ثقافة وفن

تميز بخصوصية الاختزال.. قصائد الشاعر حسن سمعون تجسد البداوة الشعرية

تميز الشاعر حسن ابراهيم سمعون بخصوصية الاختزال والإيجاز والابتعاد عن الحشو، وحرص في أسلوبه ألا ينسخ أو يشبه غيره فهو أقرب الى البداوة الشعرية غير متأثر بمدرسة محددة.

وعن تجربته الشعرية يقول سمعون: ان له قاموسه الخاص كأي شاعر، وأسلوبا متنوعا حسب الموضوع الذي يحكم اللغة الشعرية، ولكل فكرة كلماتها ومفرداتها، فلغة التأبين ومفرداته تختلف عن الموضوع الذهني وتعدد الموضوعات يغني المؤلفات الشعرية، مبينا أن الشاعر هو المؤرخ الصادق وهو المرآة الحقيقية للأحداث التي يعايشها، لذلك كتب من وحي ما نمر به من آلام قصيدة قال فيها:

هكذا قال الشهيد: قف لا تؤبن والتزم صمتا بمحراب الجليل.. لاالحبر يوفيني ولا ورق صقيل.. ان شئت تكريمي إليك وصيتي “أمي وعائلتي أمانة راحل” فارفع لهن جناح عيش أفضل.. قم والتحق ودع الجنائز للصبايا وانكسف لمهابتي.. فأنا الكريم بروحه وأنا الشهيد.

وبدأ شغف سمعون بالكتابة عندما كان طالبا في المرحلة الثانوية حيث تعلم فن العروض والبحور، وبدأ ببضع كلمات مازالت عالقة بذهنه عندها كان يتبادل إعجابا يتيما مع قريبة مهاجرة اسمها على وزن فعلاء فقال: فعلاء لم هذا الجفاء .. أتحجر قلبك من صولة الخفراء، وكان ذلك في 1974 وقارئها الوحيد هي وهو.

وأوضح سمعون ان أقدم نص عنده كقصيدة هو بعنوان “المستذئب” عام 1976، مشيرا الى انه يكتب الشعر الفصيح الموزون بشكليه العمودي والتفعيلي، ويميل دوما للتفعيلة ويكتب بالمحكي الموزون والقصة القصيرة جدا، غير انه مما يؤخذ عليه ببعض قصائده أنه يطرح “فكرا كثيرا” في القصيدة، وبالتالي تصبح ذهنية نخبوية تأويلية، كما ثمة قصائد يشكلها بلغة تفسيرية لأنه يعتقد بأن الموضوع هو الذي يحدد اللغة الشعرية.

من أعمال سمعون دواوين شعر كثيرة منها “إمضاء على الشاهد” و “منجز مقامات التاسوعاء” و”الأفق المكسور” وغيرها، وهو مشترك مع كوكبة من شعراء الجزائر، وهو المؤسس والمشرف على “رثائية النور” وهو ديوان مشترك مع نخبة من شعراء الوطن العربي في تأبين الأديب طلعت سقيرق، كما شارك بـ”إلياذة النور” وهي ملحمة شعرية صدرت وطبعت بالجزائر، تتحدث عن الجزائر أثناء الاحتلال الفرنسي وعن الثورة الجزائرية، ومرحلة التحرير مع نخبة من شعراء الوطن العربي، وله مسرحيات شعرية منها “الزئير” و”الحذاء”، ومجموعة قصصية قصيرة جدا بعنوان “مخطوط المجهر.