تكرار السؤال اقتربت سيارة منه فيها عنصرين ركبوا وتوجهوا إلى حمص..

الفريق الإعلامي يحاول بكل جهد إنجاز شيء والتغلب على معطيات الأرض من خلال رسم سيناريوهات عدة التمسناها من أجواء الأرض في ظل المعارك الدائرة في محيطها… البعض كان متفائل في حديثه وآخر طغى عليه التشاؤم..

نترقب الساعة وننتظر إنهاء تصليح سيارة مراسلي cctv الصينية بعد أن أعطبت خلال السير في المنطقة الصحراوية..ساعة من الترقب والأحاديث مع نقيب في الفرع وكلامه تركز عن سرقة الآثار والمخدرات وإحباط هذه العمليات..

في تمام الساعة الخامسة والنصف انطلقنا من تدمر كان محيطها الشمالي يشتعل دخاناً كثيفاً يملأ السماء ويحجب أشعة الشمس.. وأملنا بالعودة إلى دمشق بخبر الحفاظ على اية النصر في تدمر.

 

بقلم: وسام الجردي