الشريط الاخباريسورية

جفا لـ”البعث ميديا”: المرحلة الثانية من اتفاق أستانة 6 سيطبق بالنار إذا لم تنفذ تركيا التزاماتها

 

تسارعت الأحداث الميدانية في أرياف حلب وإدلب وحماه بطريقة دراماتكية سمحت للجيش العربي السوري وحلفائه بتحقيق إنجاز عسكري بتطهير مساحة كبيرة من الأرياف وتحرير مطار أبو الضهور العسكري وتأمين طريق حلب دمشق عبر خناصر من أي تهديد إرهابي.. تزامناً مع ذلك شن النظام التركي عدواناً على مدينة عفرين ..

للحديث عن آخر التطورات الميدانية في إدلب وعفرين، البعث ميديا التقى المحلل الإستراتيجي الدكتور كمال جفا الذي قال:

يبدو أن الأمور تتجه إلى الاستقرار النسبي في جبهة العمليات العسكرية في إدلب بعد النصر العسكري الكبير الذي رسخه الجيش العربي السوري  وحلفائه في تحرير الجيب الداعشي المحاصر في المنطقة التي تتوسط ثلاث محافظات سورية هي حلب وإدلب وحماه، والبالغة مساحته 1200 كم2 حيث انهت قوات الجيش من تمشيطها بعد عدة أشهر من سيطرة “داعش” عليها تبعها صراع عنيف مابين فصائل جبهة النصرة وحلفائها مع بقايا داعش المنهارة والمهزومة من جيب عقيربات الصحراوي, أعقبه تدخل سوري واسع بعد أطباق الحصار على كامل هذه المنطقة مما مكن القوات السورية وحلفائها من خوض معركة نظيفة نوعا ما، خفف لديها الخسائر البشرية وأكبسها عشرات الأطنان من أكداس الذخيرة والعتاد وأضاف منطقة واسعة رعوية زراعية تمكن الدولة السورية لاحقا من العمل على إعادة السكان المهجرين من قبل داعش إلى منازلهم وأملاكهم ويعيد الأمن والأمان وعجلة الحياة من جديد إلى هذه المنطقة وإضافة هذا المكسب  إلى المناطق الآمنة تحت سلطة الدولة السورية ومؤسساتها المدنية والتعليمية.

وبين جفا أنه في المدى القصير المنظور يبدو أن هناك تفاهمات للدول الثلاث الضامنة في ملف إدلب لعدة استحقاقات تنتظر الدول الثلاث المعنية في خرائط التهدئة التي تم أقرارها في أستانة 6 حيث تمت عودة الحرارة إلى التفاهمات الروسية التركية الإيرانية وبدء المرحلة الثانية اتفاق ادلب والمتمثل في مابعد خط غرب السكة والذي من المقرر أن يتبعه انتشار القوات التركية والروسية على نقاط انتشار متفق عليها لإعادة تأمين أوتستراد حلب دمشق الدولي إن مرت التفاهمات على خير .مبينا والكلام لجفا أن المرحلة الأولى من خرائط أستانه 6 عرقلتها جميع الأطراف وحتى الضامنة لها ولم يتم تطبيقها إلا بعد عدة أشهر من الهجمات الدامية على قوات الجيش العربي السوري في منطقة أبو دالي وريف حماه الشمالي والتي فرضت على الدولة السورية قرار ببدء عملية عسكرية واسعة أنتجت انتصاراً عسكرياً كبيراً جداً أدى إلى تطبيق المرحلة الأولى من هذه الخرائط بالقوة النارية والاحتكام للسلاح.

موضحاً أن تركيا تحتاج لفترة من الاستقرار في ملف إدلب للتفرغ  لملف عفرين وروسيا تحتاج إلى تهدئة في الجبهات السورية وبدون انتكاسات لتمرير الانتخابات الرئاسية الأخيرة للرئيس الروسي وإيران مضطرة لعدم تفجير الخلافات مع الجارين التركي والروسي لكن قبولها الدخول التركي كان على مضض وبدون رضا كما هو حال التوجس السوري.

وبين جفا أن المرحلة الثانية من أستانة تم البدء فيها فعليا في ادلب وبدأت الخلافات تدب في صفوف قادة ما بقي من تنظيمات “جهادية” تصر على الاستمرار في القتال إلى ما لانهاية وبدون أفق أو هدف محدود لا عسكري ولا سياسي وقد انعكست هذه التوترات على معظم الساحة الأدلبية بعمليات اغتيال متلاحقة ومتنقلة لقادة ولعناصر من كل التنظيمات المحلية خاصة والتي تفاوت موقف الرضا عندها من الدخول التركي إلى الحرب في عفرين مابين التأييد الأعمى ومابين الرفض والذي خلق حقدا تركياً على هؤلاء القادة، أنتج أوامر عمليات تركية لأدواتها داخل محافظة إدلب لتنفيذ عمليات اغتيال وضرب من حديد لكل الأصوات النشاز التي تخرج عن طاعة السلطان العثماني, وإن سارت الأمور على ما هي عليه فقد تثمر عن استقرار وتطبيع لمدة زمنية قصيرة لن تتجاوز الأشهر الستة وقد تشهد انفجار عسكريا فيما لو رفضت بعض الفصائل المتشددة هذه التفاهمات مما سيدفعها إلى تنفيذ هجمات على قوات الجيش في خطوط القتال الممتدة من غرب حلب إلى شمال حماه، والذي سيدفع الجيش السوري إلى بدء المرحلة الثانية من تطبيق أتفاق أستانة 6 لكن بالقوة النارية والتوقيع لأبطال الجيش العربي السوري وبالقوة.

وبخصوص الوضع في مدينة عفرين بين جفا أنه بعد انتهاء الأسبوع الثالث من المعارك، والتي لم تنتج حتى الآن إلا عن خروقات لا تعتبر نصر عسكري كاسح لتركيا وحلفائها بل نكسة لا تليق بتركيا وعظمتها، كما أن الأمور حتى الآن لم تنضج قراراً واضحاً وصريحاً من قادة هذه الوحدات  الكردية بالطلب من قيادة الجيش العربي السوري لدخول إلى الحدود السورية التركية في منطقة عفرين وفرض الأمن والأمان على كامل منطقة عفرين وقراها بحيث تدخل هذه المناطق ضمن المناطق الآمنة بالكامل عسكريا ومدنيا كما هو حال كل المدن والقرى السورية على أن لا يكون هناك سلطة منقوصة سواء كانت مدنية أو عسكرية على كامل المنطقة.

وأضاف جفا توقع مزيد من الانهيارات في صفوف القوات الكردية وتوسع رقعة الدمار الممنهج الذي تنفذه القوات التركية ليشمل معظم مناطق القرى والمدن في منطقة عفرين ويؤدي إلى تفريغ كل المدن والقرى حول الناحية وتشكيل ضغط أنساني على مركز مدينة عفرين، الأمر الذي  قد يدفع قيادات هذه الوحدات إلى تقديم مزيد من التنازلات في علاقاتها مع الدولة السورية.

خاتماً بأن الأيام والأسابيع القادمة حاسمة في ملف عفرين لكن هل يسمح لتركيا باجتياح عفرين والسيطرة عليها ووصلها مع مناطق سيطرة درع الفرات في إعزاز ومنبج ،  هذا التوجس السوري سيدفع القيادة السورية إلى التدخل في اللحظة المناسبة حيث تعودنا على اللعب على حافة الهاوية والتي دائما تنتج سياسات مكلفة ومرهقة على المدى القصير لكنها مربحة وناجحة وقلما تخطىء على المدى الطويل.

 

البعث ميديا || سنان حسن