الشريط الاخباريمساحة حرة

ثلاثي العدوان.. لم يحفظ ماء وجهه

محاولاً التبجح باعتداء بلاده، خرج وزير الدفاع الأمريكي، بعد أقل من ساعة، معلنا إيقاف الضربات وإصابتها لأهدافها بدقة.. غير متوقع أن يرد عليه أحد الصحفيين الحاضرين بالقول “لكنهم أسقطوا صواريخكم”.. تعابير وجهه لا تفسر، لم يستطع كتم إحباطه وغيظه، ولم يرد…. نعم، لقد أسقطنا صواريخهم…

شريكته البريطانية في العدوان تريزا ماي، لم يكن حالها أفضل، فقد خرجت لتبرر موافقتها على الهجوم والتوتر بدا واضحا عليها، وكمية المياه التي شربتها فضحت الأمر أكثر.. ماي كانت قلقة من تحميلها مسؤولية إقحام بلادها في مواجهة أقل ما يقال أنها خاسرة، ومن تداعيات مثل هكذا عدوان… نعم، لقد أسقطنا صواريخهم…

ثلاث دول “كانت عظمى”، اعتدت على بلد ذات سيادة بمزاعم واهية وكاذبة، حيث استفاقت العاصمة السورية، عند الرابعة فجرا، على أكثر من 100 صاروخ استهدفت مناطق عدة ضمنها، وأخرى بريف حمص، تصدت لها دفاعاتنا الجوية وأسقطت أكثر من 70 صاروخا..

دمشق كانت مستعدة لمثل هكذا عدوان، فالقيادة أخذت “تهديدات” ترامب على محمل الجد، منذ اليوم الأول، وجهزت خرائط لمناطق يتوقع أن يستهدفها وتم تغطيتها بالدفاعات الجوية، وذلك حسبما أفاد به مصدر سوري، وهذا ماكان فعلا بالتصدي للصواريخ التي أدت إلى “صفر خسائر”، بالمعنى العسكري.

حلفاء سورية أدانوا العدوان بشدة، محذرين من العواقب الخطيرة له بالنسبة لواشنطن، كما أن موسكو اعتبرته استهدافا لها، وذلك ما جاء على لسان سفيرها لدى أمريكا أناتولي أنطونوف بأن “هذا العدوان إهانة للرئيس الروسي”، وكان رد موسكو على ذلك بأنها ستطور منظومة الدفاع السورية وستزودها بالمزيد منها..

على المقلب الأخر، كان هناك من أيد العدوان الثلاثي على سورية، ولن نستغرب إذا كانت الرياض والدوحة والأردن من بين المهللين له، كيف لا وابن سلمان دفع ثمنه مليارات الدولارات خلال زياراته السابقة لدول العدوان، خاصة بعد هزيمة إرهابييه في دوما، والدوحة استقبلت المقاتلات الأمريكية في قاعدة العديد الجوية لتنطلق منها، عبر الأردن التي فتحت لها الأجواء لاستهداف سورية، لتكون بكل “اشمئزاز” ودون خجل مشاركا في هذا العدوان..

هناك أيضا من خابت أماله كثيرا وهو يراقب العدوان على سورية من فوق الأجواء اللبنانية، كيف لا وقد خرج الجيش العربي السوري منتصرا، وهو الذي أسقط أسطورته في حرب تشرين، ليعود اليوم ويحطم أسطورة جديدة لدول كان العالم يهابها، تمتلك أقوى الصواريخ متصديا لها بمنظومات دفاع قديمة..

سلطات كيان العدو حاولت جاهدة كتم موقفها من العدوان، والتغطية على هزيمتها، فهي شاركت بشكل غير مباشر به، لتخرج وسائل إعلامه وتكشف ذلك، التي ذكرت أن هذا الهجوم عزز التحالف الثلاثي بين دمشق وموسكو وطهران، وهذا الأمر يتوقع أن يحد من إمكانيات الكيان وقدراته على الترهيب..

دمشق لن تكتفي بإسقاط الصواريخ، وردها سيكون بخطوات عدة، أولها نشر دفاعاتها الجوية على كامل الجغرافية السورية..

نعم، لقد أسقطنا صواريخهم.. وارقنا ماء وجههم رغم كل محاولات الحفاظ عليه.. وأثبتنا لهم، من جديد، أن الجيش الذي لا يقهر هو الجيش العربي السوري..

 

البعث ميديا  ||  رغد خضور