محليات

“تشرين الحرارية” صرح شامخ في عمق ريف دمشق.. 561 عامل يبشرون بصيف أكثر راحة

قد تكون جولتنا إلى ريف دمشق اعتيادية من ناحية تسليط الضوء على سير العمل في محطة تشرين الحرارية والوقوف على توجيهات وزير الكهرباء المهندس محمد زهير خربوطلي ورسائل الطمأنة عن “أريحية” الصيف القادم، لكن من غير الاعتيادي ذاك الشعور الذي انتابنا على امتداد الطريق الذي شهد وقع أقدام جيشنا الباسل ورصد أعتى المعارك التي واجهها مع الإرهابيين ليمنعه من الوصول للمحطة وقطع النور عن دمشق، والطريق الذي اخترق قلب صحراء العتيبة كان كفيلاً بأن يشق الخيال ويحبس الأنفاس ونحن نتصور ماذا بوسع تلك الرمال أن تخبرنا لو كان لها لسان، تلك المقدمة ليست استعراضاً بقدر ماهي حقيقة استشعر بها الفريق الإعلامي عند المرور برجال النور وهم يحرسون المناطق المحررة وصولاً لمبنى المحطة الشامخ التي مازالت واحدة من أبراجها تحمل ندبة في أعلى الصدر نتيجة قذائف الحقد التي حاولت تدميرها.

وأكدت وقائع العمل على جبهات أبراج ومراجل محطة تشرين أن الصيف سيكون أكثر راحة وسيشهد استمرارية لتيار كهربائي طويل باستثناء ماقد يعترض إيصاله ويكون خارج عن إرادة الكهرباء، حيث بين خربوطلي في تصريح خاص لـ “البعث ميديا ” أن أعمال الصيانة الدورية التي بدأت منذ بداية الشهر الجاري بأياد وخبرات وطنية تتم على تجهيزات المجموعة البخارية الأولى والثانية وعلى المراجل والعنفات والمحولات ومضخات التغذية وأبراج التبريد بالتالي تكون الصيانة على كامل المحطة وملبيةً لارتفاع الطلب على الطاقة، منوهاً إلى أن أعمال الصيانة تكون في الفترات التي لا تشهد سحب طاقة كبير أي في أشهر شباط وآذار ونيسان.

ركيزة

محطة تشرين الحرارية ذات الاستطاعة 1100 ميغا واط والتي تقع بالقرب من حران العواميد، إرث وصرح شامخ كما وصفها وزير الكهرباء، وكان للقائد المؤسس الفضل الأكبر بوجودها بالتالي تعزيز المنظومة في أحلك الظروف على عكس بلدان مجاورة تعيش حالة أمن وسلام ولا تملك محطات ثابتة لتوليد الكهرباء وهي مازالت تستقدم الطاقة من دول أخرى، وخلال التجول في أقسام المحطة شهدت “البعث ميديا” حجم المجهود الذي يتكبده العمال بغية إيصال التيار الكهربائي للمواطنين، فإلى جانب استمرار العمل على مدار 24 ساعة لتبديل الأنابيب المهترئة، هناك 10 عمل يعملون في إحدى المراجل بدرجة حرارة 1000  ينتظرون الحجرة حتى البرود بغية الدخول وإصلاح الثقب بعد ارتدائهم البدلات الواقية من الكبريت والمواد السامة.

عزيمة وإصرار

الغبار الذي دخل عيوننا للحظات جعلنا نتذمر من آثار الحكة التي سببها، لكن سرعان ما انتابنا الخجل أمام 561 عامل يدخل الغبار بكل لحظة لعيونهم ويترك لوناً ترابياً على شعرهم وجباههم، 561 عامل مابين فني ومهندس عانوا حصار داعش لـ 6 أشهر متواصلة ولم يتذمروا أو يخافوا أو يتركوا مواقعهم، تلك الزنود السمراء التي تعمل في ظروف صعبة استحقت ثناء واحترام رأس الهرم في الوزارة إلى جانب الإعلام الذين حلّا ضيوفاً على أصحاب الدار لساعات قلال، خربوطلي وفي حديث ودي مع الصحافة وخارج إطار الكاميرات ومسجلات الصوت، أكد أن المنطومة الكهربائية تمتاز بجهوزية عالية ومحطات التوليد جاهزة لتوليد الطاقة حال إمدادها بالغاز، معرجاً أثناء حديثه على محطة دير علي واصفاً إياها بأقوى وأكبر المحطات وصرح آخر يشهد على النظرة الطويلة الأمد للقائد المؤسس،الوزير الذي يصف عمال الكهرباء دائماً بأنهم رديف الجيش العربي السوري، تجسدت مقولته على أرض المحطة بعد أن حدثنا العمال عن القذائف اليومية التي عاشوها جراء الإرهاب وكانت نتيجتها العديد من الشهداء والإصابات بالإضافة للأعطال، أما الفضل الأول والأخير لبقاء المحطة شامخة في عمق ريف دمشق فهو يعود للجيش الذي روى بدمائه كل بقعة في دمشق وسورية للحفاظ على منظومات الدولة وأبنائها بذات الوقتز

 

البعث ميديا || دمشق – نجوى عيدة