الشريط الاخباريثقافة وفن

تكريم لرواد التراث السوري وباحثيه

اختتمت مساء اليوم فعاليات أيام التراث السوري التي أقامتها وزارة الثقافة على مدى ثلاثة أيام بتكريم مبتكري الحرف التراثية السورية والباحثين في مجال التراث السوري وبحفل غنائي لأساتذة معهد صلحي الوادي بقيادة عدنان فتح الله على مسرح دار الأوبرا بدمشق.

وكرمت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح بمشاركة كل من وزير التربية الدكتور هزوان الوز ووزيرة البيئة الدكتورة نظيرة سركيس ووزير السياحة المهندس بشر يازجي كلا من الحرفيين لويس صراف مبتكر تنزيل المينا على الخشب والنحاس وجرجي بيطار مبتكر فن الموزاييك الخشبي ورسلان القزاز مبتكر حرفة نفخ الزجاج والزجاج الفينيقي ومحمد ياسين بن محمد ناعمة المحترف في تطعيم الصدف.

وقالت الدكتورة مشوح في تصريح للصحفيين نحتفل اليوم بأيام التراث السوري التي تجسد الوحدة الوطنية والانتماء لوطن حضاري عريق في تاريخه وكبير في صموده.

وأضافت مشوح لقد ارتأت وزارة الثقافة أن تختتم هذه الاحتفالية بتكريم جملة من الباحثين في شؤون التراث وخاصة في بعض الصناعات التراثية التي كادت تنقرض.

وبينت وزيرة الثقافة أن التكريم جاء لتأكيد أن هذا الوطن حريص على الحرفيين المبدعين وعلى مهاراتهم وإبداعهم مشيرة إلى استعداد وزارة الثقافة لدعمهم بشتى الوسائل حتى ينقلوا مهاراتهم إلى الشباب المهتمين وذلك بالترويج لمنتجاتهم وتوثيق التراث المادي واللامادي الذي نعتبره قيمه عظيمة حضارية وإنسانية.

بدوره قال الدكتور الوز إن هذه الفعالية أقيمت بهدف الحفاظ على ذاكرة الوطن وخاصة في هذه الظروف التي تمر بها سورية لأن المعركة التي نواجهها تشمل جوانب مختلفة وخاصة ما يتعلق بالجانب الثقافي.

ونوه الوز بالجهود التي تقوم بها وزارة الثقافة في هذا المجال للتذكير بتراث هذا الوطن العريق الذي يمثل هويتنا وحضارتنا مشيرا إلى ضرورة تكريم كل متميز في هذا الوطن ليس في المجال الثقافي فحسب وإنما في كل المجالات.

من جهته قال الحرفي يحيى ناعمة بن محمد ياسين ناعمة المكرم عن حرفة الصدف ورثنا هذه المهنة عن آبائنا وأجدادنا وهي مهنة دمشقية بامتياز يجب الحفاظ عليها حتى لا تندثر موضحا أنه ساهم في تعليم هذا الفن البديع لعدد كبير من عشاق هذا النوع من الحرف إضافة إلى خبرته في تطويره وترسيخه.

واعتبر أن تكريمه اليوم وسام فخر له يهديه لبلده الحبيب سورية.

وكان حفل الاختتام تضمن أمسية غنائية لأساتذة معهد صلحي الوادي بقيادة عدنان فتح الله قدموا من خلالها أغاني وموشحات لموسيقيين أسهموا في إغناء التراث العربي كابي خليل القباني وعمر البطش وسيد درويش ورفيق شكري وسامي الشوا.

وافتتحت الأمسية بأغنية “زوروني كل سنة مرة” من تأليف سيد درويش بصوت المغنية كارمن توكمه جي إضافة إلى موشحات “يمر عجبا وسبحان من صور” لعمر البطش وبتوزيع جديد لعدنان فتح الله.

كما أدى كورال الفرقة مختارات من أغاني سيد درويش ووصلة من أغاني من تأليف وغناء المطرب فريد الأطرش وهي يا ريت.. ودقوا المزاهر وغيرها.

وأدى المغني محمد قباني بمرافقة الفرقة أغنية من التراث بعنوان “خدو معاهم مها” لرفيق شكري بتوزيع جديد لكمال سكيكر أطرب من خلالها جمهور المسرح بصوته العذب الشجي.

يذكر أن الحرفي لويس صراف برع في حرفة تنزيل المينا على النحاس ويعد مدرسة في ابتكار هذا الفن حيث كان من الأوائل في تعلم مهنة تقوم على الهندسة والتعشيق والتآخي والتفرد.

ورسلان القزاز يعد من عباقرة القرن الماضي في صناعة الزجاج الفينيقي القديم وكان مدرسة في فنون الحرفة وله وحده يعود الفضل في ترسيخ هذه المهنة اليدوية الفريدة حاول تأسيس مدرسة لتعليم هذه المهنة للراغبين وكان يمتلك مهارة فائقة في ابتكار منتجات حرفية مميزة حيث غدت منتجاته تتصدر المعارض المحلية والدولية.

أما الحرفي جرجي بيطار فهو مؤسس حرفة تطعيم الخشب أو الموزاييك له روائع فنية من الموزاييك باقية حتى اليوم في الكنيسة الكاتدرائية في باب توما أصبحت صناعته طابعا خاصا بمدينة دمشق وسورية تخطت شهرته بلاد الشام فوصلت إلى أوروبا نال العديد من الجوائز والأوسمة.

أما الحرفي محمد ياسين ناعمة فبرع في حرفة الصدف بمفرداتها المتعددة وأتقن هذه الحرفة وأصبح مدرسة بمفرداتها وكان له الفضل في المشاركة بترميم بعض المساجد والقصور منها جامع بني أمية الكبير ومحرابه والمدرسة الجقمقية التي تعرف اليوم بمتحف الخط العربي وقصر العظم وعدد كبير من المتاحف والبيوت الدمشقية نال العديد من الجوائز في تظاهرات محلية ودولية.

حضر الحفل عدد من أعضاء الجبهة الوطنية التقدمية وبعض من أعضاء مجلس الشعب وحشد من أهالي المكرمين والمهتمين بالشأن الثقافي.

 

البعث ميديا -سانا