الشريط الاخباريعربي

تصاعد التشكيك بالرواية السعودية حول مقتل خاشقجي

 

بعد إعلان السعودية لروايتها حول قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، هذا القضية التي شهدت رفضا وتشكيكا دوليا في تلك الرواية، وتصاعدت حدة النبرة الرافضة لتصل إلى تهديد بقطع العلاقة الاستراتيجية مع الرياض، في حال عدم الكشف عن الحقيقة بالكامل.

بعض الأصوات وجهت اتهامات مباشرة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتحميله مسؤولية قتل خاشقجي، فيما أدانت بريطانيا وألمانيا وفرنسا بشدة مقتله، مطالبة السعودية بدعم روايتها حول الجريمة بـ”أدلة”، حتى تكون تلك الرواية “ذات مصداقية”.

وجاء ذلك في بيان مشترك صادر عن وزراء خارجية بريطانيا جيريمي هنت، وفرنسا جون-إيف لودريان، وألمانيا هيكو ماس، بشأن مقتل خاشقجي، حيث أوضح البيان أن مقتل الصحفي السعودي بطريقة عنيفة داخل مقر القنصلية العامة السعودية في اسطنبول، كانت أمرا يُخشى على مدى أيام طويلة، لكن مع ذلك فإن تأكيد وقوعه مثير للصدمة.

وسائل إعلام غربية نقلت عن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأنه لا يمكن تصدير الأسلحة للسعودية في ظل الظروف الحالية، في حين لفت مسؤولون سابقون وخبراء أمريكيون إلى أن ترمب خسر رهانه الخطير على ولي عهد النظام السعودي، محمد بن سلمان، على خلفية مقتل خاشقجي، بحسب تقرير نشرته صحيفة “إن بي سي نيوز” الأمريكية.

أما “واشنطن بوست”، علقت على الرواية السعودية، في مقال بعنوان “التفسير السعودي لوفاة جمال خاشقجي محض خرافة، لكن ترامب لا يزال يجاملها”، مبينة أن رواية الرياض تهدف إلى التستر على السعودية وتتناقض مع الأدلة التي جمعتها السلطات التركية، والتي أفادت بها الأجهزة الاستخباراتية.

وأضافت بأن جميع المصادر، الخاصة بها، تشير إلى ضلوع ابن سلمان، باعتباره المحرض على جريمة قتل مع سبق الإصرار، تمت بوحشية ودم بارد أعقبها تقطيع جسد خاشقجي، واتهمت الصحيفة الأمريكية ترامب بمجاملة السعودية، واستندت إلى الموقف المبدئي للرئيس الأمريكي من التفسير السعودي، حيث قال إنّ “التفسير لديه مصداقية”.

التشكيك الدولي في الرواية السعودية، دفع ترامب، اليوم، إلى تغيير موقفه بعض الشيء، إذ أشار – لأول مرة – إلى احتمالية تورط ابن سلمان في الحادثة، حين قال في حوار لـ”واشنطن بوست”: “أتمنى ألا يكون مسؤولا”، مشيرا إلى وجود “الكثير من الخداع والأكاذيب” من طرف السعوديين في قضية مقتل خاشقجي.

وعلى النهج ذاته، ذكر وزير البريكست البريطاني، دومينيك راب، أنّ التفسير السعودي بشأن مقتل خاشقجي “غير موثوق به”، مضيفا بأن هناك علامة استفهام جادة حول من تم تحميلهم المسؤولية.

وزير المالية الفرنسي، برونو لو مير، طالب خلال مقابلة تليفزيونية إلى أن السعودية، بالكشف عن الحقائق كافة في مقتل خاشقجي، محذرا الرياض من أن تتأثر علاقتها الاستراتيجية بالدول الأوروبية والولايات المتحدة في حال عزوفها عن التحقيق الكامل في الواقعة، كون علاقات الثقة لا تُبنى سوى على الحقائق.

“هيومن رايتس ووتش” طالبت، من جهتها، الأمم المتحدة بالتحقيق في القضية على غرار ما دعت إليه، أمس، منظمة العفو الدولية لارتيابها في “حيادية التحقيق السعودي، والمسؤولين عنه”.